معبد دندرة أحد المعابد المصرية الفرعونية القديمة . هذا المعبد اليوناني الروماني قد بدأ بناءه في العصر البطلمى ، ولما كان البطالمة من سلالة قواد الإسكندر الكبر الذين إقتسموا الإمبراطورية فإنهم لم يبنوا هذا المعبد على الطراز المصرى القديم فى بناء المعابد ولكنه يمثل سمة بناء المعابد فى عصر ألإحتلال البطالمى لمصر ، ويمكن بسهولة الخروج بهذه النتيجة بمجرد مقارنة معبد دندرة بمعابد قدماء المصريين فى هذه المنطقة .
ولضخامة المعبد فقد أسهم فى إقامته أكثر من حاكم فبدأ بطليموس الثالث فى فكرة بناءه وبدأ فى تشييده فى القرن الأول قبل الميلاد ، وأكمل جزء منه " بطليموس الحادى عشر" ، ثم قام الحكام البطالمة الرومان فيما بعد بإدخال إضافات كثيرة عليه وأخيراً إنتهى البناء فى عهد الإمبراطور الرومانى " أوجستس" (أغسطس) .
ويحتوي هذا المعبد على لوحة فنية مشهورة للملكة " كليوباترا " وابنها "سيزاريون" من يوليوس قيصر .
ويحتوى المعبد فى قاعة الأعمدة 24 عمود على كل عمود رأس مجسم للإله حتحور وتشتهر سقوف المعبد بالرسوم الفلكية العديدة التى تضم دائرة البروج السمائية ، والمعبد فى حالة جيدة وما زالت نقوشة واضحة تحكى تاريخ هذه الحقبة من تاريخ مصر .
المعبد هو أحدث معابد مصر التي مازالت تحتفظ برونقها حتّى الآن ، تركيبة هذا المعبد بسيطة ، ولا يعيبه شيء غير أن نقوشه توضح ما وصل إليه الفن المصري من اضمحلال ، وذلك يتّضح من توالي المناظر بكثرة وبدون إتقان في إظهار التفاصيل ، وينقص هذا المعبد الصرح والبهو ، ثم نجد مكاناً فسيحاً لأقامة الحفلات ، ويعقبه الدهليز الذي يحمل سقفه 24 عموداً حليت تيجانها برأس (حتحور) على هيئة آلة موسيقيّة ، ثمّ بعد ذلك بهو الأعمدة الذي نقشت عليه مناظر بناء المعبد وخلف هذا البهو فناء يؤدّي إلى مقصورة كانت توجد بها السفينة المقدّسة ، وفي نهاية المعبد نجد قدس الأقداس .
يقع معبد دندرة فى قرية دندرة ، وتقع هذه القرية على بعد حوالي ( 4 – 5 ) كيلومترات على الشاطئ الغربى للنيل وغربى مدينة قنا ، وقد بنى هذا المعبد لعبادة الإله حتحور إله الحب والجمال والأمومة والأسرة عند قدماء المصريين ، وقد كان تمثال حتحور على شكل بقرة أو تحمل قرون بقرة على الرأس .
نظيف وحسني يفتتحان معبد دندرة
أفتتح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري ، يرافقه فاروق حسني وزير الثقافة معبد دندرة بمحافظة قنا أمام الزيارة السياحية وذلك بعد انتهاء وزارة الثقافة من مشروع ترميمه وتطويره طبقا لأحدث النظم العالمية بتكلفة إجمالية حوالي ( 17 - 20 ) مليون جنيه نحو ( 3,6 مليون دولار ) .
صرح بذلك فاروق حسني وزير الثقافة المصري وقال إن المشروع - الذى حضر افتتاحه اللواء مجدي أيوب محافظ قنا وعدد من الوزراء والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة - يهدف إلى الحفاظ على المعبد وتأمينه إلكترونيا ، واستغرق تنفيذه حوالي ثلاث سنوات.
