غريبة تلك الدنيا التي لا تهبك ما تريد وعندما تعطيك تقل بأصلك وتتمنى المزيد وحكايتي اليوم مع الأسطى كاوتش الميكانيكي الذي استغنى عن
سيارته الفارهة وركب الثورة ومش عاجبه حد ورغم انه وقت الثورة كان بيحشش مع اصحابه واستيقظ بعدها وقال له ابنه شكمان على اللي
حصل الا انه لم يصدق حتى رأى الدبابات في الشارع وصمم بسخافة متناهية على ان يتصور على إحداها ويعلقها على ورشته التي اسماها
ورشة الثورة...وساقني القدر امس للاسف للقاؤه ودار بيننا هذا الحوار.
الأسطى كاوتش : عاجبك يا هندزة اللي بيحصل في مصر ده ..يموتوا الناس في بورسعيد في الكورة ، لازم بتاع الداخلية والجنزوري
نعدمهم والمجلس العسكري نوقعه وكله حيبقى تمام .
كدت اموت غيظا من كلمات هذا الجاهل : طيب ومين يا أسطى كاوتش اللي حيمسك البلد؟
الاسطى كاوتش : الناس اللي في التحرير او في مصطفى محمود او في العباسية.
الجواد البري : وممكن كمان اللي في العتبة.
الاسطى كاوتش: اي ميدان يا باشا على عيني وعلى راسي.
الجواد البري : طيب ومجلس الشعب مش عاوز تحله كمان؟!!!
الاسطى كاوتش : انا مكسوف لهم يا باشا والله يعني لازم الحكومة تجيبلهم امواس حلاقة عشان الدول التانية اللي بتتفرج عليهم ما يصحش
يعني.
الجواد البري : بص يا شكمان علشان افهمك حاجة لم نكن نحلم بثورة وعندما جاءت انقلبنا حتى على انفسنا وتتبعنا نظرية المؤامرة
كاوتش : صح فيه مؤامرة..انت اللي قلت.
الجواد البري مزمجرا :اخرس خالص ..وأصبح امثالك لا يحترمون كبيرا او صغيراً ولاول مرة تحظى بمجلس شعب محترم ومع
ذلك لا يعجبك شكله واعتقد انك لو دخلت الحمام ولم تجد مياه ستلعن ايضا في الحكومة والداخلية والمجلس العسكري.
كاوتش : حقي اني اثور امال انا عامل الثورة ليه؟
الجواد البري باسماً : نفترض يا ثوري انك عامل الثورة يبقى تهدى ، الناس مش لاقية تاكل وانت كل شوية تلم شوية صيع وتقطع بيهم طريق.
كاوتش:ما حدش بييجي الا بالنفخ.
الجواد البري : تقصد بالضغط يا كاوتش.
كاوتش : كل واحد وعلامه يا باشا
الجواد البري : يبقى علشان كده نراعي ربنا في بلدنا ونبطل اشاعات ونتكلم فقط بما نعلم ونصبر شوية لأن الصبر مفتاح ايه؟
كاوتش : مفتاح 18 يا باشا
وينطلق الجواد البري ساخطاَ على بشر فقدوا احترامهم لانفسهم وللاخرين ففقدوا ايمانهم بوطنهم ووجدوا في سياسة التشكيك ملاذا لهم وللاخرين
يطالبون بوزارة ولا يصبروا ليروا انجازاتها فيطالبوا بأخرى ويطالبون بمجلس شعب وينتخبوه ثم يعلنوا مخاوفهم ويطالبوا بحله وهكذا ندعو
الله لهم الهداية ولبلدنا الخير والسداد.