صدر مؤخرًا عن دار الحضارة للنشر، رواية جديدة بعنوان "ليلة التحرير" للكاتب محمد
العون، وهى رواية عن أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وفساد نظام
المخلوع "مبارك"، وإذلاله للشعب المصرى الذى قام بثورته لإسقاطه واستعادة
كرامته.
ويوضح حامد أبو أحمد فى كلمته النقدية عن الرواية أنها تتناول
العناصر الكثيرة التى تشترك فى صنع ليلة أو ليالى التحرير، من بينها جيل الشباب
الذى قام بهذه الثورة المجيدة ومعه الشعب المصرى بأكمله تقريباً، والنظام الفاسد
المتخلف الذى جثم على صدر مصر فترة طويلة من الزمن وعلى رأسه رئيس عصابة فاسد
استخدم كل الأساليب القذرة لتركيع هذا الشعب وإذلاله وإفقاره، الشرطة والأمن
المركزى التى تحولت من مهمتها الأساسية، وهى حماية الشعب لتحمى النظام المجرم، من
العناصر أيضاً هذه الجماعات المسماة بالبلطجية.
وكذلك تتناول الشعب المصرى
وطبيعته وأحواله، ومبارك وحقده وغباءه وصفاته التى ليس لها مثيل فى التدنى
والانحطاط، والجيش المصرى وتاريخه الناصع ووقوفه إلى جانب الشعب، وتفاعل الفن
والأدب والثقافة فى قلب الميدان، وعبقرية الشعب المصرى، والأسر التى افتخرت بتقديم
أبنائها للشهادة، ومؤيدو الرئيس على قلتهم.
ويتساءل الناقد: كيف استطاع محمد
العون أن يؤلف بين كل هذه العناصر ليقدم للقارئ رواية ناجحة عن أحداث ثورة يناير؟ مجيبًا: لقد استطاع المؤلف بالفعل من خلال عدد من التقنيات أن يسجل هذه
الأحداث فى لغة سردية جذابة ومشوقة، من هذه التقنيات استخدام عيون الكاميرا، كأنه
واقف فى الميدان يصور ما يحدث، وتقنية الفلاش باك ليصور بعض الأحداث التى أدت إلى
ما حدث فى ميدان التحرير، كما استخدم المناجاة ليرصد ما كان يدور فى باطن بعض
الشخصيات، وعلى الأخص الرئيس المخلوع، إضافة إلى تقسيم الفصول بطريقة تستوعب كل هذه
العناصر، وتعبر عن كثير مما حدث خلال الثمانية عشر يوماً التى استغرقتها أحداث هذه
الثورة العبقرية.
صدر للكاتب محمد العون، أربعة أعمال أدبية ما بين الرواية
والمجموعة القصصية، وهم "الملك ينزل المدينة" وهى مجموعة قصصية، صدرت عن دار ميريت
عام 2006، وأخرى بعنوان "خيانة الجسد" فى طبعة خاصة عام 2008، وراية "مصير بيكاسو"،
وصدرت عن دار الحضارة عام 2009، وأخرى بعنوان "مولانـا" عن الدار نفسها عام 2010،
وله تحت الطبع مجموعة قصصية ثالثة بعنوان "شذا عطرها" وسوف تصدر عن الحضارة