- فرهاد كتب:
- قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح
تحيتى لك .أ.فرهاد
قرأت القاعده فى موضوعك وقمت بعرضها للمناقشه
مع .د. جمال حسين دكتوراه فى الشريعه والقانون
لتفسيرها وربطها من خلال الأحداث الجاريه فى مصر
وهل هناك مواقف مماثله فى الماضى وماذا كان يفعل السلف
فى تناول تلك المواقف وطرق حلها فأجاب بالتالى...... (( المصالح والمفاسد ))
قاعدة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " هذه قاعدة فقهية استنبطها الفقهاء من الأدلة الشرعية . وهى قاعدة في غاية الأهمية ، وخاصة في هذا العصر الذي جدت فيه أمور من ثورات وغيره ، أطاحت بكل متكبر جبار .
وتحت هذه القاعدة أمثلة عديدة وغفيرة جداً ، لكن لعدم الإطالة نختصر القول ، فنقول : ـ
حرمة السب : ـ ورد في الصحيح أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ملعون من سب والديه " قالوا : يا رسول الله وكيف يسب الرجل والديه قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ويسب أمه " .
وعليه : أرى أنه على مسئولي مصر وشعبها التحلي بالحكمة والتريث ، والصبر ، في معاملة الدول الأجنبية ، وعدم إشهار سيف ، أو مجرد السب لهم ، فإن مصر مجروحة جرح عميق ينزف من كل الجوانب ، فأرى أن تصدير الغاز لإسرائيل وتطبيع العلاقات والالتزام بالمعاهدات ، في هذه الآونة الأخيرة مباحاً شرعاً درءاً ، وسداً لفتنة الهجوم على مصر والمعاداة لها ، وقد تحتل سيناء . إن جمال عبد الناصر حين أمم القناة ـ وإن كان هذا حقنا ـ احتلت سيناء في 5 يونيه 67 من جراء هذا . إذن صحيح أن " جمال " أمم القناة لكن المفسدة كانت أكبر ، وإن عادت على البلاد بالخير بعد ذلك ، وإن كانت قد ألجمت مصر باتفاقيات إلى الآن !! .
ولمصلحة البلاد سنمهل المجلس العسكري ولا نسبهم لحين انتخابات الرئاسة لترك السلطة ، وتسليمها للمدنيين ، فلنصبر ، وإن غداً لقريب !! . وعلى المحاكم سرعة الفصل في قضايا الفساد ؛ سداً لذريعة مشاغبات الشعب وأسر شهداء 25 من يناير
فرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ حين يقول : لا يسب الرجل أبا الرجل ، كان هذا لعدم أن يسب الرجل أباك كما سببت أنت أباه هو . قمة الأدب في دين الله ـ عز زجل ـ في سد الذرائع .
النهى عن هدم الأصنام : ـ إن الله ـ تعالى ـ نهى عن سب الأصنام ؛ لأن في هذا ذريعة على أن يسب أعداء الإسلام رب العباد، فقال " ولا تسبوا الذين يدعون من دون اللــه ، فيسبــوا اللـــه عدواً بغيــر علـــم ."
نتعلم من هذا الحديث أن على الإسلاميين في هذا العصر ، ألا يفتوا بعدم حل السياحة وزيارة التماثيل ، ولا بحرمة الأفلام الهابطة ؛ ولا بحرمة البورصة ؛ وذلك سداً لذريعة المشاكل بين فئات الشعب ؛ وذلك لأننا في أشد الحاجة حالياً إلى التماسك والترابط ، والاعتصام بحبل الله المتين . فرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم نهى عن مجرد السب ، للأصنام ، فما بالك بالتحطيم لها في هذا العصر ، ونحن في بداية بناء دولة جديدة . ولا ننس أن دعوة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ استمرت ثلاث وعشرين سنة ، ثلاث عشرة بمكة ، وعشر سنوات بالمدينة . فالإسلام أصبح اليوم هكذا ، نحن اليوم في حكم بداية دعوة ! .
إن ما يفعله صبية مصر من سب وقتل وحرق ، ودمار ، وإشعال لنار الفتنة إنما هو مخالف لدين الله ، ومن قتل منهم ، فليس بشهيد ، لأنهم لو عقلوا لتريثوا وتمهلوا لمصلحة البلاد العليا ، وما فعلوا ما فعلوه ؛ سداً لذريعة الوصاية الدولية على مصر وتدمير البلاد.. إذن كان لهم أن يعلموا أن مصلحة البلاد مقدمة على غضبهم الباهت ، والذي على غير أساس . انظر كيف نهى رب العزة المؤمنين بعدم سب الأصنام ؛ حتى لا يكون هذا ذريعة لسب الله . لذا قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لعائشة أم المؤمنين (لولا أن قومك حديثو عهــد بجاهلية أو قال بكفر، أو قال بشرك – لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ، ولجعلت بابها بالأرض ولدخلت فيها من الحِجر ) فكان بوسعه ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يفعل ما قال ، ويهدم الأصنام لكنه لم يفعل ؛ لعلة أن قومها حديثو عهد بجاهلية ، مما ينجم عنه التشاجر والعداء ، وهو رسول ويوحى إليه وقال هذا ، فما بالنا نحن !! .
ولذا قال الله ـ جل جلاله ـ : " كذلك زينا لكل أمة عملهم " أي وكما زينا لهؤلاء القوم حب أصنامهم , والمحاماة لها والانتصار, كذلك زينا لكل أمة من الأمم الخالية على الضلال عملهم الذي كانوا فيه .
ولا يظن البعض أنني أبيح الحرام ، وأجرم الحلال .. كلا ! كل هذا أفتيت به لحين استقرار البلاد ، فقد أوقف الفاروق عمر حد السرقة في عام المجاعة ، سنة 18هـ ، فمن أخذ من أخيه شيئاً دون علمه فلا حد عليه ، إلى أن زالت المجاعة ، فالحد إذن !.
و أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له ـ عليه السلام ـ ما وراءك قال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال فكيف تجد قلبك قال مطمئناً بالإيمان قال فان عادوا فعد "" أي إن عادوا إلى تعذيبك وأمروك بسبي ، فافعل ، ولا ضير طالما أن قلبك مطمئن بالإيمان . سداً لذريعة التعذيب .
والحديث يحتاج لبحث مطول لكن سداً لذريعة الملل ، والسآمة لدى القارئ ، فضلت الاكتفاء بهذا القدر .
أرجوا أن يكون التوضيح مفيد أحببت أن
اشركك فى ثمره موضوعك وعذرا للأطاله
تقبل شكرى وتقديرى