بلومبرج تطالب فودافون بالتعلم من أخطائها خلال الثورةبوابة الوفد
كتب- سالم عبد الغني:
طالب الاتحاد الأوروبي شركة فودافون للمحمول أن تتعلم من أخطائها السابقة عندما استجابت لنظام مبارك في بث رسائل مؤيده للنظام خلال الأيام الأولي للثورة، فيما تسعي فودافون لتعديل قانون الاتصالات لمنع سيطرة الدولة ولحماية استثماراتها في مصر.
وقال المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذي للشركة اننا نمارس ضغوطا كبيرة لمنع تكرار ماحدث بشأن الاستجابة لطلبات قوات الأمن التي هددت باستهداف شبكة فودافون في حالة رفضها.
وقالت مصادر في وزارة الاتصالات أن مشروع قانون الاتصالات مازال ينتظر موافقة مجلس الشعب قبل اقراره من المجلس العسكري ومجلس الوزراء وأوضحت المصادر عن أن جهود تعديل قوانين الاتصالات مازالت بطيئة.
وذكرت مصادر في البرلمان الأوروبي ان فودافون يمكن أن تجد نفسها في مواجهة عقبات فيما يستعد البرلمان لنشر تقريره هذا الأسبوع والذي نشرت وكالة برومبرج مقتطفات منه - يدعو فيه شركات المحمول وخاصة فودافون للتعلم من أخطائها في عدم الاستجابة لطلبات النظام السابق في تعليق خدماتها للمواطنيين للتأثير علي المتظاهرين والثوار ونشر رسائل مؤيدة لمبارك.
واشارت بلومبرج المتخصصة في المال والاقتصاد إلي تراجه اسهم فودفاون في بورصة لندن بنسبة 2.9 % خلال العام الحالي.
وقال بول أرجنتيني استاذ شركات الاتصالات في كلية توك للآعمال التجارية في جامعة دارثموث بهانوفر أنه لإدارة المخاطر وقت الأزمات مثل الثورات فإن شركات الإتصالات في حاجة لخطة لمواجهة السيناريو الأسوأ في الأسواق غير المستقرة وقال إن فودافون لم تقم بذلك بشكل واضح خلال ثورة 25 يناير مما كان عل حساب حاملي الأسهم الذي تكبدوا ودفعوا ثمن قراراتها في النهاية وأثر علي قيمة الأسهم في النهاية.
وأشارت بلومبرج إلي تراجع ارباح فودافون التي كانت قد حققت ارتفاعا كبيرا في السوق المصري والتي تسيطر شركة المصرية للا تصالات علي 45 % من الاسهم .
وقال عمر غربية الناشط المصري في المباردة المصرية للحقوق الشخصية بالقاهرة إنه مازال هناك شعور قوي جدا بالاستياء وأن المواطنين في مصر مازالوا يرفضون الدور الذي لعبته فودافون خلال الأيام الأولي للثورة موضحا أن المصريين لم يروا بعد إجراءات عملية واصلاحات تضمن عدم تكرار ذلك.
وارتفع عدد عملاء ومستخدمي فودافون ال4.5 ملايين بنسبة تخطت سدس عملائها في الشهور الثلاثة اعقبت تنحي مبارك فيما تراجعت ايراداتها بشدة وسط منافسة من منافسيها وخاصة موبينيل الذي يصل عملاؤها ل2,6 مليون عميل.
وقد أدي الغموض السياسي الذي تواجهه مصر إلي وقف الاستثمارات في الاتصالات فيما تسعي فرانس تليكوم لشراء حصة ساويروس في موبينيل بملياري دولار.
وقد نفي فيتوريو كولاو أحد كبار مسئولي فودافون في أوروبا تأثير موقف الشركة خلال ثورة 25 يناير علي سمعتها موضحا أن الغضب الشعبي تركز علي نظام مبارك أكثر من فودافون وأشار إلي اجراء مشاورات مبدئية مع نوكيا سيمنس وتلياسونيرا لمنع أي انتهاكات سياسية من شبكتها .
وذكرت مصادر أن خطة فودافون لإدارة الأزمة لاتشمل اغلاق محتمل لشبكتها بل التركيز علي اجراءات الحماية وقد خصصت 200 شخصا يقيمون بشكل دائم في مقر الشركة الرئيسي بعد أضرار لحقت بنسبة السدس للشبكة.
وقال راجيش شاندي استاذ التسويق في مدرسة لندن للإعمال الجارية أن فودافون في حاجة لدراسة التداعيات والاستعداد للسيناريو الأسوأ في الأسواق الأخري لتحجيم المخاطر موضحا ضرورة عمل خطة لمواجهة حدوث احداث مفاجئة مثل الثورات والاضطرابات موضحا أن تجربة مصر يمكن دراستها علي الدول الأخرى.