الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هناء العدوي
مكرم
مكرم
هناء العدوي

انثى
عدد الرسائل : 1164
العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب 210
بلد الإقامة : القاهرة
العمل : العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب Unknow10
الحالة : العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب S3eed10
نقاط : 7538
ترشيحات : 12
الأوســــــــــمة : العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب 112

العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب Empty
مُساهمةموضوع: العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب   العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب I_icon_minitime14/3/2012, 16:23

ليلى إبراهيم شلبي
كان الخبر بمثابة حلم تحقق بغتة دون مقدمات تنبئ عنه وإن طال انتظاره، «العالم الكندى مايكل هاوتن مكتشف فيروس التهاب الكبد «سى» يعلن عن توصله للقاح يقى من الإصابة به»، طار الخبر من مدينة فانكوفر غرب كندا حيث كان يعقد مؤتمر عالمى للأبحاث العلمية المتفردة إلى أنحاء العالم بأسره فهل حقا جاءت ساعة رحيل هذا الفيروس الضارى وأكد هلاكه؟ نشرت الشروق صباح الاثنين الماضى أول حديث أدلى به د.هاوتن فى العالم عن طبيعة اللقاح الذى صاغ تركيبته معلنا أنه سيكون فى متناول الإنسان عام 2017/2018. صفحة صحة وتغذية تستعيد مضمون الحوار الذى دار بينها وبين عالم الفيروسات د.مايكل هاوتن فى محاولة لتوضيح بعض ما أوجز هو وتمنينا نحن أن يصل للقارئ فى صورة أعم وأشمل، قصة العدوى والمناعة هى حديثنا اليوم.



حينا تحدث د.هاوتن ل«الشروق» حوى حديثه بعض المفردات التى قد يصعب على غير المتخصص فهمها واستيعابها فعلم المناعة Jmmunology أحد العلوم الطبية المستحدثة وإن كان فعل المناعة ذاته فعلا بالغ القدم, كلمة المناعة Jmmunity مشتقة لغويا من الأصل اللاتينى Jmunis بمعنى الخالى من العلل والأوجاع. تذكر مراجع قديمة عديدة أن الأصل فيما سبق يعود للغة العربية فكلمة أمن وفعلها يأمن وراء ذلك اللفظ اللاتينى Jmn الذى يقابله أمن الجسم ووقائية من غزو الميكروبات والجراثيم.



رصد الإنسان فعل المناعة قبل أن يصوغها علما. ذكرت وثائق أثينا اليونان أن الجنود فى الحرب إذا ما أصابهم الطاعون ونجوا فإنهم لن يتعرضوا للإصابة به مرة أخرى حتى لو تفشى. واستخدم الأتراك والصينيون إفرازات ثبور الجدرى لحقنها فى الأصحاء للوقاية منه. أما فى القرن السابع عشر فقد حقن العرب ميكروب الجدرى لإحداث مناعة مكتسبة للأصحاء. أما الفضل فى وضع أسس علم المناعة فقد كان للعالم الفرنسى لويس باستير الذى أدهش العالم بتجاربه على البكتيريا واستخدامه لها بعد إضعافها لتحصين الطيور من الكوليرا الأمر الذى مهد للوقاية من ذلك الوباء المميت.





المناعة وجهاز الإنسان المناعى



كل الكائنات الحية تمتلك فى تكوينها خطوط دفاع قوية تمكنها من ردع أى هجوم عليها تقوم به أنواع الميكروبات والجراثيم التى تعايشه فى البيئة المحيطة به. وإذا أردنا إجابة حقيقية للتساؤل كيف يستمر الجنس البشرى إلى الآن معمرا فى الأرض لكانت: نتيجة لفاعلية جهازه المناعى.



