بسم الله الرحمن الرحيم
{ الأم والتربية }
بقلم : حسن الغالبي
الأبناء أمانة في عنق أولياء الأمور
وتربيتهم وتقويم سلوكهم فرض على أولياء
أمورهم ، وبالأخص الوالدين ، والأم هي المربية
الأولى في زرع القيم والسلوكيات السليمة ، وتهذيب
السلوك مع الحنان المأمول فيها ، والحنان أهم ما
يحتاجه الطفل من أمه ، وفقده يعني الكثير من
الظلم له ، والمحفز الأول على الانحراف
لا سمح الله ، كما أن الانشغال عن
فلذات الأكباد من النوافذ الشرسة التي تؤثر
على سلوك الطفل ، وكذلك التعامل معه بالعنف
والغلظة ، وتعنيفه أمام الآخرين ، والاهتمام والمتابعة
وإسداء الحنان والتوجيه المستمر ، والبعد عن المبالغة في
التدليل ، وعدم تلبية كل طلبات الطفل دون حدود ، والتوضيح
له عن أسباب الرفض إن وجد ، وعدم الكذب عليه ، أو على الغير ،
لأن المربي هو القدوة لمن يربي ، فضلا عن أمره بالكذب وهذا أشد تأثيرا
على سلوكه ، وانطباعاته ، والحرص على متابعته في أداء الصلاة عندما يصل
لمرحلة الأمر بأدائها ، وتحبيبه في كل خير ، وتعريفه بثوابت الإسـلام ، لكي ينشأ
نشأة محمودة حسنة ، تعينه على الحياة الكريمة ، وبذلك يكـون المربي قـد قام بواجبه
، مع الدعـاء للأبناء والإكـثار من الدعاء لهـم ، والابتعاد عن الدعاء عليهم مهما يشتد
غضب المربي ، لأن دعاء الوالدين من الدعاء المستجاب ، مع الرفـق والحـزم في نفـس
الوقت ، وانشغـال الأم عن البيت والأبناء من المشاكل الحديثة . مع الرجاء بأن تقلص
ساعات عمل الأم إلى أربع سـاعات فقـط ، لتوفير ما تبقى من جهـدها للبيت والتربية
المنزلية ، وإضفاء روحها في بيتها يعطيه دفئا ، وأناقة ، وحميمية ، يفتقدها بيت
الأم العاملة ، لأنها تأتيه منهكة القوى ، تحتاج للراحة ، ولم يتبقى لديها أي جهد
لبيت ولا لزوج ولا لأبناء ، فتكون النتيجة أن الزوج غير راض ، والأبناء
فوضويون تربية خدم ، وهذا ولا شك فيه هدم لقيم ، وانتشار السلوكيات
البشعة ، والانحرافات الحادة ، كفانا الله وإياكم كل الشرور .