{ ثنــاء }

{ ثـنـــاء }


شكراً لهجرك بعد وصل

كان كالحلــم اللطيـف

أيام كان الحب ضلا أستفيء به

كأنه الفردوس يزهو بالثمار

قبـل حلـول الخريف

ناشـراً إنـذاره العنيـف

يبعثر الأوراق في عرض الرصيف

تدوسها الأقدام في ذل مخيف

وخطوتي كرجفة الضعيف

فصار يجهدني الطـريق

أيضاً ويفـزعني الحفيـف

وأنـت غـارقـة المكـان

كـأن ما كان غيماً أو دخـان

فاحتـار فـي الهجـر الزمـان

ولم يعـد من نابـه الأيـام عندي

يا سـراب سـوى صـدى ذكرى

وطيف مغرق في البعد يا وجع السنين

وأنت أفراح المكان وأنت أحلام الزمـان

لاشيء عندي بعد هذا الهجـر يغريني

قدري أعيش العمر موتور المشاعر

يجتاحني فرح وتهوي بي خواطر

أكتـال من ملـق الحياة

وأكتوي من نار شاعر

أو تدركين بأن آلام الفراق

أحد من حـد السيـوف ؟

حـين افـتقـدت حبيبـتي

الكـل في نظــري ســواء

بحثت عن طيفك بـين أبنية المـدينة

وبـين سطـور المجـلات والأغلفـة

وبين عقـلي وأحـاسيـسي الملتهبـة

وبين ما تحمل الأغصان من أزهار وأثمار

وبين دفـاتر الخواطر والأشعـار

وبين زجـاجـات العطـور

ولم أجد من مطلـبي الغـالي

سوى أطـلال ماضينـا المشرّف

والتفاصيـل التي تغتـالني عمـداً

كل الصـور كل المنـابر والخواطـر

كل النتوءات تحوّلت نحـوي مخالب

ماذا يهـم الشـاة بعد الـذّبح

إن سلخـوا ، وإن طبخـوا

وإن أكل الرّعـاة لحومها

أو علّقوها في المتاجر

أو أطعمـوهـا

للغـريـب

وللمسافر



الرياض 1 / 1 / 1410هـ


من مجموعتي الرابعة { همس النسيم }

الأستاذ الشاعر الفريد في افكاره وأشعاره حسن الغالبي
أنت فوق الوصف وفوق فوق الوصف أنت بالنسبة لي سماء

يالك من شاعر

يالك من ملهم

أستاذنا الغالبي

قصيدتك ثنا

وما يستحق الثناء غيرك

دمت لنا قنديل ينير دجي الأفهام

حياك الله علي نزف قلمك