بدء محاكمة 76 متهماً في "جمعة تصحيح المسار".. أمام الطوارئ
الدفاع: نطالب بسماع شهادة سفير إسرائيل السابقكتب محمد الطوخي:بدأت أمس محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالتجمع الخامس أولي جلسات محاكمة 76 متهماً في أحداث الاعتداء علي السفارة السعودية ومحاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة بالقوة والاعتداء علي السلطة العامة. وذلك في الأحداث التي وقعت في جمعة تصحيح المسار.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار نور الدين يوسف عبدالقادر وعضوية المستشارين أحمد عبدالعزيز قتلان وعبدالناصر أبوالوفا سحلي بامانة سر محمد عبدالعزيز وأيمن القاضي.
بدأت وقائع الجلسة في الرابعة عصراً بايداع المتهمين قفص الاتهام في حراسة أمنية مشددة باشراف اللواءات أحمد عبدالباقي نائب مدير أمن القاهرة نبيل العشري نائب مدير شرطة النجدة وأحمد رشوان مدير إدارة الترحيلات والعقيد أحمد طرخان مفتش المباحث والنقيب حسام الضبع وبدأ فتح باب القاعة لدخول المحامين والصحفيين وأهالي المتهمين وعندما حاول الأمن تنظيم دخول القاعة حدثت مشادات بينهم لمنع دخولهم مما اضطر الأهالي لترديد الهتافات أمام باب القاعة "دخلونا دخلونا" "الصحافة فين" وبعدها قام الأمن بادخال بعض الامهات والاباء كبار السن. وفور رؤيتهم أبناءهم ظلوا ينادون عليهم والدموع تزرف من اعينهم. بينما وقف المتهمون يبكون من داخل القفص.
تبين أن من بين المتهمين 30 محبوساً و30 متهماً هارباً و16 متهماً مخلي سبيلهم لكونهم طلبة واعتلاء.
تلا ممثل النيابة قرار الاتهام والذي جاء في 14 ورقة تضمنت اسماء المتهمين والتهم الموجهة اليهم بالتجمهر واستعمال العنف مع موظفين عموميين والتعدي علي ضباط وأفراد الشرطة بالقوة والاعتداء علي البعثات الدبلوماسية ومحاولة احتلال مبني مديرية أمن الجيزة وتخريب أملاك عامة. واشعال النيران عمداً في منشآت معدة للنقل العام لغرض إرهابي والاتلاف. وحيازة واحراز أسلحة بيضاء بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام. بينما وجهت النيابة لضابط الشرطة السابق عمر عفيفي تهمة التحريض مع باقي المتهمين علي ارتكاب تلك الجرائم بقيامه ببث عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" عبارات ومشاهد مسجلة يدعوا خلالها المواطنين إلي التجمهر وحمل اسلحة بيضاء بغرض ارتكاب جرائم الاعتداء علي السلطة العامة ومقاومتهم بالقوة والعنف حتي وقعت تلك الجرائم. وطالبت النيابة بتوقيع اقصي عقوبة علي المتهمين.
اكتظت قاعة المحكمة بحضور عدد كبير من المحامين عن المتهمين وعن المنظمات الحقوقية ومنها مركز النديم وهشام مبارك ومركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كما شكلت لجنة الحريات بنقابة المحامين هيئة للدفاع عن المتهمين مكونة من 12 محامياً.
طالب محامو المتهمين تأجيل القضية للاطلاع والاستعداد وفض احراز القضية وضم كل القضايا العسكرية التي نظرت أمام القضاء العسكري في ذات الموضوع ضد المتهمين الآخرين واخلاء سبيل المتهمين لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي ومناقشة شهود الاثبات ومشاهدة الاسطوانات المدمجة الموجود بالقضية والمدون عليها الأحداث التي وقعت من 31 مايو حتي 10 ديسمبر الماضي. كما طلب عثمان الحفناوي المحامي احالة 9 متهمين في القضية إلي محكمة الأحداث لكون سنهم لا يتجاوز 18 عاماً باعتبار أن محكمة الأحداث هي المختصة بنظرها وهم حامد رزق "17 سنة" عامل ومحمد عبدالرحمن "17 سنة" عامل وكريم علي "18 سنة" محبوسين والمفرج عنهم قرني السيد 15 سنة عامل وعلي محمد 16 سنة طالب وإسماعيل علي 16 سنه طالب بالاعدادية وأحمد سمير 17 سنة طالب والهاربين حسين صابر 16 سنه وشريف نبيل 17 سنة مدعياً أن هؤلاء المتهمين كانوا يقوموا بالتعبير عن غضبهم جراء مقتل الجنود الخمس المصريين علي الحدود المصرية الإسرائيلية ولعدم وجود صلة تربطهم بالمتهم الهارب عمر عفيفي أو اتصالهم به عن طريق شبكة المعلومات الدولية بأي من اشكالها ولاقامته بأمريكا وخاصة لأن معظم هؤلاء المتهمين عمال وأميين ولا يمكنهم التواصل عبر الإنترنت ولعدم قيامهم بارتكاب