القاهرة - أ ش أ
لمقاومة محاولات تزوير التاريخ والحقائق التي صاحبت اندلاع ثورة 25 يناير 2011 ، عكف ثلاثة فنانين على مشروع لتوثيق صفحات موقع فيس بووك الاجتماعي التي دعت إلى الثورة وما صاحبها من تعليقات وتسجيل مواقف.
المشروع بدأ في جزئه الأول بإصدار الجزء الأول "أجندة الثورة 14 يناير حتى 11 فبراير" عن دار "اكتب للنشر والتوزيع"، لكتابة السيناريو إنجي محي الدين وهالة الزغندي وأحمد سلطان .
ويكشف هذا الجزء عن أن صفحة "كلنا خالد سعيد" لم تكن المحرك الأساسي للثورة، وإنما كانت نتاج لجهود مدونين اخترقوا جدار الخوف منذ ألهمتهم ثورة الياسمين في تونس ودعوا أم الدنيا لانتفاضة على الظلم، كما يكشف عن المواقف السياسية والإنسانية التي صاحبت المدونين منذ البداية، وكيف اختلفت واختلطت الأحاسيس عقب انتفاضة الأيام الأولى من الثلاثاء 25 يناير وحتى ما يعرف إعلاميا بجمعة الغضب 28 يناير .
ويقول المؤلفون، في بداية هذا المطبوع الذي صدر مؤخرا، "اكتب تعليقك .. ذكرياتك .. انطباعك أو إحساسك / الأجندة مفتوحة .. والثورة مستمرة/ مازلنا نكتب وندون التاريخ/ وعشان ما ينضحكش علينا بنكتب تاريخنا بإدينا".
وينقل الكتاب كلمات المدونين على الصفحات المختلفة كما هي ودون أدنى تدخل أو تعليق، ونجدها تعبر عن مواقف إنسانية خالصة لتجارب شباب المتظاهرين، فهو ينقل عن المدونة بسمة المور في صفحة ثلاثاء الغضب قولها : "واحد كان بيحميني من الشظايا باقوله انت مين؟ .. قال لي أنا مصري زيك .. لقيت نفسي باعيط".
ورغم هذا النقل الحرفي عن المدونين، لا يخلو العمل من مسحة فنية تشدقت أكثر بفن السيناريو وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا تتحرك شخوصه أكثر مما تدون، فالمشاهد ساخنة وتنقل ما يحدث في ميدان التحرير .وينتهي العمل بصفحة "احنا مين؟"، ويجيب أدمن الكتاب أنهم ثلاثة فنانين من عالم السينما جمعتهم أجندة واحدة وهي حب مصر.
والمدونة وكاتبة السيناريست إنجي محي الدين تعمل مهندسة طيران بالخطوط الجوية القطرية، ولها أفلام روائية قصيرة تحت التنفيذ، أما الفنانة والحقوقية هالة الزغندي فتكتب لقناة الجزيرة في مجال دراما الأطفال، فيما يعمل الحقوقي أحمد سلطان في الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وهو ممثل مسرحي وسينمائي .
وينوي فريق العمل إعداد الجزء الثاني بعنوان "الثورة مستمرة"، داعيا القراء لعمل تفاعلي لإنجازه بالاشتراك في صفحة على فيس بووك خصصت تحديدا لاستكمال الجزء الثاني .