بغض النظر عن أن خبر إقدام جمال مبارك علي الانتحار, وهو ما نشرته بعض وسائل الإعلام علي استحياء منذ أسبوع تقريبا, صحيح أم مفبرك؟!
فإنه في حد ذاته دليل علي شعور عام في الشارع بأن المخلوع وعائلته وعصابته هزتهم القرارات الأخيرة للنائب العام, سواء بتفريق حكومة طرة علي خمسة سجون, أو نقل المخلوع إلي مستشفي السجن؟! وبرغم الدراما في نص الخبر كما نشره موقع محيط الإلكتروني يوم السبت الماضي, حيث أكد أن جمال مبارك أقدم علي الانتحار بتناوله5 أقراص من عقار كالمبالم, وأن علاء شقيقه الأكبر فوجئ باستغراقه في نوم عميق, وعندما حاول إيقاظه لاحظ سرعة شديدة في نبضات قلبه, مما دفعه إلي استدعاء مدير السجن, الذي أحضر الطبيب فاكتشف أن جمال يعاني انخفاضا حادا في ضغط الدم بسبب هذا الـ كالمبالم, إلا أن قيمة الخبر في تفسيره, حيث لم تكن محاولة الانتحار إلا هروبا وخوفا ورعبا بعد قرار التفريق وما ينبئ عن الأسوأ, ونذير الشؤم, خاصة مع اقتراب موعد إعلان الحكم فيما نسب إليه من اتهامات؟! والعجيب أنه منذ أشهر قليلة كان جمال مبارك وأخوه علاء بالذات, يتعاملان بسخرية أمام كاميرات التليفزيون في أثناء محاكمتهما, فيرفع أحدهما علامة النصر في وجه الناس, ويستهزئ الآخر بما يجري وسط تدليل الشرطة! ومهما كان فالمؤكد أن عيشة عصابة المخلوع قبل القرار غير بعده, وأنهما يمران الآن بأصعب لحظات حياتهما, اللهم لا شماتة, إلا أن تكبرهما في أثناء الفترة الأولي من المحاكمة كان يوحي بأنهما لا يباليان, بل وذهب البعض إلي أنهما موقنان بالبراءة؟! ومنذ25 يناير2012 وخروج ملايين المصريين متمسكين بثورتهم ضد المخلوع ونظامه, حتي انقلبت الأمور رأسا علي عقب, وزادتها حادثة مجزرة بورسعيد اشتعالا, وصار تحقيق أهداف الثورة أمرا لا مفر منه, وبين عصابة النظام الذي يأسهم قرار عادل حتي حاول أحدهم علي الانتحار, وشباب الثورة الذين ظلموا فلا شئ حصدوا, ولا منصب وجدوا, ولا حتي مقعدا في مجلس نيابي نالوا إلا قليلا, يعيش الوطن فوق صفيح ساخن!!
aymahdy@gmail.com