خبراء:اللغة العربية تخوض "حرب بقاء" ضد العولمةمحمد العقلا مدير الجامعة الاسلامية بالمدينة
بوابة الوفد - كتب - كاظم فاضل
حذر خبراء ومتخصصون يشاركون فى أعمال المؤتمر الدولى حول "اللغة العربية ومواكبة العصر"من أن اللغة العربية تخوض الآن حرب بقاء أمام تحديات العولمة معتبرين أن الحفاظ عليها هو بالأساس حفاظ على الهوية والثقافة العربية الاسلامية .
وشدد الخبراء على أن تأثير اللغة العربية فى حضارات العالم يكون قويا بقوة المسلمين والعرب معتبرين أن اللغة العربية تواجه اليوم العديد من صور التحدي التي فرضتها عوامل العولمة، والثورة المعلوماتية والانفجار المعرفي، والتقدم الهائل في تقنيات المعلومات والاتصالات، وما تبعها من تغير طال كل مجالات الحياة مما أدى إلى تقارب المسافات وتلاشي الحدود بين الدول والقارات.
وقال مدير جامعة الحدود الشمالية السعودى الدكتور سعيد بن عمر آل عمر ان اللغة العربية فى واقع الأمر من أكثر اللغات انتشارا في العالم فقد كانت لغة للعلم والأدب ولغة للسياسة لقرون طويلة في جميع البلاد التي فتحها وحكمها المسلمون، ولقد أثرت على كثير من اللغات الأخرى في العالم، فقد كانت اللغة العربية قوية بقوة المسلمين، مؤثرة بقدر تأثيرهم في غيرهم.
وأوضح أن عولمة اللغة هي أهم مظاهر العولمة الثقافية والحضارية، ومن الطبيعي أن الأمة الغالبة هي الأمة التي تستطيع أن تفرض حضارتها، وأن اللغة الأقوى هي اللغة الآمرة الناهية، ذات الثقافة العامرة بالمخترعات والإبداعات الكبيرة والتي تسهم بشكل فعال في الحضارة الإنسانية.
وأكد أن المحافظة على لغتنا العربية الفصحى، في زمنٍ التقت فيه الثقافات، وكثرت فيه المؤثرات، مسئولية مشتركة، وضرورة يشعر بها الجميع و نحن جميعا كمفكرين أكاديميين ومثقفين وأدباء ورجال دين ورجال إعلام مسئولون عن حماية اللغة العربية و النهوض بها وتحديثها والاعتزاز بها وعدم تهميشها.
قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان إن اللغة العربية تحتل المركز الثالث بين لغات العالم من حيث عدد الدول التي تقرها لغة رسمية . .كما تحتل المركز السادس من حيث عدد المتكلمين بها والبالغ 470 مليون نسمة وتمثل واحدة من اللغات الست في أكبر محفل دولي وهو منظمة الأمم المتحدة ..وفي المجال الرقمي تحتل المركز السابع بين أكثر عشر لغات استخداما على شبكة الإنترنت.
وعن الانتشار العالمي للغة العربية قال الدكتور العثمان ان اللغة العربية تشهد تمددا جغرافيا واسعا يزداد عاما بعد عام في دول آسيا وأفريقيا وأمريكا وأوروبا وغيرها، ويزداد عدد المقبلين على تعلمها زيادة لافتة تؤكد تحولها إلى لغة جاذبة، وربما تكفي الإشارة في هذا الشأن إلى أن عدد متعلميها في أمريكا وحدها زاد في عام 2010 بنسبة 126 بالمائة عن عام 2009 في حين لم تتجاوز نسبة الزيادة في دارسي الإسبانية مثلا 10 بالمائة و 2 بالمائة وهذا يثبت أن اللغة العربية لم تعد لغة محلية حبيسة داخل الدول المتحدثة بها، بل صارت لغة عالمية تلقى اهتماما دوليا وإقبالا واسعا على دراستها وتعلمها.
وأوضح أن هذا الواقع المشرق للغة العربية يلقي على المهتمين بها مسئولية المحافظة عليها والسعي إلى تعزيزها.
أما الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة التى تنظم هذا المؤتمر الذى يعد الاول من نوعه الذى تعقده الجامعة فأكد أن الهدف الاساسى للمؤتمر هو تأصيل الهوية اللغوية العربية لأهلها من العرب والمسلمين ومناقشة حال العربية وما يعترض سبيلها من تحديات متنوعة .
وقال ان المؤتمر سيناقش خمسة محاور رئيسية تدور حول دور أقسام اللغة العربية في الجامعات في النهوض بالعربية وآدابها، واللهجات والتأصيل اللغوي، واللغة العربية ووسائل التقنية والاتصال الحديثة، ودور الآثار الأدبية المعاصرة، وهموم اللغة العربية في عصر العولمة.
وأوضح أن المشاركين فى أعمال المؤتمر والذين يتجاوز عددهم مائتى عالم وأستاذ ومتخصص من مختلف الدول العربية يسعون الى بحث السبل الكفيلة بجعل اللغة العربية قادرة على مواجهة التحديات التى تهدد بقاءها خاصة فى ظل العولمة وثورة الاتصال والمعلومات .