الوادى الجديد ـ ماهر أبو نور
var addthis_pub="tonyawad";
قال الدكتور خالد عودة الجيولوجى العالمى ومكتشف نهر الواحات فى مؤتمره العلمى الذى عقده مساء أمس بمحافظة الوادى الجديد أن إرادة الله شاءت أن تعمى بصر الرئيس المخلوع مبارك وكل عناصر نظامه الفاسد عن الصحراء الغربية وما فيها من كنوز جوفية ليحفظها من الإهدار والبيع بأبخس الأثمان، كما تم فى مناطق عديدة، ومنها شرق العوينات التى كان الفدان يباع بـ50 جنيها للمستثمرين العرب الذين يستنزفون منسوب الخزان الجوفى بزراعة البرسيم الحجازى حتى الآن.
عقدت محافظة الوادى الجديد مساء أمس الخميس مؤتمرا علميا بقاعة مؤتمرات مكتبة مصر العامة بمدينة الخارجة للعالم والجيولوجى الدكتور خالد عودة، رئيس بعثة الجيولوجيا فى الأمم المتحدة، وذلك لإعلان أهم اكتشافاته فى الصحراء الغربية عن الخزانات الجوفية الجديدة التى تمكن من الكشف عنها، وذلك بحضور اللواء طارق مهدى، محافظ الإقليم، وعدد من العلماء والجيولوجيين من الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا، ومنهم الدكتور ويليام بيرجن كبير علماء الجيولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية والدكتورة كريستيان ديبوى الأستاذ بجامعة مونيز ببلجيكا والدكتورة مارى أوبرى، رئيس الفريق الدولى، وجيجى جيسكا، المسئول بإدارة الفريق الدولى ببلجيكا، وباحثين مصريين متخصصين منهم أيمن عبدالصبور ووائل فتحى حسن.
وقام عودة بإلقاء محاضرة تحدث فيها عن أهم الاكتشافات التى عثر عليها فريق الكشف الدولى فى الصحراء الغربية والذى تمثلت فى تحديد مصبات الأنهار القديمة فى قلب الصحراء الغربية وما يتبعها من تكوينات عملاقة لخزانات جوفية فى مناطق سهلية ممتدة تكونت منذ آلاف السنين تم تحديدها فى أكثر من منخفض، منها منخفض الفرافرة الجديدة والذى يتضمن مساحة قابلة للاستزراع تصل إلى 220 ألف فدان، ومنخفض عبد القادر عودة والذى يتضمن 385 ألف فدان صالحة للاستزراع ومنخفض التحرير والذى يتضمن 154 ألف فدان صالحة للزراعة ومنخفض الشهداء وواحات وهضاب الثورة وقباب فلسطين وهضبة البركة امتدادا لسهل النهضة وهضبة وممرات الخير، وهى جميعها سهول ومنخفضات تطفوا فوق خزانات جوفيه هائلة.
وتحدث عودة عن كيفية تكون تلك الخزانات مستشهدا بالصور التى قام بالتقاطها بالرادار والأقمار الصناعية وبرحلته برفقة فريق الكشف العالمى التى عرضها للحاضرين على شاشة كبيرة لشرح مسار رحلته الكشفية وما تم التوصل إليه من نتائج.
وأكد عودة على أن سبب غفلة النظام السابق عن الصحراء الغربية أن القشرة الأرضية البارزة فى كل الصور بما فيها صور الأقمار الصناعية تظهر كمساحات هائلة من الكثبان الرملية الصفراء والقاحلة والتى يدل مشهدها على أنها بحر عظيم من الرمال، وهو ما تبين خطؤه تماما بعد التأكد من النتائج التى تدل على أن تلك المنطقة تحتوى على خزان جوفى يترواح عمقه ما بين 2500 إلى 3500 متر بما يعادل 5 أضعاف حجم المياه التى يحتويها خزان شرق العوينات.
وسرد الدكتور خالد عودة تفاصيل رحلته الكشفية وما أصابه من دهشة شديدة عندما توجه لمنطقة بحر الرمال الأعظم، والتى تبين أنها مناطق منبسطة لا يزيد ارتفاع نسبة الرمل الأصفر فيها على 30 سنتيمترا ويأتى بعدها ما يعرف بحجر (صبايا ) وهو أغنى أنواع الأحجار البيضاء كثافة بالمياه وفتحركنا فى رحلتنا بالسيارات بسهولة شديدة لنكتشف منخفضا تلو الآخر، وأطلقنا عليها أسماء متعددة حتى توصلنا لفرع النهر القديم ومصباته فى الصحراء الغربية فى بحيرة جفت منذ فترة قريبة تصل لـ8 آلاف سنة وتخزنت مياهها فى أعماق تلك المنطقة فى خزانات مستقله بذاتها تفصلها عن بعضها شروخ أرضية متوازية.
وطالب عودة فى نهاية المؤتمر اللواء طارق مهدى، محافظ الإقليم، والمختصين بالوادى الجديد بسرعة التحرك للاستفادة من تلك الكشوف العلمية والانطلاق نحو البدء فى تفعيل نتائج هذه الاكتشافات التى من شأنها تغيير ملامح الصحراء الغربية تماما