القاهرة - رويترز
يعمل فريق من خبراء الترميم بدار الوثائق القومية حاليًا لمحاولة إنقاذ
مئات الكتب التاريخية النادرة، التي أمكن إنقاذها من داخل مبنى المجمع العلمي،
والذي أضرمت فيه النار على يد مجهولين خلال مصادمات بين محتجين وقوات الجيش في
ديسمبر الماضي.
وكان مبنى المجمع العلمي الذي أسسه نابليون بونابرت عام 1798، يضم قرابة 200
ألف كتاب ودورية، ووثيقة تعتبر من أكثر الكتابات شمولا عن الحضارة المصرية القديمة،
وأتت النار على آلاف الكتب في الحريق، بينما أدت محاولات فرق الإطفاء لإخماده إلى
إصابة العديد من الكتب والوثائق الأخرى بالبلل، لكن بعض الكتب لم يصب إلا بأضرار
جزئية.
ويعكف خبراء الترميم في الوقت الحالي على محاولة إعادتها إلى حالتها
الأصلية، ويشارك في مشروع ترميم الكتب خبراء من الولايات المتحدة وعلماء من جامعة
فلورنسا ومن مكتبة الكونجرس بالقاهرة.
وذكر زين عبد الهادي رئيس دار الوثائق القومية أن مشروع ترميم الكتب، سيساهم
في الحفاظ على جزء من تراث مصر، لكنه سيحرص على إبقاء واقعة حرق المجمع العلمي
ماثلة في الأذهان لتصبح عبرة للأجيال.
ومن بين الكتب التي أمكن إنقاذها قبل أن تأتي عليها نيران الحريق، نسخة من
كتاب وصف مصر المكون من 24 مجلدًا، والذي أعده العلماء والباحثون والفنانون الذين
صاحبوا الحملة الفرنسية على مصر بين عامي 1798 و 1801.
فيما ذكرت شيرين أبو العلا، عضو فريق ترميم الكتب بمركز الوثائق القومية، أن
المرممين شعروا بقدر كبير من الأسى لحالة الكتب التي أمكن إنقاذها من حريق المجمع
العلمي، وقالت: "أول ما عرفنا أن المجمع العلمي اتحرق وفيه حاجات ومقتنيات مهمة
وأول ما جينا مكناش حاسين بمدى المصيبة، وأول ما ابتدينا نشوف إن الحاجه قد إيه
محروقة وقد إيه الحاجة مهمة كلنا بكينا، كلنا بقينا نشتغل وإحنا متضايقين".
ولحقت بمبنى المجمع العلمي نفسه أضرار جسيمة بسبب الحريق، وذكرت وزارة
الدولة للآثار أن المبنى يحتاج إلى 2.4 مليون جنيه مصري (420 ألف دولار) لترميمه،
فيما تعهد الشيخ سلطان القاسكي، حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية
المتحدة، بتحمل كل تكاليف ترميم مبنى المجمع العلمي، كما سيهدي الشيخ سلطان السلطات
المصرية عددًا من المخطوطات والكتب والخرائط من مقتنياته الخاصة.