ماما نايمة».. كان هذا رد طفل 4 سنوات من خلف باب شقة أسرته في بولاق الدكرور، وهو يلهو مع شقيقته الصغرى عامين بجوار الأم، التي فارقت الحياة منذ يومين، والصغيران لا يعلمان، بينما كان الزوج في زيارة إلى زوجته الثانية بمحافظة الشرقية.
التفاصيل كشفتها تحقيقات مدحت مكي، رئيس نيابة بولاق الدكرور، حيث تبين أن السيدة تقيم مع زوجها في منزل عائلته، الذي سافر لزيارة زوجته الثانية في الشرقية، وعاد بعد يومين وكسر باب الشقة ليعثر على زوجته ملقاة في غرفة النوم والدماء تغطي أنفها.
كشفت التحقيقات والتحريات وتقرير مفتش الصحة أن الوفاة حدثت قبل 48 ساعة من اكتشافها، وأن الصغيرين ظنا أن والدتهما نائمة وكانا يلعبان في الشقة، ويتناولان الطعام بمفردهما.
وشرحت التحقيقات أن بعض أفراد عائلة الزوج طرقوا على باب الشقة كثيراً، وكان الرد يأتيهم من الطفل عاصم 4 سنوات: «ماما نايمة»، والمفتاح جوه الباب، «أنا مش عارف أفتح الباب.. إحنا كويسين».
وتبين أن الزوج اتصل كثيراً بزوجته ولم ترد، وعند عودته اكتشف الوفاة، واستدعت النيابة أسرة الزوجة لسماع أقوالها، وقال مفتش الصحة في النيابة إنه لا يستطيع الجزم بأن الوفاة طبيعية أو بها شبهة جنائية، فقرر رئيس النيابة تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وطلب تحريات الشرطة حول الواقعة.
انتقل للمعاينة وباشر التحقيق محمد فاروق، وكيل أول النيابة، بإشراف المستشار مجاهد علي مجاهد، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.
تلقى اللواء أحمد سالم الناغي، مساعد الوزير لأمن الجيزة، بلاغاً من جمال عبد الحميد أحمد، (42 سنة) تاجر ملابس، أكد أنه كان يزور زوجته الثانية في الزقازيق، وعندما عاد إلى منزله وكسر باب الشقة اكتشف وفاة زوجته الأولى مروة محمد حمدي، (27 سنة)، وتبين له أن طفليه عاصم 4 سنوات وهبة عامين، يجلسان بالشقة ويلعبان ولم يعلما أن والدتهما توفيت منذ يومين.
وقال الزوج أمام العميد جمعة توفيق، رئيس مباحث المباحث الجنائية لقطاع الغرب، إنه متزوج من 3 سيدات ولا توجد خلافات بينه وبين زوجته المتوفاة، وأنها كانت «حامل» في شهرها الثامن ومصابة بمرض عصبي وتشنجات.
استدعت النيابة أسرة الزوجة وأقاربها، واستعجلت تقرير الطب الشرعي المبدئي لبيان سبب الوفاة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.