بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه....
اما بعد ...
فهذه بضعة سطور اشارككم بها بهدف الاجابة على السؤال التالي:
هل الخيل العربية الأصيلة احق بالاهتمام و الدعم من ما دونها من الانواع الاخرى من مختلف السلالات ؟
و أتمنى ان يمن الله علي بالتوفيق في ايصال هذه الرسالة التي لربما كانت المحرك الأساسي لانشاء هذا الموقع اواخر العام 2001م ...
اخواني الكرام ....
لا يساورني ادنى شك ان من لديه سابق بحث في تاريخ الخيل العتاق في الثقافة و الحضارة الاسلامية ،
سيجد ان للخيل العتاق منزلة عظيمة تفوق بكثير ما دونها من الخيل...
فكل عاشق و هاوي للخيل لابد و ان مر على هذا الحديث الشريف:
عن عروة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سليم: الخيل معقود في نواصيها الخير ، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة (صحيح البخاري) .
وقال ابن عبد البر:
فيه اشارة الى تفضيل الخيل على غيرها من الدواب، لانه لم يات عنه صلى الله عليه وسلم في شيء غيرها مثل هذا القول،
وفي النسائي عن انس بن مالك " لم يكن شيء احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل.
كما ورد عن الأشجعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بفرس فقام إليه فمسح وجهه وعينيه ومنخريه بكم قميصه ، فقيل:
يا رسول الله تمسح بكم قميصك ؟
قال : إن جبريل عاتبني في الخيل. ( أبو داود)حديث صحيح مرسل - السلسلة الصحيحة (7/568).
و لكن هل المقصود بكلمة (الخيل) كل سلالات الخيل بجميع انواعها؟
انظر اخي الكريم الى هذا التكريم للخيل من حبيبنا و قدوتنا و رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم.
فمما لاشك فيه أن لهذه الآثار دلائل و اضحة على تكريم الخيل العربية في ثقافتنا الاسلامية و العربية.
كما ان ثقافتنا لم تنس امر الترفيه و ماله من اثر قوي في تقوية الصحة الجسدية و النفسية للفرد المسلم.
فقد رخص الشارع الحكيم للمؤمن بالترفيه بل و حث عليه. و اذا ما راجعنا ما ورد في موروثنا الديني في مجال الترفيه المباح
لوجدنا مايسر الخاطر و يبهج النفس.
و لننظر هنا الى هذا الاثر العظيم، عن عطاء بن أبي رباح قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (كــل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لغو و لهو أو سهو إلا من أربع خصال :
مشي الرجل بين غرضين ، وتأديبه فرسـه ، و ملاعبته أهله ، و تعلم السباحة. إسناده صحيح -(السلسلة الصحيحة).
نجد ان تأديب الفرس من الامور الترفيهة المحموده و التي قد يثاب عليها الفرد ان احتسبها بنية حسنة.
اما في مجال الفروسية، فقد اقترنت في ثقافتنا الاسلامية بمعاني الشجاعة و الاقدام ...
و قدوتنا في ذلك رسولنا الكريم حيث كان صلى الله عليه و سلم فارسا عظيما و كان اشجع الناس، فعن أنس بن مالك قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة فانطلق الناس قبل الصوت
فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول:
لن تراعوا لن تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج وفي عنقه السيف فقال لقد وجدته بحرا أو إنه لبحر. (صحيح ابن ماجه).
اما
ماآلت اليه الامور في وقتنا الحاضر من اهتمام كبير بالخيل الهجينه او بلغة
العرب (البراذين- مفردها برذون) فهو مما يؤسف عليه (و لا اظنه إلا اتباعا
لسسن من كان قبلنا).
فهلا تعاملنا مع تلك السلالات الهجينة بنفس
الطريقة التي تعاطى بها أوائل الصحابة عندما اتسعت رقعة الاسلام و دخلت
الديار الأعجمية تحت راية الدولة الاسلامية الأولي؟
فلو كان كذلك لوجدنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب برذونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا
فنزل عنه وقال ما حملتوني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.( إسناده صحيح(ابن كثير))
وعن قيس بن أبي حازم قال: و لما قدم عمر بن الخطاب رضي الله الشام استقبله الناس وهو على بعيره ، فقالوا :
يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم ، فقال عمر:
ألا أريكم ههنا ، إنما الأمر من ههنا، فأشار بيده إلى السماء. (إسناده صحيح على شرط الشيخين).
كما نسب الى عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله ؛ شرط عليهم :
أن لا تركبوا برذونا ، ولا تأكلوا نقيا ، ولا تلبسوا رقيقا ، ولا تغلقوا
أبوابكم دون حوائج الناس ، فإن فعلتم شيئا من ذلك ؛ فقد حلت بكم العقوبة ،
ثم يشيعهم.
كما انه نسب الى اوائل الفقها في الشام انهم افتوا بأن لا سهم للبرذون إلا أن يكون مقارباً للفرس ويستدلون في ذلك بما روي:
أن
أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر رضي الله عنه: أما بعد فأنا أصبنا من خيل
القوم خيلاً دكاً عراضاً فما يرى أمير المؤمنين في إسهامها؟
فكتب إليه: إن ذلك يسمى البراذين فانظر فما كان منها مقارباً للخيل فأسهمها سهماً وألغ ما سواها.
(انظر اخي الكريم الى استخدام لفظ الخيل هنا ، الخيل عند العربي هو الخيل الأصيل و الله اعلم ، قس ذلك على ما سبق من تفضيل)
فسبحان الله حتى البراذين تكرم بحسب قرب اوصافها من ((( الخيل )))
وهكذا روي عن عمر بن عبد العزيز فإنه قال لعامله: فإن كان برذونا رائع الجري والمنظر فأسهم له ولا تسهم لما سوى ذلك.
وأتى خالد بن الوليد رضي الله عنه بهجين فقال: لئن أستف التراب أحب إلي من أن أقسم له.
في الختام اسأل الله ان يبارك لنا في خيلنا العتيقة الأصيلة و ان يحبب فيها اهلها ليجلوها و ينزلوها حق منزلتها.
و بقى هذا المقال مسألة أقول فيها برأيي فان يكن صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمنى ومن الشيطان.
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين.
جمعه و أعده الفقير الى الله
ياسر بن عبداللطيف العرفج العنزي
المؤسس و المشرف العام على شبكة الخيل العربية الأصيلة
موضوع: لخيل العربية الأصيلة احق بالإهتمام ! 
11/1/2012, 11:49
