بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بعيدا عن أجواء القتال الكروي الذي تم في استاد بور سعيد وراح ضحيته العشرات من القتلي تذكرت
أقول
كورة رعب . هاتو فلوسنا
اتذكر أنه منذ أكثر من ربع قرن مضي
أخذني الشوق لرؤية مبارة كرة قدم مثلي مثل كل الشباب
وبالفعل ذهبت لمبارة بين فريق كبير
وفريق الفيوم . وخرجت بتجربة تقول . ان مشاهدي المباريات نوعية خاصة من البشر .
ولن أشاهد مبارة بعد ذلك إلا من خلال التلفزيون . وقد كان
حيث أنه تأتيني دعوات لمشاهدة
مباريات هامة من خلال المقصورة الرئيسية ولكني مازلت عند عهدي الذي قطعته علي نفسي
. وأقوم بإهداء تذكرتي لأي من المغرمين ( بالبهدلة )
فما هي حيثيات هذا العهد الذي قطعته
علي نفسي بعدم الذهاب لأي مباراة أيا كات هذه المبارة
أولا
عند الدخول زحام شديد حتي عند
المقصورة ومجاملات تافهة تخلط الحابل بالنابل . وأنا بطبعي أكره الأجواء المزدحمة
منذ بكورة شبابي
لكن في منزلي أنا ملك
ثانيا
لابد من التواجد قبل المباراة بأكثر
من ساعة علي الأقل لأن الأبواب تغلق قبل المبارة بساعة كاملة أو أكثر
ثالثا
أكثر الضباط والجنود المتواجدين من
خارج المحافظة فلا يعرفون أحد مهما كان اسمه ومكانته ويكفي قولا بأنهم رفضوا دخول
رئيس مجلس إدارة نادي الفيوم أثناء مبرة فريقه مع فرق الزمالك ( منتهي المهانة )
رابعا
وأنت في الملعب تعيش في صخب وتعليقات
( تحرق الدم ) بينما في بيتك هدوء وتركيز
خامسا
أنت في الملعب تكون هناك أكثر من
مائة متر ما بينك وما بين الكرة بينما في
التلفزيون الكاميرا تجعل ما بينك وما بين الكرة عدة أمتار فقط
سادسا
أنت في الإستاد محكوم بجلسة معينة لا
تتعداها بينما في المنزل تتكئ علي أي جانب يريحك في المشاهدة
سابعا
أنت في الإستاد أشبه بالأسير في كثير
من الأمور حتي فإذا ما أردت الحمام فتجد مسافة ما بينك وما بينه وإذا ما أردت
الصلاة فتجد مسافة وما بين مكان يصلح لها .
أما في بيتك فالأمر لا يتعدي ثوان
معدودة ما بينك وما بين ما تريد
إذا
أليس من الحمق أن أدع مكان أنا ملك
فيه لأذهب لمكان آخر أنا فيه مجرد أسير
وفي نهاية الأمر
أحمد الله أني أساسا لا أشاهد إلا في
حدود خمسة مباريات سنويا