زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية كتاب جديد للباحثة الجزائرية فريدة بن موسى
صدر عن: دار غيداء للنشر والتوزيع ، الأردن في طبعته الأولى : 2012.. كتاب بعنوان: زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية – دراسة نقدية-.. اسم المؤلف: فريدة إبراهيم بن موسى.. وهو جزء من متطلبات رسالة الماجستير الذي ناقشتها الباحثة في: 30 جوان 2011/ معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة. موجز الكتاب:
مثلت فترة التسعينات انطلاقةً حقيقيةً للروايةِ المعاصرةِ في الجزائر، لجيلِ من الشبابِ الذي كتب الروايةَ لأول مرةٍ، في ظروف اجتماعيةٍ وأمنيةٍ متأزمةٍ. عالجت هذه الروايات صورةَ الموتِ اليومي والدمار الذي طال الوطنَ. فجاءت كتابةُ المرأةِ جزءًا لا يتجزأ من هذا الوضعِ المفجعِ. لذلك ارتأت الباحثةُ أن تتقربَ من أدبِ الأزمةِ، من خلال إبداعِ الكاتبةِ الجزائريةِ. ومن أجل ذلك، اختارت لهذه الدراسة عنوان: زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية، دراسة في نماذجٍ مختارةٍ . يتناول هذا الكتاب، دراسة وتحليلِ المنجز الإبداعي الذي كتبته المرأة الجزائرية تعالج فيه قضية الأزمة الوطنية في فترةٍ زمنيةٍ محددةِ، فَشَكَلَ هذا المنجز ظاهرةً جديدةً في الساحةِ الأدبيةِ الجزائريةِ، التي لم تعهد المنجز النسائي بهذا الكمِ الهائلِ، لأن الكتابةَ الروائيةَ باللغةِ العربيةِ قبل هذه الفترة، انحصرت في اسمينِ بارزينِ هما: الكاتبة زهور ونيسي والكاتبة أحلام مستغانمي. فمثلت فترة نهاية التسعينات من القرن الماضي، نقلةً نوعيةً للكثير من الصحافياتِ اللواتي تحولن من مجال الإعلام إلى مجالِ الإبداعِ الأدبي مثل: الكاتبة فضيلة الفاروق، والكاتبة ياسمينة صالح، والكاتبة زهرة ديك.. وكلهن اشتغلن كصحافياتٍ في فترةِ الأزمةِ التي عاشتها الجزائر، ووقفن على بشاعة الحربِ..! وربما هو الحافزُ الذي فجرَ اللغةَ لديهن في شكلٍ إبداعٍ.
انطلاقا مما سبق، تولدت رغبةُ الباحثة، لقراءةِ هذا المنجزِ الجديد، ومحاولةِ استنطاقهِ. وللتعريف بالمنجزِ الجزائري خاصة، والمساهمةِ في دراستِه، نظرا لقلةِ الدراساتِ التي تتناوله خاصةً السرد الذي تكتبه المرأة، وإذا استثنينا من ذلك الكاتبة "أحلام مستغانمي"، فإن بقية الكاتبات لم ينلن حظهن من الدراسة والتحليل. تركزت الدراسة حول أربع رواياتٍ لكاتباتٍ تنتمي كتاباتهن لما يعرف بأدب الأزمة. ويمكن عرض هذه الروايات بالاعتماد في ترتيبها على سنة إصدار أول طبعة من الرواية محل الدراسة، وهي:
- فوضى الحواس
- في الجبة لا أحد
- تاء الخجل
- وطن من زجاج
وقد راعت الباحثة في اختيارها للنصوص الروائية السابقة ما يلي: اختيار الروايات التي تطرح موضوعةَ الإرهابِ، أو ما يعرف بأزمة الوطن، كما اختارت الباحثةُ الكاتبات اللواتي أصدرن أكثر من روايةٍ واحدةٍ. تكمن أهميةُ هذه الدراسة في أنها تسعى للبحثِ في المنجزِ الذي كتبته المرأة، ومدى تجاوبه مع تقنيات السرد الحديثة. وتنطلق الباحثةُ من عدة أسئلة تكون الإجابة عليها في ثنايا الدراسة، منها:
1_ ما مدى استفادة الكاتبة الجزائرية من تقنيات السرد الروائي الحديثة؟ أي كيف شكلت الكاتبة خطابها الروائي؟ وكيف جسدت الكاتبة محنة وطنها عبر اللغة ؟ وعن ماذا أرادت الكاتبة أن تقول عبر نصها؟ أي ماذا عن قراءتها لمحنة وطنها؟
اعتمدت الباحثةُ على مقولاتِ علم السردِ، أو ما أصطلح على تسميته بالسردية؛ وهو العلم الذي يبحث في القوانين المشكلة للخطاب السردي، بغية التعرف على الكيفية البنائية التي جاء عليها خطاب المدونةِ، كما استفادت الباحثة من معطيات المنهج السيميائي أو علم العلامات "Semiology"، باعتبار أن اللغةَ منظومةٌ من العلامات أو الدلالات، التي تتميز بطابعها المزدوج؛ فهي صوتٌ ومعنى. لذلك سعت الباحثةُ للاستفادة من قدرة المنهج السيميائي على استنطاق النصوص، واقتصرت الدراسة على قراءة المحنة من خلال شعرية العنوان الرئيسي وعلاقته بالعناوين الداخلية وبمتن الرواية.
واقتضت طبيعة هذه الدراسة أن توزع مادتها العلمية على ثلاثةِ فصولٍ، ومدخل تمهيدي، وخاتمة، كما تذيل الباحثة دراستها بقائمة ببليوغرافية لرواياتِ الكاتبات محل الدراسة