الحقن داخل العين لعلاج تحلل مركز الإبصار
دعت ندوة علمية بالقاهرة، إلى ضرورة توجيه الاهتمام الكافي نحو مرض "تحلل مركز الإبصار مع التقدم بالسن".
وقالت الندوة إن هذا المرض الذي يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، قد يقود إلى فقدان البصر خلال أشهر قليلة، إذا لم يتلق المريض العلاج السليم وفي الوقت المناسب.
و استعرضت الندوة التي شارك فيها مجموعة كبيرة من أبرز العلماء وأساتذة الجامعات المصرية في مجال طب وجراحة العيون العلاجات والتقنيات المتاحة في عالم اليوم، للمساعدة في التعامل مع المرض، والتي تقوم بدور فعال ليس فقط في إيقاف تدهور حالة المريض، بل إلى تحسن ملحوظ في مستوى الإبصار بعد إتمام العلاج.
و كشف الدكتور إيهاب الريس أستاذ جراحة العيون بمعهد أبحاث العيون عن أن هناك ما يقارب من 3 ملايين شخص فى مصر من مرضى السكر معرضون للعمى وذلك من خلال الاصابة بمرض "تحلل شبكية العين" اى ما يعادل 40 % من مرضى السكر فى مصر.
وأضاف خلال المؤتمر الذى عقد تحت عنوان "أمراض شبكية العين الوقاية ممكنة"، والذى نظمته الجمعية المصرية لأمراض شبكية العين بمناسبة اليوم العالمى للإبصارأن هناك علاجا جديدا لمرض تحلل الإبصار وهذا العلاج بديل عن الليزر والذى استخدم لسنوات سابقة وهو الحقن داخل العين عن طريق حقن تكون آمنة على العين أكثر من عمليات الليزك مؤكداً على أن هذه التقنية آمنة تماماً وأكثر فاعلية نظراً لأن العقار يدخل مباشرة إلى داخل العين دون شعور المريض بأى ألم لوجود وسائل أمان كاملة عند الحقن .
واشار الى ان وصول مركز ابحاث العيون الى هذا العلاج الجديد يمثل طفرة بالنسبة لعلاج العيون سواء لمرضى السكر او الاعمار الكبيرة التى تعانى من أمراض الشيخوخة وضعف البصر والتى قد تصل الى العمى مؤكدا ان نسبة المخاطرة والآثار الجانبية للعلاج الجديد ضئيلة جداً .
يصيب المرض "مركز الإبصار"، الذي يعد أكثر مناطق الشبكية حساسية للرؤية وهو المسئول عن تحديد الرؤية المركزية التي تجعلنا قادرين على النظر وممارسة حياتنا اليومية سواء القراءة أو القيادة أو غيرها. وهناك نوعان من مرض "تحلل مركز الإبصار مع التقدم بالسن" وهما تحلل الإبصار الرطب -وهوالذي غالبا ما يؤدي إلى فقدان البصر ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم- أما النوع الثاني فهو تحلل الإبصار الجاف.
. وقال الدكتور هانى حمزة أستاذ طب وجراحة العيون بطب القصر العينى: الكثير من المصابين قد لا يشعرون حتى بأعراض المرض، حيث إنه لا يتسبب في الشعور بأي آلام، فيما يقوم بسرقة بصرهم بهدوء وبشكل متسارع، خاصة أن تأثر القدرة على الإبصار يكون محدودا، وربما غير ملحوظ في بداية المرض.
وان أعـراض هــذا المرض تظهر في صورة تشويش في الرؤية حيث تظهر الخطوط المستقيمة ممـوجة او معرجة مع صـعوبة في التمييز بين الوجوه. بالاضافة الى ظهور بعض البقع المظللة او المساحات الخالية في وسط مجال الابصـار مع انخفاض القدرة على التمييز بين الألوان.
كما طالب الدكتور هانى حمزة بضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات حازمة على المستوى القومي، تجاه انتشار المرض خاصة على صعيد نشر الوعي حول المرض من ناحية وكذلك حول العلاجات الحديثة المتاحة الآن في مصر من ناحية أخرى، وذلك للحد من حالات فقدان البصر. وقال إن تقنية "الحقن داخل العين" التي تعد إنجازا علميا هائلا، تقدم أملا متجددا للمرضى يمكنهم من الحفاظ على قدرتهم على الإبصار، حيث تمكن من المحافظة على مستوى الرؤية الحالي لدى المريض، بل وأيضا تحسينه لدى بعض المرضى. وأكد على أهمية الكشف المبكر، خاصة أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كانت النتائج المتوقعة من العلاج أفضل في المحافظة على الإبصار وإحراز تحسن نسبي في الرؤية.
من جانبه قال الدكتور/ صلاح الشرقاوى خبير اقتصاديات العلاج، إن تقنية الحقن داخل العين تعد أول علاج من نوعه يقود إلى تحسين القدرة على الإبصار وتطوير القدرة على التمتع بالحياة بشكل طبيعي، لدى مرضى تحلل الإبصار الرطب.
قال الدكتور عمرو نايل استشارى أمراض الشبكية: إن أعباء مرض تحلل الإبصار الرطب على حياة المريض، تتجاوز في خطورتها أعباء مرض السرطان والإيدز و
غيرها. فقد ذكر المرضى الذين شاركوا في تلك الدراسة، أن القدرة على الإبصار تمثل أهم قيمة في حياتهم. وأشارت الدراسة إلى أن التدهور الحاد في القدرة على الإبصار في حالات تحلل الإبصار الرطب يفقد المريض القدرة على الحياة باستقلالية ويجعله في احتياج للآخرين لقضاء احتياجاته اليومية مثل التسوق وعد النقود بل وحتى استخدام التليفون.
وترجع الإصابة بمرض تحلل الإبصار الرطب إلى نمو بعض الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي خلف شبكية العين، وتكون هذه الأوعية الدموية رقيقة وضعيفة مما يتسبب في حدوث نزيف وارتشاحات وأحياناً ندبات في الشبكية مما يؤثر على صحة الإبصار سواء للأشياء القريبة مثل قراءة الصحيفة أو الأشياء البعيدة مثل قراءة الأرقام على لوحات السيارات.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن 70% من المرضى الذين تم علاجهم عبر تقنية "الحقن داخل العين" قد تمتعوا بتحسن القدرة على الإبصار، وأن 90% منهم قد استمر في التحسن متواصلا لمدة عامين دون أي تراجع. ويبدأ العلاج بهذه التقنية عبر حقنة واحدة في الشهر لمدة ثلاثة أشهر متتالية، يعقبها فترة رعاية حيث يتم متابعة حالة الإبصار لدى المريض بشكل دقيق شهرياً.
وفي حين أن الفحص الدوري لقاع العين، وبدء العلاج مبكراً من أهم الوسائل الفعالة لمنع التدهور في حالات الإصابة بمرض تحلل مركز الإبصار، فقد أكد الأطباء خلال الندوة على مجموعة من العوامل التي تساهم في الحفاظ على نعمة البصر، من بينها ممارسة الرياضة بشكل منتظم واتباع نظام غذائي يعتمد على الخضروات والفواكه التي تحتوي على الفيتامينات ومضادات الأكسدة. وذكروا أنه يمكن أيضا استشارة الطبيب المختص فيما يتعلق بإمكانية تناول مضادات الأكسدة والمكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك. وأكد الأطباء على ضرورة التوقف عن التدخين وتوفير الحماية الكافية للعين من التعرض لأشعة الشمس عن طريق ارتداء النظارات الشمسية.
المصدر:الوفد