و أيِّم ويتامى حولها اصطــــــــرخوا *** في الليل واصطرخت بينهم هلـعا
قالوا: متى الصبحُ إن الضًُّر أزعجنا؟ *** قالت:وماذا يفيد الصبحُ إن طلــعا
قالوا: متى الأكلُ إن الجــوعَ أحرقنا؟ *** قالت:إذا منح المعروفَ من منــعا
قالوا: وأين أبــــونا كــــيف أهمـــلنا؟ *** قالت:به وقع الأمر الذي وقــــــعا
الموت طار به كالنسر مخــــــــتطفا *** والموت طاح به كالسيل مقتــــلعا
بني مات أبوكم ولم يــــــدع أثـــــرا*** إلا الأماديحَ بين الناس والسُّمــــعا
قد خلف الروعَ في نفسي فـما هدأت *** وأذهب النومَ عن طرفي فما هجعا
فيم الإقــامةُ فـــي الــدنـــــيا لأرملة ***ريعت ونشء يتيم حولها فُجــــــــعا
في مدّ أعمارهم مـــــدّ لـشــقوتـــهم *** لعل أسلمَهم من نفسَه بَخَـــــــــــــعا
أسرفت يا أم ماهــــذا الكــــلامُ وما *** وهذا الظلام الذي قد خُضتِه قِطـعا؟
رفقا بنفسك رفــــقا بالبــنين فــــقـد *** جرّعتِهم من مرارات الأسى جُرَعا
كُفِّي فإن وراء الــعـــسر ميــــسرة *** كُفِّي فـــإن وراء الضـــيق مُتســـعا