في جريمة تعود إلى أربعينيات القرن الماضي
سرقة مئات الآلاف من الأطفال بإسبانياالراهبة ماريا غوميز فالبيونا لدى مغادرتها المحكمة في مدريدأعلنت الحكومة الإسبانية أنها ستنشئ قاعدة بيانات لمساعدة الآباء في العثور على أطفالهم الذين سرقوا في إطار جريمة استمرت عقودا إبان حكم فرانسيسكو فرانكو بين 1939 و1975، وتزامن ذلك مع استدعاء القضاء الإسباني لراهبة تدعى ماريا غوميز فالبيونا متهمة بسرقة رضيعة عام 1982.
ويقول ممثلو الضحايا إن مئات الآلاف من الأطفال سرقوا من أمهاتهم بعيد الولادة على أيدي عصابات -تدار بشكل مستقل- تضم أطباء وممرضات وقابلات وراهبات وكهنة ومسؤولين ووسطاء، بين الأربعينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وبدأت الجريمة بعد انتهاء الحرب الأهلية في إسبانيا (1936 -1939) التي أثارتها الحكومة الجمهورية اليسارية ضد الجنرال اليميني فرانسيسكو فرانكو.
وإثر تمكن فرانكو من حسم الحرب لصالحه وتوليه السلطة، جرى أخذ الأطفال الحديثي الولادة أو الأطفال الصغار من النساء السجينات اللاتي ينتمين إلى النظام الجمهوري "لتطهيرهم" من إرثهم "الشيوعي" وتربيتهم باعتبارهم كاثوليكا محافظين.
وتطور الأمر إلى جريمة تجارية بسرقة نحو 300 ألف طفل ورضيع استمرت حتى تسعينيات القرن الماضي، حسب ما ذكره ممثلو الضحايا.
وتعتبر الراهبة ماريا غوميز فالبيونا أول شخص يتم تتبعه قضائيا بعد اتهامها من قبل المواطنة الإسبانية ماريا لويزا توروز (58 عاما) بسرقة مولودتها بيلار عام 1982 في مصحة سانتا كريستينا بالعاصمة مدريد. وتبلغ بيلار اليوم 30 عاما وقد تمكنت من العثور على أمها ماريا لويزا توروز العام الماضي.
ورفضت الراهبة المتهمة ماريا غوميز فالبيونا الإجابة عن أسئلة القاضي قبل مغادرة المحكمة وسط حماية أمنية من قبل عناصر الشرطة.