ثمة جرائم ضد السفارة السعودية أو مديرية أمن الجيزة. وطلب محامي المتهمين محمد الجندي من الأول حتي الحادي عشر عدا السابع استدعاء السفير السابق للسفارة الإسرائيلية شالوم كوهين لسؤاله عن تصريحات رئيس الوزراء ايهود باراك من انه لم يقدم اعتذاراً عن مقتل الجنود المصريين واستدعاء السفير الحالي اسحاق ليفانوم عما تم من إجراءات مع كل من باروخ كولد شتاين وكذا العقيد رونين رفيف وكوبي بين يوسف ورفيف دوري ودوب ستلمان والكونوليون نائيل كليغي وايهود باراك واسحاق رابين وذلك بشأن المذبحة التي تمت داخل المسجد الابراهيمي يوم الجمعة 15 رمضان عام 1994 اثناء تأدية المصلين الصائمين لصلاة الفجر واستشهاد 29 مصلياً داخل المسجد و31 خارج المسجد ومئات الجرحي وكذلك الاستعلام من السفارة الإسرائيلية عن الإجراءات التي اتخذت ضد الوحدة 101 "جيش شارون الخاص" والتي دمجت مع كتيبة المظليين والتي ترأسها شارون نحو جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها وما اتخذ حيالهم بشأن حوادث القتل هذه وكذلك الاستعلام من السفارة الإسرائيلية عما تم مع الكونيليون رفائيل اتان رئيس اركان الجيش الإسرائيلي اثناء غزو لبنان عام 1982 وكذلك ارتكابه لمذابح جماعية وطلب اخلاء سبيل المتهمين وذلك لعدم وجود أي دليل مادي أو شاهد رؤية محدد ضد المتهمين ولكون المظاهرة التي تمت أمام السفارة الإسرائيلية كانت مظاهرة مشروعة نتيجة القتل المتعمد من جانب إسرائيل للجنود المصريين وفق تقرير قوات المراقبة الدولية التي رصدت مخالفات إسرائيل تجاه مصر من اجتيازها للحدود المصرية واطلاق الرصاص علي الجانب المصري عند النقطة 79 بمنطقة النقب وسط سيناء وكذلك لتقرير النيابة العامة التي انتقلت عبر الأحداث واثبتت أن نوع المقذوف الذي وجد في جسد المجني عليهم الشهداء المصريين هو من النوع الذي ينفجر داخل الجسم مما يثبت تعمد القتل من الجانب الإسرائيلي ومن جهة أخري فإن مرتكبي اعمال الشغب والاعتداء علي مديرية الأمن والسفارة السعودية ما زالوا هاربين ويقومون بارتكاب العديد من الحوداث المماثلة ولا يخفي ما تم في الأحداث الأخيرة لمحمد محمود وقصر العيني ومجلس الوزراء والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلي أن مرتكبي كل تلك الأحداث أشخاص يعملون لمصلحة الموساد الإسرائيلي الهادف لضرب الاستقرار في مصر وليس من بين المتهمين المصريين من يقبل بهذه الافعال الإجرامية بالإضافة إلي أن بعض المتهمين من الأحداث. وحيث إن المعروف بالإرهاب هو الموساد الإسرائيلي والجيش الصهيوني الذي ذبح الأطفال في مدرسة بحر البقر وصبرا وشتيلا وقتل 8 آلاف و228 من الجنود المصريين في حرب 1973 واصاب 19 ألفاً و549 مصرياً كما قتل أيضاً 21 ألف جندي وضابط مصري في حرب 1967 وقتل أيضاً ثلاث آلاف في حرب 1956 بجانب عشرات آلاف من المصابين وكان جزاؤهم من حكومتهم ورؤسائهم هو التهنئة بهذه الافعال كما جاء علي لسان شارون قائلاً: "إني اهنئكم فقد قمتم بعمل جديد ورائع".
خارج القاعة
في الثامنة صباحاً احتشد عدد كبير من أسر المتهمين وانطلقت الصرخات والبكاء الهستيري من أمهات وشقيقات المتهمين وسقط بعضهن مغشياً عليهن ولحظة وصول سيارة الترحيلات التي تقل المتهمين من محبلسهم بسجن طرة اندفع أهاليهم علي السيارات يصرخون علي أبناءهم لمؤازرتهم وظلوا يهتفون مرددين "يسقط يسقط حكم العسكر.. دمك ثابت ياحرية دول ثوار مش بلطجية.. قالوا علينا بلطجية وأحنا شباب جامعية.. شمال.. يمين.. خرجوا المظلومين.. مهما يقولوا شرق وغرب احنا نقول استرنا يارب.. هما معاهم ضرب النار واحنا معانا الله الجبار.. قالوا عدالة وقالوا قانون حبسوا ولادنا في السجون.. مجلس أعلي يامجلس أعلي صوت الثورة أعلي وأعلي.
ووسط الزحام وقفت الأم المكلومة تبكي علي ما وصل اليه حال ابنها الجامعي حاملة صورة ابنها والدموع تزرف من عينيها بينما وقفت إلي جوارها والدة المتهم أحمد حسن حاملة صورة كبيرة لابنها المحبوس وبجواره 20 صورة أخري له تظهر آثار التعذيب التي تعرض لها مشيرة إلي أن ابنها يعمل موظفاً بمحافظة القاهرة ويشهد له الجميع من اصدقائه وزملائه بالعمل بحسن خلقه والذين حضروا لمساندته.