وأضاف أن المشروع تضمن تطوير وتنمية المنطقة المحيطة بالمعبد وإعدادها كمركز حضاري مهم لمدينة قنا ، وإنشاء بانوراما عمرانية شاملة للمنطقة تتلاءم مع الأهمية الأثرية والتاريخية للمعبد، مشيرا إلى أن المعبد يقع شمال غرب مدينة قنا ، ويرى الزائر معبد حتحور في البداية وبعده يرى معبد دندرة من خلال البوابة الرومانية , وهو أحد المعابد التي بناها البطالمة الرومان هدية للآلهة المصرية ، وللمعبد أهمية وقيمة خاصة من الناحية الأثرية والفنية , مما استدعى عمل تصور شامل لتطوير المنطقة للحفاظ على الآثار .
وأوضح وزير الثقافة أن المشروع تضمن أيضا تنسيق الموقع العام وإنشاء مبان للترميم وخدمة الزائرين وكافيتريا وبازارات ومركزا للزوار ومبنى للشرطة وأماكن انتظار للسيارات .
من جانبه قال الدكتور زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار أنه تم التنسيق بين المجلس والمحافظة لتنفيذ المشروع وإنشاء مركز زوار وتنسيق الموقع على مسطح مساحته 10 آلاف متر مربع ، وقرر المحافظ ضم أرض الحديقة الموجودة أمام المعبد إلى المشروع وتعويض الأهالي ليصبح مسطح المشروع نحو40 ألف متر مربع وهو ما تطلب عمل التغييرات اللازمة وإعادة التنسيق وإدخال أنشطة وعناصر معمارية جديدة للاستفادة من المسطحات الإضافية للموقع .
وأشار حواس إلى أن التصميم راعى إيجاد محور مصري رئيسي واضح للمشاة عند المدخل الرئيسي توزع عليه الخدمات ويتيح مركز الزوار معرفة تاريخ المعبد قبل زيارة معبد دندرة , وتم استغلال المنطقة الموجودة في الطريق الموصل للمعبد كحديقة متحفية تعرض بها بعض القطع الأثرية وتم تصميم لوحات جرافيكس توضح أجزاء مختلفة من المعبد وتشرح المسقط الأفقي له وتوضح أماكن المباني الخدمية الجديدة .
وأوضح الأثرى صبرى عبدالعزيز رئيس قطاع الآثار المصرية إلى أن معبد دندرة يقع في البر الغربي لمدينة قنا على بُعد 60 كيلومتراً شمال مدينة الأقصر ، وهو من المعابد اليونانية الرومانية بدأ بناءه الملك بطليموس الثالث ، وأضاف إليه الكثير من الأباطرة الرومان وتشتهر أسقف المعبد بالمناظر الفلكية العديدة التي تضم مشاهد الأبراج السماوية
يتشابه تخطيط معبد دندرة مع معبد أدفو تماما - وأضاف انه من المرجح أانه بنى على نفس التخطيط . ولكن لم تكتمل باقي العناصر وهي السور الخارجي والفناء والصرح كما كان مخططا .
يوجد بمعبد دندرة بداخل السور الخارجي الكبير مقصورة ترجع للأسرة 11 ، وبيت ولادة من الأسرة 30، و مقصورة بطلمية ، و معبد ايويس من عصر أغسطس ، و معبد كبير لحتحور من أواخر العصر البطلمي إلى بداية العصر الروماني ، و بيت ولادة عصر روماني ، و بحيرة مقدسة ، و مقصورة للزورق بالقرب من البحيرة ، ومصحة .
مركب كيميائي مصري يعيد الجمال لمعبد دندرة !
