كتب : ناصر شهاب
فى لقاءأجرته قناة الجزيرة القطرية مع رئيس وزراء مصرالأسبق الدكتور عزيزصدقى و من خلال برنامج زيارة خاصة فى حلقته التى أذيعت منذ عدةأعوام بتاريخ 31/3/2007 تناول عزيزصدقى قصةالبدء فى تصنيع أول سيارة ركوب مصرية ولأن الحديث يدور حاليا فى أروقة الحكومة المصرية حول احتمالية تصنيع أول سيارة بمكونات مصرية خالصة فذلك جعل ذاكرتنا تعود للوراء إلى بداية حقبة الستينات لنتذكر كيف كانت بداية تصنيع أول سيارة فى مصر والذكرى تنفع المؤمنين.
يحكى عزيز صدقى قائلا لم نكن نصنع أى شىء فصنعنا الموتوسيكل واللورى والأتوبيس وأخيرا سيارة الركوب ولم يكن اعتمادنا فى هذه الفترة على السوقييت لأننا كنا نختار مايصلح لمصر فاللورى كان ألمانيا وسيارة الركوب كانت فيات من إيطاليا أما ترديد قول الاعتماد على الروس فى هذه الفترة فهو مجرد تشنيع ...وكان وقتها الرئيس جمال عبد الناصر اعتاد أن يحضر احتفالا سنويا فى استاد القاهرة (ناصر سابقا) وفى هذا اليوم لم يكن الشعب قد وصله العلم بأننا صنعنا الدراجة والموتوسيكل واللورى والأتوبيسات وسيارات الركوب ...وبعد بدء العرض وانطلاق حوالى 200دراجة وموتوسيكل و100لورى للدوران حول تراك الملعب وبعد وقت قصير استوعب الرئيس عبد الناصر أن هذا العرض هومن الإنتاج المحلى فظل يصفق واستمر فى التصفيق إلى أن انتهى العرض مع العلم أنه استغرق وقتا كبيرا حوالى الثلث ساعة والمائةألف متفرج الحاضرين ظلوا واقفين وهم يصفقون لتحية الصناعة المصرية...فالإنتاج المحلى فوق تلبيته لرغبات الناس هو أيضا مساعدة الشعب كى يقتنى مالا يستطيع اقتنائه عن طريق الاستيراد.
وعن بداية فكرة تصنيع أول سيارة مصرية يتذكرعزيزصدقى قائلا "جلست مع عبد الناصر لأكثر من ساعتين وكانت توجيهاته إنه يريد سيارة ليست بالضرورة تكون كبيرة ولكنه لا يريدها صغيرة لاتتسع فقط إلا لفردين بل لأربع أفراد وعلل ذلك بأنه يريد أن يذهب بها الموظف البسيط مصطحبا زوجته وأولاده للنزهة هذا كان أولا أما ثانيا فأوصانى بدراسة كيفية تسديد هذا الموظف لثمن السيارة وكانت هناك عروض من الخارج لاختيار أحدهم من برج وورد وفيات وبعد دراسة أجريتها وقع اختيارى على فيات ثم أعلنا عن بدء الحجز بثمن سبعمائة جنيها مصريا للسيارة وبالتقسيط ولهذا وجدنا إقبالا كبيرا على حجزها ...ويستكمل عزيزصدقى حديثه قائلا " كان مخطط الإنتاج أن نقوم بتصنيع 12 ألف سيارة ولكن المفاجأة أن الحجز جاء أكبرمن هذا الرقم فاعتمدنا على الأسبقية فى الحجز والدور .
وأذكر بهذه المناسبة أنه فى صبيحة أحد الأيام أتى لمكتبى رجل متقدم فى العمر وعرفت أنه الأخ الأكبر للمشيرعبدالحكيم عامر وقمت للترحيب به وبعد تبادل التحية وبعض كلمات المجاملة دار هذا الحديث ..
الضيف : بالمناسبة المشير يحبك كثيرا...
عزيز صدقى: أهلا وسهلا بك .
الضيف :كنت أفكر فى حجز ثلاث سيارات .
عزيز صدقى : بكل ترحيب ولكن هل قدمت طلبا بالحجز؟
الضيف : فى الحقيقة سيارة لإبنى وأخرى ل..
عزيزصدقى : هل قمت بالحجز ؟
الضيف : ماذا تعنى بالحجز ؟
عزيزصدقى: أقصد أن شراء السيارة لكل من يأتى عليه الدور بأسبقية الحجز.
الضيف: ولماذا إذن جئت إليك؟!!
عزيزصدقى : إذا كنت قد أتيت لهذا السبب فكان من الأفضل ألا تأتى وإذا كنت تريد الشراء فعليك بالحجز أولا ثم يأتى دورك ...
ويختتم عزيزصدقى هذا الجزء من الحديث الخاص بتصنيع أول سيارة قائلا" عندما وصل إلى علم جمال عبد الناصر هذه الواقعة كان تعليقه "لهذا السبب أنام مرتاحا ولا أحمل هما لكل مايخص الصناعة فى مصر