المتأمرون
لا شك ان كل مرحلة من مراحل التاريخ تخلق منتفعين ومتتضريين ولكن ان يكون الانتفاع على حساب بلد باكملها وعلى حساب مستقبل امه وشعب هذا ما لااجد له تفسير ،
فاذا نظرنا الى المنتفعين من الوضع الحالى بعد الثورة والمتضريين منها وكيف ان كل طرف لاينظر الا الى مصلحته على حساب وطن باكمله
وقد كنت متواجدا فى ميدان التحرير فى الاعتصام الذى اعقب احداث محمد محمود ووجدت ان الفئات المتواجده بالميدان منها من اعتاد الثوره واصبحت بالنسبه له متنفسا يلقى به فشله فى الحياة على الدوله باكملها ومنهم من اعتاد الثورة والاعتصام كانه متنزه وفسحه من الوقت يجد فيها من الاثارة ما يفتقدها فى ايامه العادية وقد تلمست بعد وقف الاشتباك بين الامن المركزى والمتظاهرين تلمست حزن شديد من المتواجدين بالميدان لعدم وجود اشتباكات معهم من الامن المركزى وحزن لتوقف اطلاق القنابل والخرطوش وبدأ المتظاهرين فى الضيق والاشتباك مع بعضهم لعدم وجود ما يشغلهم ،
وعندما كنت فى الميدان فى هذه الايام وجدت من يبيعون الشاى والاكل واصبح تجمع الثوره فى الميدان فيض خير عظيم يدر عليهم دخل من بيع المشروبات والاكل فى الميدان ووجدت رجل يحفز الناس ويثرهم بشدة ضد الحكومة وعدم الانصراف من الميدان واكتشفت انه من بائعى الشاى وله خمس فرشات فى الميدان يبتاع منهم للناس وانصراف المتظاهرين يعنى له توقف مصدر رزقه ،
وفى الميدان ايضا اصبح يتداول وتباع المخدرات والحشيش على مرئى ومسمع من الكل كما ان بنات الليل اصبح لهم مورد رزق فى الخيم المنصوبه فى منتصف الميدان واصبح الابتزال عنوان رئيسى وتجد اختلاط فج فى خيم صغيره يتداخل الشباب والبنات متلامسين باجسادهم وهم جالسين يدخنون السجائر لافرق بين ولد وبنت ،
وشباب الالتراس وجدها متعه فى ان يتجمع وتجد البنات المتحجبات يغنين مع الشباب اغانى بذيئه خادشه للحياء بالفاظ سافله ويسبون فيها الشرطه والداخليه ولاحياء لهولاء البنات ولا احترام لحجابهن
فكل هؤلاء لا ينظرون الى مصلحة البلد والخوف عليها ولا اثر ذلك على الاقتصاد والسياحة اضف الى هؤلاء
قنوات فضائيه لاتقول الحقيقه وتريد مزيدا من تهييج الراى العام لكى تستمر برامج التوك شو وترتفع نسبة المشاهدة والاعلانات
صحافة تريد أثارة الراى العام لكى تحقق مبيعات مرتفعة وتربح اكثر مهما كان كلامها بعيدا عن الحقيقه او متحيزا المهم ان تستمر موجة الرأى العام الموجهة والمحتشده حتى يتم بيع اكثر عدد ممكن من الصحف
حركات ممولة وعميلة وخائنه يأتيها التمويل من الخارج ولا تريد للأحداث ان تتراجع وان تهدأ الامور حتى لا يتوقف التمويل الذى ياتيها
شباب لا قيمة لها فى الحياة ولا انجازات ووجد نفسه وقد سلط عليه الضوء وتستضيفه القنوات التلفزيونيه والفضائية واصبح يظهر فى البرامج تحت اسم الناشط السياسى فلان الفلانى فهذا لايريد للامور ان تهدأ وأن تستقر حتى لايظهر مرة اخرى فى الفضائيات
والى جانب هؤلاء المنتفعين اضف اليهم المتأمريين والقوى المعادية
فعلى رأس هؤلاء تجد مثلا رؤوس نظام مبارك واعوانهم فهم لديهم حقد شديد على الثورة وماحدث لها فيردون ان يثبتوا نظرية انا ومن بعدى الطوفان وهم معهم المال والاتباع والنفوذ والبلطجية ويستطيعون ان يثيروا القلق اذا كلما ارادوا ذلك
وياتى ايضا رجال امن الدولة المنحل وهم من اكبر العقليات فى الفكر البوليسى والمخابراتى ولديهم حقد شديد على هذه الثورة ويستطيعون اذا اتصلوا برجال الحزب الوطنى المنحل وقيادات نظام مبارك وما معهم من اموال ان يتمكنوا من تعبئة الرأى العام او ان يثيروا الفوضى فى البلاد
اضف الى هؤلاء قطاع من ظباط الشرطه وجدوا انفسهم وقد نزلوا من على عروشهم المتوجه فامتنعوا عن العمل حتى يثبتوا نظرية اما نحن واما الفوضى
ولا يمكن ان ننسى المجلس العسكرى الذى يدير البلد بنفس الفكر الامنى والمخابراتى مع شعبه ويستعمل فكر المخابرات فى ادارة البلاد ويريد ان يستأثر بالسلطه او يسير البلاد طوع فكره هو
بالاضافة الى كل هؤلاء لا ننسى مخابرات الدول المعادية كاسرائيل وامريكا والتى تجد هذه الوقت وقت خصب لزرع فيه طقم جديد من رجالها فى النظام القادم الذى سوف ياتى الى مصر فتعمل على قدم وساق من اجل هذا
واضف اليهم دول كايران ودول السعوديه وبعض دول الخليج تريد ان يكون لها دور فى مصر
فاصبحت مصر بذلك فريسه انقض عليها الجميع فى وقت واحد واخطر من كل هذه القوى بعض فئات وجماهير الشعب تنساق بدون عقل ووعى وقد اصبحت مصر فجأة بها مايزيد عن خمسين مليون سياسى وخبير استراتيجى واكثرهم منساق وغير متبصر للعاقبة ولا يستطيع ان يفهم نتيجة ما يفعله سوف تودى بالبلد الى اين والاكثر من ذلك انهم منساقون يتبعون الهوجه كلما جاءت وشاءت
اتمنى ان يصلح الله البلاد وان يهدى شعبها ويحمى مصر من الشر ومن يدبر لها واطالب من كل من يتخذ موقف معين ان يتفكر وان كان ليس له القدرة على ان يتوصل للحقائق فليتبع رأى من يثق فيه من اهل العلم والكفأة والصلاح
....................
المصدر : أبناء مصر
بقلم عمرو جمال
فى 12/12/2011