معبد دندرة بمحافظة قنا حار علماء الآثار من كل الجنسيات في كيفية ازالة السناج من سقفه وجدرانه ونجح الدكتور جمال محجوب رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة في التوصل إلي مركب كيميائي جديد لازالة السناج دون التأثير علي الأبواب البديعة بالمعبد .. وبعد الانتهاء من التجارب الأولية نجح فريق العمل في كشف سقف أحد أروقة المعبد البالغ عددها 7 أروقة , الدكتور جمال محجوب أوضح أنه بعد فحص السناج والعوالق الأخري بسقف المعبد وجدرانه تبين أنها عبارة عن تراكمات سوداء ودهون نتجت عن استعمال المعبد بغرض السكن في فترات زمنية سابقة , وبعد إجراء عدة تجارب علي إزالة السناج في أماكن متفرقة تم التوصل إلي مركب تم تطبيقه بنجاح وازالة أكثر من200 متر مربع من سناج سقف الرواق الداخلي للمعبد , وأضاف الدكتور محجوب أن إزالة السناج من سقف معبد دندرة كان حلم كل الأثريين , وأنه بعد إنشاء مركز الزوار وتطوير الموقع العام حول المعبد والذي استغرق أربعة أعوام كان من الصعب الاكتفاء بالتطوير الخارجي وعدم المساس بالمعبد الرائع ، وكان هذا حافزا لبدء تجربة ازالة السناج .
ربيع حمدان مدير عام آثار قنا أوضح أن بناء معبد دندرة تم علي عدة مراحل حيث أقام الملك خوفو معبدا في هذا المكان للآلهة حتحور وعرس الملك بين الأول وعدة تماثيل بينها تمثال من الذهب يمثل ابنها الصغير ايحي يقدم القرابين للآلهة حتحور نفسها وأعاد تحتمس الثالث ترسيخ عبادة الآلهة , وتمثل حتحور باشكال عديدة أشهرها امرأة يزين رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة ، ويحيط بمعبد دندرة سور من الطوب اللبن بطول1200 متر وداخل السور توجد عدة مبان منها بيت الولادة الروماني , والبازليكا القبطية , وبيت الولادة للملك نختانبو , والمصحة , والبئر , والبحيرة المقدسة , ومعبد ايزيس , والمعبد الكبير ، وعدة ابار .
يرجع الكهنة اصل بناء معبدهم الى اقدم العصور فيذكر نص من دندرة ما يلى :
"ايات دى : التخطيط العظيم لايرنت ، تجديد الاثر الذى شيده ملك الجنور والشمال ، سيد الارضين ( من خير رع ، سيد التجلى ، جحوتى مس طبقا لما وجده فى كتابات قديمة من عهد الملك خوفو .
تؤدى بوابة المعبد إلى بهو الأعمدة وقد بينت فى عصر القيصر تبيريوس وزينت جدرانه فى عصر كاليجولا وكلاوديوس ونيرو وتشبه فى تخطيطها مثليتها فى معبد ادفو وبها اربعة وعشرين عمودا ذات تيجان حتحورية ويؤدى باب الى المعبد الأصلى والذى اثبتت الدراسات الحديثة أن بنائه يرجع إلى عصر بطلميوس الثانى عشر . وتبلغ مساحة المعبد الأصلى 81 × 38 م وقد بنى من الحجر الرملى ويتكون من : صالة تستند على ستة أعمدة حتحورية تعرف باسم صالة التجلى .
ثلاث قاعات على الجانب الشرقى وهى : حجرة المعمل ، حجرة المخزن ، قاعة القرابين وتعرف بالصالة الوسطى .
وثلاث قاعات على الجانب الغربى : قاعة المخزن " الكنوز" ، قاعة الصالة الوسطى ، قاعة المقصورة .
ثم نصل بعد ذلك إلى صالة القرابين ومنها يؤدى مدخل الجدار الغربى إلى السلم الغربى وعن طريق الممر إلى قاعة المخزن ثم إلى قاعة .
ويؤدى مدخل الجدار الشرقى إلى قاعة السلم الشرقى و على محور المعبد يصل مدخل من صالة القرابين إلى صالة التاسوع وأمامها قدس الأقداس ويحيط به عدة قاعات شرقاً وغرباً :
الجانب الشرقى : قاعة الأقمشة ، قاعة وعرت خبرعات ، قاعة مسخنت ، قاعة سوكر أوزوريس ، قاعة حور سماتاوى .
الجانب الغربى : قاعة المنيت ، قاعة ايحى .