ما هو إذن هذا الجهاز المناعى وكيف يعمل؟



أقرب التشبيهات إلى الذهن هو تشبيه الجهاز المناعى بجيش محارب يضم عددا من الوحدات المختلفة العامة منها والمتخصصة. الخلايا هى جنوده التى تتحرك وفقا لأوامر محددة وتعليمات واضحة وأسلحته هى التفاعلات البيولوجية كالحرارة أو إفراز المواد الكيميائية أما إدارة المعلومات فيه فهى الذاكرة الحديدية التى يحتفظ فيها بجميع ملفات كل مخلوق دقيق مر من هنا. فإذا حدث وأصاب الإنسان عدوى بميكروب معين فإن بصماته تنطبع تماما لدى خلايا الجهاز المناعى التى تلقاها بما تستحق إذا ما حاول هذا الميكروب أن يتسلل إلى الإنسان مرة أخرى. هذا ما يفسر لماذا لا يصاب الإنسان إلا مرة واحدة فى العمر بأمراض مثل الحصبة أو الغدة النكفية والسعال الديكى والكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية.







مما يتكون الجهاز المناعى؟



جهاز الإنسان المناعى يتألف من أعضاء وخلايا.



أولا: الأعضاء الليمفاوية المركزية والطرفية.



والمقصود بالأعضاء الليمفاوية المركزية نخاع العظام Bone Marrow والغدة الثيموسية Thymus.



«نخاع العظام» يتم فيه تصنيع خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية وتنقسم خلايا الدم البيضاء لعدة أنواع تختلف فى الشكل والوظيفة.



أما الغدة الثيموسية التى تقبع خلف عظمة القص فى أعلى منطقة الصدر وتبدأ فى التكوين فى المرحلة الجنينية لتكتمل عند الولادة وتبلغ أكبر حجم لها فى فترة البلوغ لتبدأ فى الضمور بعد ذلك. هى المسئولة عن الخلايا الليمفاوية المعروفة باسم الخلايا التائية T Cells. تنضج الخلايا التائية وتبدأ فى التخصص تحت تأثير الهرمونات التى تفرزها الغدة الثيموسية. تلك الخلايا هى المسئولة عن استجابة الخلايا المناعية وهى التى تتعرف على خلايا الجسم أو الخلايا الدخيلة عليه والمسببة للأذى.



● «الأعضاء الليمفاوية الطرفية»: العقد الليمفاوية المختلفة فى أنحاء الجسم مثل تلك التى تكمن تحت الإبط والطحال والأنسجة الليمفاوية التى يطلق عليها اللوزتين.



ينتج نخاع العظام الخلايا الليمفاوية التى تتجه «للغدة الثيموسية» لتستكمل نضجها وتخصصها ثم تواصل رحلتها عن طريق السائل الليمفاوى للأنسجة والعقد الليمفاوية فى كل مكان من الجسم.



ثانيا: الخلايا.



يقع عبء الدفاع عن الجسم بكامله على عاتق كرات الدم البيضاء التى تظل تجول فى الدم كجندى الدرك المسئول عن أمنه. وهى إما خلايا محببة فى أنواع ثلاثة أو غير محببة فى نوعين أولهما تسمى البلاعم الكبيرة أما الثانية فهى الخلايا الليمفاوية بنوعيها B Cells وT Cells.



تختص الخلايا البائية بإنتاج الأجسام المضادة فى التفاعلات المناعية.



أما الخلايا التائية فلها القدرة على أن تكون خلايا قاتلة طبيعية لها القدرة على تحليل وإذابة جزء كبير من مختلف أنواع الخلايا خاصة الخلايا السرطانية لذا فهى تعد خط الدفاع الأول فى الجسم لرصد الأورام ومقاومة كل أشكال العدوى.




ملاحظة مهمة:



فى حديث د. هاوتن ل«الشروق» ذكر أن هناك شركة عالمية تعمل فى مجال اللقاحات المهندسة وراثيا بصدد إنتاج لقاح يعتمد فى عمله على تحفيز الخلايا التائية لتنشط كخلايا قاتلة لفيروس «سى» وأن ذلك اللقاح قد يصبح متاحا أيضا عام 2017 إذا ما اجتاز مراحل اختباره النهائية على الإنسان بنجاح.





