( الأسلوب )
الأسلوب في اللغة يعني الطريق، والوجهُ، والـمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم
في أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِـيبَ.
والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ
فيه.
والأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول
أَي أَفانِـينَ منه. المصدر لسان العرب باب ( سلب ).
و في الاصطلاح: هو طريقة
الكاتب في إيصال فكرته إلى القارئ.
وإيصال الفكرة إلى القارئ يكون بإحدى طريقتين
باعتبار التجربة هما:
1. الطريقة الذاتية ( الأسلوب الذاتي ).
2. الطريقة
الموضوعية ( الأسلوب الموضوعي ).
أولاً الأسلوب الذاتي:
و من أهم مميزات هذا
الأسلوب في الكتابة الآتي:
§ استخدام ضمائر التكلم كـ ( أنا ، و تاء الفاعل ، و
نا الفاعلين ، و نحن ).
§ الحديث عن تجربة شخصية مر بها الكاتب.
§ يكون
الكاتب محور حرفه فلا وجود لغيره فيه، و لذا سمي هذا الأسلوب بالذاتي.
ثانياً
الأسلوب الموضوعي:
و من أهم مميزات هذا الأسلوب في الكتابة الآتي:
§ استخدام
ضمائر الغائب كـ ( هو ، هي ، هم ، أنت ، أنتم .... الخ )، و الابتعاد عن استخدام
ضمائر التكلم تماماً.
§ الحديث عن تجربة عامة مر بها غيره من البشر، أو الحديث
عن قضية إنسانية.
§ لا يكون الكاتب محور حرفه فلا وجود إلا لغيره، يعبر بلسانهم
عما مر به غيره.
مثال الأسلوب الذاتي في الكاتبة:
خرجتُ من البيت إلى عملي
صباحاً، فإذا بي أرى عجوزاً لا تستطيع الوقوف فقد أعياها التعب، دنوت منها قائلاً:
ما أصابك ؟؟
قالتْ: أعياني الزمن، و لا أحد لي أتكئ عليه عكازاً في شيخوختي
هذه.
فقلتُ لها: لا عليك يا خالتي، فالفضيلة لم تمت بعد في قلوب الناس.
اتكئ
علي و سأوصلك إلى حيثما تريدين.
فقالت: بارك الله فيك يا ولدي، فإنما أردت أن
أختبرك فحسب ؛ امضِ في طريقك ميسراً لك.
مثال الأسلوب الموضوعي فيها:
خرج من
بيته إلى عمله صباحاً، فإذا به يرى عجوزاً لا تستطيع الوقوف، فقد أعياها
التعب.
دنا منها قائلاً لها: ما أصابك ؟؟
قالتْ له: أعياني الزمن، و لا أحد
لي أتكئُ عليه عكازاً في شيخوختي هذه.
فقال لها: لا عليك يا خالتي، فالفضيلة لم
تمت بعد في قلوب الناس، اتكئ علي و سأوصلك إلى حيثما تريدين.
فقالتْ له: بارك
الله فيك يا ولدي، فإنما أردتُ أن أختبرك فحسب؛ أمضِ في طريقك ميسراً لك.
و من
المثالين السابقين يتضح لك الفرق بينهما.
و هناك ثلاث طرائق لإيصال الفكرة إلى
القارئ و لكن باعتبار مميزات الأسلوب هي:
1. الطريقة العلمية ( الأسلوب العلمي
).
2. الطريقة الأدبية ( الأسلوب الأدبي ).
3. الطريقة العلمية المتأدبة (
الأسلوب العلمي المتأدب ).
و لكلٍ من هذه الطرائق مميزاته الخاصة، نوضحها على
النحو الآتي:
أولاً الأسلوب العلمي:
و من أهم مميزاته و سماته الآتي:
§
خلوه من العاطفة و الوجدان.
§ الاعتماد على الحقائق العلمية في عرض الفكرة.
§
الابتعاد عن الصور البلاغية.
§ مخاطبة العقل.
§ الغرض منه إثبات الحقائق
بتقديم الأدلة عليها.
ثانياً الأسلوب الأدبي:
و من أهم مميزاته و سماته
الآتي:
§ مليء بالعاطفة و الوجدان.
§ خلوه تماماً من الحقائق العلمية في عرض
الفكرة.
§ الاعتماد على الصور البيانية، و المحسنات البديعية في عرض
الفكرة.
§ مخاطبة القلب.