توضع تماثيل الآلهة المحمولة فى الفناء وتقدم لها العديد من القرابين تم تجهز فى "وعبت" فتدهن بالدهون وتلبس وتزين لإعدادها لعيد "الاتحاد مع قرص الشمس" وهذا الاحتفال يحدث فى عدة مناسبات ولكن بصفة خاصة فى عيد بداية العام الجديد ، وفيه تحضر تماثيل الآلهة من سراديب المعبد إلى قاعة الـ "وعبت" حيث تلبس وتجهز برموزها ثم يحملها كثير من الكهنة ويصعدون على السلم الغربى إلى سقف المعبد متجهين إلى حجرة " جوسق " فى الركن الجنوبى الغربى حيث يتعرضون للشمس ، وهكذا يتزودون بقوة حيوية جديدة للعام الجديد وفى النهاية تحمل التماثيل ويهبط الموكب عن طريق السلم الشرقى الى داخل المعبد أى أن "وعبت" جزء من المسرح الذى كان تجرى عليه احتفالات بداية العام الجديد .
ويوجد على السطح بالإضافة إلى الجوسق مقصورتان تتكون كل منها من فناء وحجرتين وهما مخصصتان كما فى المعابد الأخرى لهذا العصر لعبادة أوزوريس فى شهر كيهك .
وتوجد أنشودتان إحداهما طويلة تمتدح أوزوريس فى جميع الأقاليم وتذكر أماكن عبادة أوزوريس فى جميع أنحاء العالم والنص موجود على جانبى فناء الشمس للحجرات الغربية الخاصة بأوزوريس ولها علاقة واضحة بنص كيهك ف فناء الضوء للحجرات الشرقية والأخرى قصيرة وبها بعض الاختلافات تظهر بعض اراء جديدة للكهنة وحجرات العبادة على السطح معروفة منذ الدولة الحديثة ولكنها عادة مفتوحة ومخصصة لعبادة الشمس .
بيت الولادة :
وهو مبنى مستقل تقام فيه الشعائر كل عام للاحتفال بعيد ميلاد الإله الشاب ايحى ابن حتحور سيدة دندرة وحورس الإدفوى . وترجع هذه الطقوس على الأقل حتى عصر حتشبسوت ، وطبقا لأسطورة الميلاد فان أمها كانت إنسانة عادية من البشر ، بينما كان أبوها الإله آمون أما الآن وتحت حكم أجنبى فان الكهنة نقلت قصه الميلاد إلى عالم الآلهة تماما .
ودندرة هى المعبد الوحيد الذى يحمل نص تأسيس باليونانية لا يرى بالعين المجردة . وكان يعتقد أن كليوباترا السابعة صورت مرتين فقط على الجهة الخلفية لمعبد دندرة ولكن ثبت من دراسة ألقابها وتاجها المميز بأنها صورت بهذا المعبد 63 مرة فى أماكن مختلفة.
وأدرك العلماء أن المناظر المسجلة على الجدران قد وضعت طبقا لنظام معين مدروس له قواعد معينة يجب مراعاتها وإلا تعذر فهم النصوص فهما جيدا وقد سمى فيليب درشان هذا النظام " قواعد المعبد " تم تبع ذلك دراسة هامة لـ "اريش فينتر" الذى أوضح فيها مثلا هاما لقواعد المعبد فى نصوص للطقوس وهى ان بناء النص ومحتواه يتغير طبقا للمستوى الموجود به المنظر . أى أن عند دراسة منظر أو طقس ما لابد من مراعاة قواعد معينة من بينها المنظر المجاور أو الطقس المقابل أو ما يعرف بالسيميترية . كذلك مراعاة أن كل منظر لا يعكس بالضرورة طقس فعلى للعبادة وإنما يضم تفاصيل معينة خاصة بالكون حيث أن المعبد صورة مصغرة للكون ولذلك فإن العناصر المعمارية تعبر عن الكون ولذلك يكون مكان وشع المنظر له أهمية خاصة. ويجب ألا تقرأ النصوص أو يفهم المنظر منفصلا عن العنصر المعمارى أو المكان الموجود فيه ومن ضمن قواعد المعبد التى تلاحظها أيضا الملابس والتيجان ، فقد ثبت أن الملك حينما يقوم بطقس معين فانه يرتدى تاج الإله المرتبط بهذا الطقس . وإذا كانت مناظر معينة سجلت فى مكانين يقعان جغرافيا على اتجاه الشمال والجنوب مثلا فنجد الملك يرتدى التاج المناسب للاتجاه الجغرافى بالإضافة إلى اختيار ألقاب معينة للملك أو الإله لأسباب معينة أو اختيار ألفاظ معينة لإحياء بفكرة بعينها ، فكل شىء اختير بعناية ثم تقدم البحث خطوات اكثر فى هذا الاتجاه لفهم " قواعد المعبد "
معبد دندرة يكشف حياة كليوبترا :
استرعى تاريخ كليوباترا أكثر من تاريخ أي حاكم آخر من حكام البطالمة والإمبراطورية الرومانية التي كانت تسيطر على العالم لقرون عديدة ، وأثارت كليوباترا أجيالاً من الأدباء ، والشعراء حتى كتب عنها العديد من المسرحيات الشعرية وأبرزها ما كتبه أمير الشعراء أحمد شوقي وكان لهذا أثر كبير في الإقبال على زيارة حمامات كليوباترا ومشاهدة النقوش التي تروي أجزاء من قصتها على المعابد الفرعونية .
