| ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
moh_ramadan مشرف
العمر : 58 عدد الرسائل : 1030 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : نقاط : 6261 ترشيحات : 14 الأوســــــــــمة :
| موضوع: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 29/3/2012, 08:58 | |
| ما أحوجنا إليهما ...... !!!!!
أساتذتي الأفاضل .. ما أحوجنا إلى العدل والإحسان .. فبهما ينصلح حالنا جميعا .. وهنا ألخص لكم بعض ما جاء عن هاتين الصفتين .. وأتمنى أن نستفيد جميعا .. مع خالص شكري وتقديري للجميع ..
أولا : العدل
إن العدل من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى ، وهو الحق العدل: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران : 18 ) ، يعدل سبحانه في خلقه أجمعين ولا يرضى الظلم ولا يجوز في حقه { ولا يظلم ربك أحدا } ، ولا يرضاه بين العباد ، وهو القائل في الحديث القدسي : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ، ويحب تجليات عدله بين عباده : { .. وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات : 9 ).
وتتجلى حقيقة العدل في التزام الحق والإنصاف في مختلف التصرفات ، في الأقوال والأفعال والمعاملات، إحقاقا للحق وإبطالا للباطل ، والبراءة من الظلم والبغي والعدوان . ومظهره إعطاء كل ذي حق حقه بغير تفريط ولا إفراط .
والعدل مطلب العقل والشرع ؛ لأنه ضرورة الوجود والحياة والإنسان في كل زمان ومكان , لا يستقيم الوجود الاجتماعي البشري على التوازن والاستقرار إلا بتحكيم موازين العدل ورعايتها .
ـ فالأمة التي تنشأ على العدل ، وتعمل بمقتضاه ، وترعاه تأييدا وحماية ، لهي أمة قوية الأركان ، متماسكة البنيان ، تنطلق في طريق النماء والاستقرار والازدهار ، آمنة مطمئنة . وأما الأمة التي أضاعت العدل ، وعطلت موازينه ، فهي عرضة لعوامل الفساد والاضطراب والانهيار ، بما تجني من أفات عواقب الظلم وظلماته . يقول ابن تيمية - رحمه الله- ضمن فتاواه : " إن الله تعالى يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة " .
لذلك كان العدل في الإسلام من أعظم مبادئه التي دعا إليها بتوكيد شديد وترغيب أكيد، لا لكونه ضرورة حياة العباد فحسب ، بل باعتباره واجبا وفضيلة ، ويربي عليه أتباعه ليكون كل فرد في الأمة الإسلامية حكما عدلا نزيها إزاء نفسه ومع الناس جميعا ، يحمل من إيمانه وتقواه رقيبا ضابطا لكل تصرفاته ( أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) .
ومنطلق العدل في أخلاق المسلم هو قبول الحق والاعتراف به وتأييده في نفسه وفي معاملة الناس. وقد ميز الإسلام بين الحق ، وهو مناط العدل ، وبين الهوى وهو نقيض الحق والعدل ، فالحق نور ، من طلبه استنار قلبه وعقله ، وتحرى العدل وتلذذ بحلاوته، ومن أعرض عنه ضل سعيه وفسد أمره واضطربت أحواله . لكن أكثر الناس جاحدون للحق ،لا يقبلون منه إلا ما كان لصالحهم: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ. وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) (النور :48- 49 ) . وإنما ضاع العدل واضطربت موازين القسط حين جحد الناس الحق وحكموا أهواءهم (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ..) (المؤمنون : 71 ) .
استأذنت امرأة في الدخول على الخليفة المأمون تشكو إليه اغتصاب أرضها ، فقال الخليفة : ومن خصمك يا امرأة ؟ فأشارت إلى ابنه العباس .فأمره بالوقوف إلى جانبها بمقتضى العدل ، فكان صوتها يعلو على صوت الأمير ، فانتهرها الوزير ، فقال له الخليفة : دعها فإن الحق أنطقها ، وإن الباطل أخرسه ). كذلك الحق يعلو ولا يعلى عليه في عدل الإسلام .
ومن سعة عدل الإسلام وشموله ، أنه يدخل في كل العلاقات ليحق الحق فيها ويبطل الباطل :
ـ العدل مع الله تعالى بتوحيده وإخلاص العبادة له ، وذلك أعظم العدل ، لأن الشرك ظلم عظيم .