ما هى آليات الجهاز المناعى لمواجهة العدوى؟



تتجول خلايا الجهاز المناعى مع تيار الدم السارى فى الشرايين فإذا ما اكتشفت وجود خلايا غريبة أحاطت بها على الفور الخلايا الليمفاوية من نوع البلاعم الكبيرة وساقتها نحو الخلايا التائية. تسمى الخلايا فى مثل هذا الموقف خلايا التقديم A ntigen Presenting إذ إنها تعمل على تقديم الجسم الغريب Atigen للخلايا المسئولة عن تدميره. يصاحب هذا الفعل إفراز مواد مناعية مهمة مثل الانترلوكين والانترفيرون أيضا نوعا من البروتينات يسمى الستيوكنيات. تعمل تلك المواد على تحفيز خلايا الجهاز المناعى البائية والتائية لتتعامل بطريقتها مع هذا الجسم الغريب.



لا تتحرك الخلايا التائية لتدمير الجسم الغريب إلا إذا ألقت إليها خلايا التقديم بكلمة السر ممثلة فى الشفرة الوراثية للميكروب أو الفيروس الذى ألقت القبض عليه.

حينما يتعرض الإنسان للعدوى فى المرة الأولى فإن الخلايا تلقاه بسرعة محاولة فك أسراره الوراثية لتحتفظ له بصورة متناهية الدقة تمكنها من مواجهته بصورة أسرع وأكثر حسما فى المرة الثانية وما يتبعها من مرات.



لتلك الخلايا أيضا القدرة بعد تدمير خلايا الميكروب المهاجم على أن تتوقف عن نشاطها فى الوقت المناسب.





هل للتفاعلات المناعية أنواع؟



إذا تأمل الإنسان خطوط الدفاع التى يتحصن بها جسده لأدرك كيف كان الله سبحانه حريصا على سلامة ما سوى! يولد الإنسان ولديه «مناعات طبيعية» كلها ترتبط ارتباطا وثيقا بصحته العامة وطبيعة معيشته والبيئة المحيطة به وقدراته البدنية ونمطه الغذائى وعاداته الصحية.



تبدأ دفاعات الجسم بدور «الجلد» الذى يحمى الداخل من الجسم ويفرز العرق الذى يحتوى على مركبات تقاوم غزو الميكروبات. «الدموع» التى تحمى العين بدموعها و«الأغشية المخاطية» التى تبطن الأنف من الداخل وقنوات الجهاز التنفسى. تلك الأغشية المخاطية تجذب الأجسام الغريبة إليها وتدمرها.



«المعدة» بإفرازاتها العصارات والسوائل الحمضية التى تقتل الميكروبات التى تدخلها مع الطعام. «إفرازات المهبل» التى تحمى المرأة أيضا من الميكروبات التى تحاول دخول الجسم. «البول» حيث تعمل حموضته العالية على تدمير الميكروبات التى تصال الجهاز البولى.



تلك هى خطوط الدفاع الطبيعية التى قد لا يشعر بها الإنسان ولا يستشعر دورها المهم فى حمايته بصورة طبيعية تلقائية لا تحتاج أى جهد لاستنفارها بل هى دائما على أهبة الاستعداد لحمايته.



● تعد «المناعة المكتسبة» خط الدفاع الثانى وهى تلك المناعة التى يكتسبها الجسم بناء على إنذار يأتيه من خارجه. يكتسب الإنسان تلك المناعة إما من «عدوى» بأى ميكروب اختلفت قوته والجرعة التى هاجمت الإنسان منه أو ما يعرف «بالأمصال أو اللقاحات». فى الحالتين يتحفز جسم الإنسان لإفراز وتكوين ما يعرف بالأجسام المضادة.