تاريخ كليوباترا وصفاتها تثير الفضول والاهتمام فقد كانت امرأة في عهود كانت فيها الحروب تعتمد على السواعد والقرارات القاسية ، ووضعتها الظروف في صراع على حكم الإمبراطورية .. وكان لها من الصفات المتعددة سواء الجمالية أو الشخصية ، كانت جميلة القوام والمظهر لها من الرقة الأخاذة والعذوبة في حديثها والمؤثرة على مستمعيها ، كما تميزت بصفاء الذهن وحذاقة اللسان ، وتروي المصادر التاريخية أنها كانت تجيد التحدث بلغات عديدة ، اللغة المصرية القديمة وكذلك الآرامية والعربية والعبرية والفارسية واليارثية (الأثيوبية والصومالية) .
كما أنها تتمتع بشخصية الحكام الأقوياء بقوة الإرادة وحب المجد والسيطرة والقدرة على اتخاذ القرار ، لم تخش الانتحار بسم الثعبان ، وهو ما فضلته على أن تصبح أسيرة .
تركت كليوباترا آثارًا عديدة في مصر تدل عليها من بينها عملات تظهر فيها صورتها ، كذلك ابنها قيصرون التي كانت تطمع في أن يخلفها في الحكم ، كما تركت نقوشاً على المعابد أشهرها في معبد دندرة الواقع بالقرب من الأقصر في صعيد مصر . وتصور النقوش الموجودة على جدار بيت الولادة الروماني بمعبد دندرة أن كليوباترا وقعت في شباك حب يوليوس قيصر وأنجبت منه الطفل قيصرون .. كما توجد نقوش أخرى تروي نفس القصة على جدران معبد الفاو .
حمامات كليوباترا :
إذا كانت نقوش قصتها جاءت على أكثر من معبد فإن حمامات كليوباترا جاءت في أكثر من موقع إلا أن أشهر تلك الحمامات تقع في مرسى مطروح فوق تلال عبارة عن صخرة في البحر على مسافة 50 مترًا من الشاطئ هناك من الآبار المتسعة التي تمكن الزائر من النزول إليها تنسب إلى كليوباترا ويطلق عليها حمامات كليوباترا.. وأبرز تلك العيون والآبار تقع على عمق نحو خمسة أمتار، ويوجد حمام آخر شهير بالكيلو 90 طريق قفط القصير وادي الحمامات ناحية البحر الأحمر بجانب منطقة عرب العبابدة .
اما مقياس النيل بمعبد دندرة الذي يحمل فوقه نقوش قصتها ، من المزارات التي يمكن الوصول إليها ضمن سياحات أخرى فمنطقة معبد دندرة ، منطقة أثرية والمعبد من أروع المعابد في مصر ويعرف أيضًا لدى علماء الآثار بمعبد الإلهة حتحور والتي تمثل البقرة الجميلة عند قدماء المصريين . كما أن معبد الفاو الذي يحمل نقوشها أيضًا يقع بأسوان ، المدينة التي تضم آثارًا عديدة أشهرها معابد كوم أمبو وأبو سمبل .