ـ العدل مع النفس بالاعتراف بالحق وقبوله ، وإنصاف الناس من نوازع النفس الأمارة بالبغي.
ـ العدل في الأقوال ، بالتزام الصدق وقول الحق واجتناب الباطل والزور : ( ..وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ..) (الأنعام : 152)
ـ والعدل في المعاملات ، بأداء حقوق الناس واجتناب إذايتهم وأكل أموالهم بالباطل ، وبأداء الواجبات وحفظ الأمانات.
ـ والعدل في المنازعات والخصومات ، سواء بمبادرات الصلح بين الناس أو بدور القاضي ، وهي مهمة جسيمة الأمانة : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ..) (النساء : 58 )، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله مع القاضي ما لم يجر ، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان ) رواه الترمذي .
ـ والعدل في الحكم ، وذلك مسؤولية الحاكم والراعي في رعيته ، وهي أكبر الأمانات ؛ لذلك عظم ثواب الإمام العادل ، واشتد وعيد الحاكم الجائر . حسبكم أن أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وهو من الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم: ( الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم ) . والعدل أساس الملك . بل هو أساس لكل أنواع العدل الأخرى التي لا تتحقق بدونه
ـ والعدل مع غير المسلمين ولو كانوا أعداء ؛ لأن العداوة لا تمنع العمل بالعدل ولا تؤثر في موازينه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 ).
إذن فالعدل هو الذي يكفل للجميع قاعدة ثابتة للتعامل ، لا تميل مع الهوى ولا تتأثر بمودة ولا بغض ، ولا قرابة ولا غنى أو فقر ولا قوة أو ضعف ، إنما هو وحدة المبدأ والميزان والمكيال مع كل الناس.
ثانيا : الإحسان
الإحسان هو أن ينشد الإنسان الكمال في كل شيء، فالمسلم مطالَب بأن يُحسن إسلامه ليتضاعف أجره ، وحسن إسلامه يكون بإتقانه للعمل، وتحسينه أداءه ؛ بحيث يشمل مظاهر حياته كلها ، ولذلك عرَّف الإمام الغزالي الإحسان بقوله: " إتقان للعمل، وتحسين في الأداء ، وحسن في العطاء ، وعدم الإساءة " .
فعلى المسلم أن يكون محسنًا مع الله ، ومع نفسه ، ومع غيره من الناس ، ولا يكون غليظ القلب ، سيئ الطباع.
والإحسان يبدو في الأعمال والأفعال، فإذا أتقن الإنسان عمله، وما كلِّف بأدائه من حقوق وواجبات، وإذا قام بأفعال البر، وأحسن إلى الغير، أو عمل خيرًا، فإنه ينسب إليه هذا الفعل وذلك العمل، ويلقى من الله عز وجل أفضل الجزاء؛ لأنه إحسان، وهذا يتأكد بالآية الكريمة: ﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ (الرحمن: من الآية 60).
الاحسان فوق العدل؛ لأن العدل إنصاف وقسمة وقسط، والإحسان إيثار وتضحية، عطاء وبذل للغير عن طواعية ورضا؛ لأن المحسن لا يطالب بثواب يستحقه في الدنيا، وإنما يتركه اختيارًا لله تعالى الذي عنده الجزاء الأوفى على إحسانه، وفي هذا يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ (النحل: من الآية 90).
من صور الإحسان :
1- الإحسان في المعاملات والعلاقات الشخصية ففي المعاملات والعلاقات الشخصية لا يكتفي بالعدل بل يتعداه إلى الفضل وهو الإحسان
2- الإحسان في الأموال ويكون الإحسان بحسن التصرف في المال، وذلك بإخراج حق الله فيه، ثم تعدَّى ذلك إلى الإنفاق في سبيل الله، في الجهاد وغيره، ثم إحسان الظن بالله أنه سيخلف عليه خيرًا مما أنفقه
3- الإحسان في العمل ويكون الإحسان في العمل بإتقانه في أحسن صورة بأن يعمل الإنسان العمل لغيره كما يحب أن يعمله غيره له، فإعطاء العمل حقه بلا غش ولا تدليس، وأداء العمل بلا خمول ولا استهتار لَهُوَ الإحسان الذي يحبه الله
4- الإحسان في تمثيل الإسلام والإحسان في تمثيل الإسلام يكون بتجسيد الإسلام تجسيدًا عمليًّا في صورة المعاملات والأخلاقيات؛، بأن يكون الذين يمثلون الإسلام في صورة أفضل وأنبل في جميع المجالات؛ بحيث يكونون أسوةً لغيرهم من الناس في شتى نواحي الحياة.