● ما هو الدور الذى تلعبه الأمصال واللقاحات فى وقاية الإنسان من الإصابة بالأمراض؟



الوقاية من الأمراض أمر للإنسان فيه دور مهم يبدو فى فهمه لمبادئ الصحة العامة وتجنبه لمصادر العدوى ويدعمه غذاء صحى سليم لكن هذا فى الواقع قد لا يكفى فى مواجهة شراسة مسببات الأمراض المختلفة من جراثيم وميكروبات. العلم يوفر للإنسان حماية قوية من الأمراض وأخطار العدوى إما بطريقة إيجابية كتلك التى يوفرها اللقاح أو سلبية كالتى يمنحها المصل. فماذا عن المصل واللقاح يجب أن نعى ونعرف؟





المصل



هو سائل من الدم يحتوى على أجسام مضادة «Antibodies» جاهزة يتم تحضيرها فى العامل بحقن الحيوانات التى يماثل رد فعلها رد فعل الإنسان إذا أصيب بالعدوى بالميكروب المراد تحضير مصل له.



يعامل دم الحيوان بعد أن تتكون فيه الأجسام المضادة بصورة تسمح بفصل كل مكوناته من خلايا لتبقى الأجسام المضادة وحدها معلقة فى السائل المتبقى. يمر هذا السائل فى خطوات عديدة قبل أن يصبح معدا وجاهزا للحقن فى الإنسان لتقيه تلك الأجسام المضادة من غزو الميكروب الذى يسمى فى تلك الأحوال Antigen أو الجسم «المستضاد».



من أشهر الأمصال المستخدمة المصل المضادة للتيتانوس الذى نلجأ إليه دائما عند الحوادث أو الإصابة بجروح قد نخشى أن تتلوث خاصة إذا تعرض الإنسان للاحتكاك بالأرض والتراب.



هناك أيضا المصل الذى يستخدم للوقاية من السعار إذا عقر الإنسان كلب مسعور وقد كان من المؤلم أن يضطر الإنسان لاحتمال ألم الحقن الذى يتكرر واحدا وعشرين مرة اختصرها العلم الآن لثلاث مرات فقط.



هناك أيضا البروتينات الجاهزة التى يتم حقنها لترفع مناعة الإنسان فى حالة تعرضه للأمراض التى تتسب فى إجهاد جهازه المناعى مثل السرطان أو عند التعرض لأخطار الأوبئة وتعرف بالجاما جلوبيولن Gamma Globulines المصل يستخدم غالبا لإعطاء جرعة مناعية عالية سريعة الأثر لكنه فى المقابل صاحب أثر وإن كان فعالا إلا أنه قصير الأجل وقد يرتبط استخدامه ببعض التأثيرات الجانبية لأعراض الحساسية لكن استخدامه قد يكون إنقاذا لحياة مريض مما يجعل قرار استخدامه ضرورة لا تحتمل التأخير.





اللقاح



هو مستحضر بيولوجى يستخدم فى تحضيره إما الميكروب نفسه أو بعض من مادته الجينية أو سمومه لتحقن فى الإنسان أو الحيوان. تنشأ عند تفاعلات مناعية مهمة إما تعالج الإنسان أو تطور من أساليب مناعته لمقاومة المرض فيصاب بعدوى مخففة منه.



اللقاح هو حلف دفاع مشترك بينه والإنسان ضد العدوى فى كل أشكالها سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطريات. يعاون اللقاح الإنسان فى أن يبنى حصون مناعته بنفسه لذا تظل تلك المناعة المكتسبة لفترة طويلة ربما امتدت طوال عمر الإنسان.



تختلف أنواع اللقاحات الواقية وفقا لطريقة تحضيرها:



1 - اللقاحات التى تحضر من ميكروبات تم القضاء عليها Killed باستخدام الحرارة أو المواد الكيماوية وغالبا ما تكون كائنات شرسة بالغة الخطورة مثل تلك المسببة للإنفلونزا الوبائية والكوليرا والطاعون وفيروس شلل الأطفال وفيروس التهاب الكبد الوبائى A.



2 - اللقاحات التى يتم تحضيرها بعد إضعاف الميكروبات المسببة لها Attenuated فتترك لتتكاثر فى مزارع خاصة بعد نزع مصادر قوتها. وهى من أفضل أنواع اللقاحات تأثيرا وتعزيزا لمناعة الإنسان المكتسبة. من أمثلتها لقاحات الحمى الصفراء والحصبة والحصبة الألمانية والغدة النكفية ولقاح مرض السل BCG الذى يعطى للأطفال عند ولادتهم وتضاف إليه جرعة منشطة عند دخول المدرسة.