الحمامات الواقعة في مرسى مطروح تضم معها أروع المنتجعات السياحية والشواطئ والمياه الصافية والساحرة ، منطقة يرتادها السياح خاصة في الصيف وبالنسبة لحمامات طريق قفط يمكن زيارتها ضمن زيارات منطقة البحر الأحمر التي تضم بجانب سياحة الآثار السياحة العلاجية وسياحة الغوص وصيد الأسماك ومشاهدة الشعاب المرجانية .
وإذا كان جزء من تاريخ كليوباترا يتعلق بحريق مكتبة الإسكندرية ، حيث حصن قيصر نفسه من الأخطار التي أحدقت به بقصور ميناء الإسكندرية الذي يعرف اليوم بالميناء الشرقي .
عندما استولى جيش أخيلاس على المدينة التهب حماس الأهالي لإنقاذ الملك .. ولما كان يهم قيصر في هذه الأزمة الخطيرة المحافظة على مواصلاته البحرية كان بالميناء 72 سفينة بجانب 38 سفينة أخرى بالأحواض المجاورة وكان قيصر يخشى أن تقع في قبضة أعدائه فأمر بحرقها وارتفع اللهب بشدة حتى امتد إلى رصيف الميناء وأحرق المكتبة الكبرى وأمر قيصر جنوده باحتلال الصخرة الشهيرة المواجهة للمكتبة للسيطرة على الميناء . على هذه الصخرة كان مقامًا فنار الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة . وقد أعادت مصر بناء مكتبة الإسكندرية لتكون من أشهر المزارات الثقافية في مصر .. ومن ساحلها يمكن الوصول إلى شاطئ مرسى مطروح لمشاهدة حمامات كليوباترا وصخرة الغرام والتي يكمن تحتها المخبأ السري لكليوباترا وأنطونيو .
أما عن قصة كليوباترا فقد تم ترشيحها للحكم عقب تسلسل الحكام الرومان وقد اوصى والدها بطليموس بأن يخلفه في الحكم بطليموس الثالث عشر وكليوباترا من ابنائه الاربعة وأن يتزوجا حيث كان يسمح بزواج الأخوة للأمراء والحكام وأن يشتركا في الحكم سويا . جاء تطلع كليوباترا وبطليموس الثالث عشر للحكم في وقت انتشرت فيه الدسائس والأطماع للقفز على الحكم خاصة مع صغر سن كليوباترا وبطليموس .
بفضل ذكائها وسحر فتنتها تمكنت من أن تتخذ من قوة روما أداة لتنفيذ أغراضها ، وأكدت قواتها بحفظ السلام بالإسكندرية التي كانت تتعرض لاضطرابات .
وكانت كليوباترا وقعت في شباك يوليوس قيصر وأنجبت منه الطفل قيصرون وفلادلفوس ولأنها أرادت أن يتولى ابنها قيصرون الحكم في يوم ما فقد قامت بزخرفة معبد دندرة عقب ميلاده وسجلت على جدرانه أنها أنجبت قيصرون من آمون-رع الذي خالطها في صورة قيصر وذلك جريًا على معتقدات قدماء المصريين الدينية بأنها أنجبت من الإله آمون-رع وأنه خالطها في صورة زوجها الشرعي قيصر ، لذا فإن ابنها يستحق المباركة من الإله الفرعوني آمون-رع وهو ما يمنحه حق تولي الحكم .
ثم جاء أنطونيو لينتقم من قيصر الذي تزوج من كليوباترا فقتله إلا أنه هو الآخر وقع في شباكها وتزوجها وأنجب منها إسكندر هليوس بمعنى الشمس وسيلين- بمعنى القمر .
رحلت كليوباترا في التاسعة والثلاثين من عمرها والجمال والإباء في وجهها .. لتترك للزائر العديد من الآثار والتي من أشهرها الحمامات وصخرة الغرام التي تحكي تاريخها .