§ الغرض منه الإمتاع.
ثالثاً الأسلوب العلمي
المتأدب:
و من أهم مميزاته فهي الجمع بين مميزات الأسلوب العلمي و الأدبي في عرض
الفكرة.
الأمثلة على ذلك:
مثال الأسلوب العلمي:
الأرض الكوكب الثالث في
مجموعتنا الشمسية، و هو يدور حول نفسه كل أربعة و عشرين ساعة، و حول الشمس كل أثني
عشر شهراً.
و إلى الآن لم يثبت أحد من العلماء أن هناك حياة في غيره.
مثال
الأسلوب الأدبي:
الأرض أمي التي أرضعتني من مائها، و هي ما تزال تحملني في بطنها
جنيناً، و لا تفرق بيني و بين بني جلدتي فكلنا أبناؤها، نتلون بلون أدميها، فهي
تعطي بلا أخذ بالرغم من جحودنا فلله ذرها، كم أنت جميلة أيتها الأرض و كم نحن تعساء
لولاك.
مثال الأسلوب العلمي المتأدب:
الأرض ذلك الكوكب الثالث في مجموعتنا
الشمسية هي كالأم لنا نحن بني البشر، لها حياة تحياها، فهي تدور حول نفسها كل يوم
مرة و حول الشمس كل سنة مرة لترعانا بما على أديمها من الماء و الشجر و الحجر و ما
في بطنها مما أودعه الله سبحانه فيها، فهي لا تعطي إلا بالعمل و العلم و لا نصيب
فيها لمن آثر الجهل و الكسل.
و مما تقدم يتضح الفرق بين أنواع الأسلوب باعتبار
مميزاته.
و الأسلوب بلاغياً ينقسم إلى قسمين هما:
1. الأسلوب الخبري.
2.
الأسلوب الإنشائي.
تعريف الخبر:
الخبر ما يصحّ أن يقال لقائله إنه صادق فيه
أو كاذب. فإن كان الكلام مطابقاً للواقع، كان قائله صادقاً. وإن كان غيرَ مطابق له،
كان قائله كاذباً.
أغراض الخبر:
و الخبر إما أنْ يكون حقيقياً أو
بلاغياً.
أغراض الخبر الحقيقي:
أ- إفادة المخاطب الحكمَ الذي تضمنته الجملة.
ويُسمى ذلك الحكمُ فائدةَ الخبر.
ب- إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم.
ويُسمى ذلك لازمَ الفائدة.
أغراض الخبر البلاغي:
• الاسترحام.
• إظهار
الضعف.
• إظهار التحسر.
• الفخر.
• الحث على السعي والْجِدّ.
أنواع
الخبر و أضربه باعتبار المخاطَب:
للخبر أضربٌ ثلاثة باعتبار المخاطَب هي:
§
الخبر الابتدائي: و يكون المخاطَب خالي الذهن من الحكم، وفي هذه الحال يلقى إليه
الخبر خالياً من التوكيد. كقولك: الجو حار.
§ الخبر الطلبي: و يكون المخاطب
متردداً في الحكم طالباً أن يصل إلى اليقين في معرفته، وفي هذه الحال يحسن توكيده
له، ليتمكن من نفسه. كقولك: إنَّ الجوَّ حارٌ.
§ الخبر الإنكار: و يكون المخاطب
منكراً له, وفي هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر بمؤكِّد أو أكثرَ، على حسب إنكاره قوةً
وضعفاً كقولك: إنَّ الجو لحارٌ.
تعريف الإنشاء:
الإنشاء ما لا يصح أن يقال
لقائله إنه صادق فيه أو كاذب.
أنواع الإنشاء:
v طلبي.
v غير
طلبي.
تعريف الإنشاء الطلبي:
هو ما يستدعي مطلوباً غيرَ حاصل وقتَ
الطلب.
ويكون بالأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
v الأمر مثل: قم
ْ، إحساناً.
v النهي مثل : لا تأكل .
v النداء مثل: يا محمد، أمتي.
v
الاستفهام مثل : كم الساعة ؟
v التمني مثل : ليت الشباب يعود يوما ً .
تعريف
الإنشاء غير الطلبي: ما لا يستدعي مطلوباً.
صيغ الإنشاء غير الطلبي:
§
التعجب.
§ ال المدح.
§ الذمّ.
§ القسم.
§ أفعال الرجاء.
§ وكذلك
صيغ العقود.