3 - اللقاحات التى تحضر من سموم الميكروبات وأشهرها لقاح الدفتيريا Toxoid.



4 - اللقاحات التى تحضر من أجزاء من الميكروب نفسه Subunit وأهم أمثلته الذى يحضر من فيروس الكبد B الذى ينتقل عبر الدم الملوث يستخدم الغطاء البروتينى للفيروس والحامل للمادة الجينية فقط فى تحضير اللقاح.



5 - لقاحات يتم تحضيرها بالتزاوج Conjugote:



هناك بعض الكائنات الدقيقة التى تتميز بغطاء يدخل فى تركيبه عدد من السكريات المتعددة الذى يتميز بضعف تأثيره المناعى لذا تفصل القشرة الخارجية التى تغلفه وتدغم فى مركب بروتينى خاص ليكون «سما ضعيفا» ويعاد حقنها فى الإنسان. يتعرف الجهاز المناعى للإنسان على ذلك الغريب الزائر فيتهيأ له بكل ما يستطيع من قوة ويتحفز للرد عليه وغالبا ما ينجح.



من أهم أمثلة هذا اللقاح ما يحضر لمواجهة الإنفلونزا الموسمية Haemophilus Influenjae B.





كيف تكتسب المناعة عند استخدام اللقاح؟



عند حقن اللقاح فى الإنسان أيا كانت طريقة تحضيره فإن الجهاز المناعى يستقبله كعدو عليه تدميره فلا يكتفى بمهاجمته إنما يحتفظ له أيضا بصورة دقيقة الملامح فى ذاكرته تمكنه من التنبه له فور محاولته الهجوم مرة أخرى فى صورته الحقيقية الشرسة. يستحضر الجهاز المناعى صورته على الفور ويبدأ هجومه الصاعق على الغطاء البروتينى الذى يحتمى وراءه الميكروب قبل أن يخترق خلايا أنسجة الجسم فإذا استطاع تدميره قبل أن يدخلها انحسرت أعراض المرض وتراجع الميكروب. أما إذا لم يستطع وتمكن الميكروب من اقتحام الخلايا وبدأ فى العبث بمحتوياتها فإن الجهاز المناعى يتعرف على تلك الخلايا ويدمرها وبها الميكروب قبل أن ينتقل منها المرض لجاراتها من الخلايا السليمة.





هل كل اللقاحات الواقية بالفعل فعالة؟



الواقع أن اللقاحات لا يمكنها أن تضمن حماية كاملة للإنسان الذى يتلقاها وإن كانت أهم الأسلحة الوقائية التى وفرها العلم لمكافحة الأمراض ومواجهة تفشى العدوى. ربما كان ذلك راجعا لبعض الأمور المتعلقة بالإنسان نفسه أو للقاح ذاته فى أحوال نادرة.



قد يعانى الإنسان من تدنى مناعته الطبيعية فى ظروف خاصة به كمرضه بالسكر لفترة طويلة أو إصابته بفيروس نقص المناعة HIV أو اضطراره لتناول مركبات الكورتيزون لفترات طويلة.



قد يعانى الإنسان أيضا من أى أمراض أو خلل جهاز المناعة فلا ينتج أنواع الخلايا الدفاعية المسئولة عن إنتاج الأجسام المضادة أو تصيب ذاكرته الخلل فتهاجم خلاياه خلايا الجسم معتبرة إياها خلايا غريبة.



الأمر هنا لا يتعلق بفاعلية اللقاح إنما الجهاز المناعى نفسه.



طريقة حفظ اللقاح تلعب دورا مهما فى الحفاظ على فاعليته. أيضا مراعاة الأوقاع التى يعطى فيها اللقاح والطريقة التى يجب أن يتم حقنه بها.



هناك من اللقاحات ما يحقن عميقا فى العضلات أو تحت الجلد مباشرة أو فى جدار البطن حرصا على صحة معدل امتصاصه. لذا يجب أن يتم تحت إشراف طبى يحفظ معايير سلامته.