مكافأة الإسلام للمحسن
المحسن لا ينتظر بإحسانه جزاءً أو شكرًا ممن أحسن إليه، ومن وُجه إليه الإحسان عليه أن يستشعر فضل المحسن إليه، ولا يكون ليئمًا كنودًا؛ بحيث يقابل الإحسان بالإساءة والإكرام بالجحود ، ولكن يكون شاكرًا حتى يكون معترفًا بالفضل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس
إن أقل ما يقدمه المرء مكافأةً لمن أحسن إليه ووفاءً لمن وقف بجانبه الشكر باللسان؛ لكيلا يتعلم المسلمون الكفران والجحود ونكران المعروف، وحتى لا تموت المروءة في الناس ، ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه". ومن صور مكافأة المحسن أيضًا المقابلة بالمثل، أو الدعاء له، أو الثناء على فعله.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن لم يجد فليثنِ، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر"
والمحسن الذي يلقى الإساءة ممن أحسن إليه بدل الإحسان عزاؤه في أن الله ناصره، فقد روي أن رجلاً جاء يشكو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: "إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعون، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم- أي بمثل إساءتهم- قال: لا، إذًا تتركون جميعًا، ولكن خذ بالفضل، وصلهم، فإنه لا يزال معك من الله ظهير ما كنت على ذلك " .
وجزاكم الله خيرا .
|
|
| |
ابرام عضو فعال
عدد الرسائل : 142 نقاط : 6294 ترشيحات : 1
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 29/3/2012, 11:35 | |
| |
|
| |
محمود خيري المدير الإداري
عدد الرسائل : 3775 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9518 ترشيحات : 48 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 29/3/2012, 13:13 | |
| معنديش كلام ليك غير بارك اللة فيك |
|
| |
عاشق الشهيد صدام عضو فعال
عدد الرسائل : 170 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : نقاط : 6226 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 30/3/2012, 00:25 | |
| موضوع أكثر من رائع ومفيد جزاك الله خير |
|
| |
moh_ramadan مشرف
العمر : 58 عدد الرسائل : 1030 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : نقاط : 6261 ترشيحات : 14 الأوســــــــــمة :
| |
| |
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19672 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 30/3/2012, 23:55 | |
| بارك الله فيك وجزاك الجنة |
|
| |
moh_ramadan مشرف
العمر : 58 عدد الرسائل : 1030 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : نقاط : 6261 ترشيحات : 14 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 31/3/2012, 08:57 | |
| - محمود خيري كتب:
- معنديش كلام ليك غير بارك اللة فيك
وبارك الله فيك أستاذنا الفاضل محمود بك خيري وشكرا لمرورك الكريم .. وجزاك الله خيرا . |
|
| |
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 31/3/2012, 10:04 | |
| درة المنتدي
أساذنا محمد بك
أري أنه من تتبع مواضيعك يصبح عالما
دمت منارة لكل من حولك |
|
| |
moh_ramadan مشرف
العمر : 58 عدد الرسائل : 1030 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : نقاط : 6261 ترشيحات : 14 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 1/4/2012, 08:24 | |
| - عاشق الشهيد صدام كتب:
- موضوع أكثر من رائع ومفيد جزاك الله خير
الآكثر من رائع هو مرورك الكريم أخي الأستاذ عاشق صدام حسين جزاك الله خيرا . |
|
| |
رانيا نور الدين مشرفة
العمر : 48 عدد الرسائل : 1157 بلد الإقامة : القاهرة احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6856 ترشيحات : 19 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: ما أحوجنا إليهما ...... !!!!! 1/4/2012, 16:37 | |
| - اقتباس :
- فعلى المسلم أن يكون محسنًا مع الله ، ومع نفسه ، ومع غيره من الناس ، ولا يكون غليظ القلب ، سيئ الطباع.
عند كل مرة اقرأ موضوع من مواضيع لابد وان اخرج بما يعلق بذهني الى الابد جزاك الله الخير عنا واكرمك اخي محمد |
|
| |
|