وهذه قصة حقيقية أخرى
أورد اهل السير عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أنه فقد درعه, فأخذه يهودي فمر علي فوجد درعه مع اليهودي , فأمسك اليهودي من تلابيبه وقال: درعي يا يهودي!
وعلي في ذلك الوقت أمير المؤمنين خليفة المسلمين من شرق الأرض إلى غربها, وبإمكانه أن يدعو الجنود
فيضربوا هذا اليهودي حتى لا يدري أين الشرق من الغرب! ويأخذ الدرع منه
لكن الأمر شورى, والخلافة بيعة, والحقوق قضاء
فقال اليهودي: ليس بدرعك
فقال علي: بل درعي والله
ثم قال: أتحاكم أنا وأنت
قال: أنا الخليفة
قال: أنت تحكم لنفسك, لكن أريد غيرك
فذهبوا إلى شريح القاضي, وهوأحد قضاة علي-رضي الله عنه- فلما أتوا إليه قام القاضي شريح فرحب بعلي بن أبي طالب
فقال علي: لا ترحب بي؛ لأنني خصم, وما جئتك خليفة
قال شريح: اجلس هنا يا أمير لمؤمنين-في مكان بجانبه-.
قال علي: لا تجلسني هنا فإني خصم, إما أن تجلسنا معا في مكان واحد أو أجلسنا على الأرض في مكان واحد
فأجلس عليا بجانب اليهودي على الأرض
وجلس شريح على كرسي له, فقال: هل لك بينة يا أمير المؤمنين أن الدرع درعك؟
قال: نعم يشهد لي شاهد
قال: من شاهدك؟
قال: الحسن ابني
قال:أنت تعرف أن الإبن لا يشهد لأبيه
قال: ما عندي إذن
فحكم شريح بالدرع لليهودي!
فأخذه اليهودي فولى
ثم التفت وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , آمنت بهذا الدين الذي أجلسك يا أمير المؤمنين في مجلس معي, والله الذي لا إله إلا هو إن الدرع درعك, فأعطاه إياه , ودخل في الإسلام , وخرج مع علي يقاتل السراة بالنهروان فقتل-رحمه الله-.