أيضا يجب التأكد من صحة جرعاته وعددها إذا ما كانت أكثر من واحدة والتأكيد على الجرعات المنشطة متى كانت لازمة ومواعيدها.



تعددت أنواعه اللقاحات وإن كان أكثر المستخدم منها الآن ما يقاوم العدوى ويوفر أسباب الحماية للأطفال وفقا لخريطة زمنية تتبناها الحكومات فى سياساتها الصحية. الجديد الآن هو اللقاحات التى تفرضها الأزمات الصحية التى تهدد كل البشر مثل وباء الإنفلونزا أو التى يستخدمها الإرهاب مثل الانثراكس وضرورة أن ينظر فى أمر لقاحات لكبار السن بعد أن زاد متوسط عمر الإنسان فى العقود الحديثة.



هناك أيضا ما يبذل من جهد لاستحداث لقاحات واقية من السرطان وأمراض المناعة الذاتية.



أما أحدث التجارب فى عالم اللقاح فتلك التى تجرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم باستخدام لقاح قد ينجح فيما عجزت عنه العقاقير.



المناعة الطبيعية هبة يمنحها سبحانه للإنسان عليه أن يدرك أهميتها لحمايته من اعتداء الطبيعة على صحته وسلامة بدنه. فيستثمرها بانتهاج عادات صحية واقية وسلوك غذائى صحى وتفادى يقظ للتدخين السلبى والإيجابى ومسببات القلق والتوتر ما أمكن.



أما المناعة المكتسبة فالسعى إليها يبدأ بالمعرفة لطبيعة عمل الأمصال واللقاحات والدراية بأهميتها ومواقيتها وتتكفل الجرعات اليومية من الملوثات والعدوى فى مقادير صغيرة بالبقية الباقية منها.





رد الفضل لأهله



من الواجب التنويه أن المعلومات العلمية الواردة فى الصفحة قد تمت مراجعتها مع الصديقة الأعز الأستاذة الدكتورة فرحة عبدالعزيز الشناوى أستاذ المناعة الإكلينيكية بقسم الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية طب المنصورة والحائزة على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة.





مضادات الأكسدة والمناعة



تلعب مضادات الأكسدة دورا بالغ الأهمية فى دعم جهاز المناعة ومواجهة مظاهر الشيخوخة تنتج الشوارد الحرة فى الجسم نتيجة للافراط فى تناول الدهون أيضا كنتيجة طبيعية لهرم الخلايا مع التقدم فى السن وما ينتج من مواد كيماوية داخل الخلايا الحية.



تلك المواد الكيماوية تحدث طفرات فى الأحماض النووية والبروتينات الأمر الذى يؤدى لحدوث الكثير من الأمراض ويضعف القوى المناعية، تلك التفاعلات الضارة يمكن مقاومتها أو إيقافها فى وجود مجموعة من مضادات الأكسدة مثل فيتامين أ، ج، ه، ب6، البتاكاروتين، السيلينيوم، البيوفلافين.





أعشاب ومعادن تدعم جهاز المناعة



قبل الطب الحديث كان التداوى بالأعشاب هو العلاج السائد للأعراض والأمراض. ظلت لدينا اعتقادات قوية يدعم العلم بعضها فى أن هناك من الأعشاب ما يدعم صحة الإنسان وسلامته ويزيد من كفاءة جهاز المناعة من الأعشاب المعروفة مثل: الجنسنج، الثوم، الصبار، العرقسوس، الزنجبيل والقرفة.



أما من المعادن فالمعروف أن الزنك والحديد والسيلينيوم معادن لها تأثير فاعل فى دعم تفاعلات الجسم المناعية لمقاومة الأمراض.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العدوى والمناعة .. صراع البقاء بين الإنسان والميكروب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتقلت لي العدوى (تطريز بالخرز)
» تدريب الممرضات بمستشفيات المنصورة للوقاية من العدوى
» دماء التماسيح تحمي الجنود من العدوى فى الحروب
» البقاء لله
» البقاء لله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الخدمية :: طبيبك الخاص-
انتقل الى: