غضب من تعليقات غينغريتش حول الفلسطينيينواشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) سعى المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، نيوت غينغريتش، إلى امتصاص الغضب الذي رافق تعليقاته حول الشعب الفلسطيني الذي قال إنه "تم اختراعه،" فقال ناطق باسمه إنه مازال يؤيد قيام دولة فلسطينية، بينما تواصلت ردود الفعل التي وصلت إلى حد وصف تصريحاته بأنها "عنصرية."
وقال آر سي هاموند، الناطق باسم غينغريتش، إن الأخير: "لم يتراجع عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وهو يؤيد المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى اتفاق سلام يحدد بالضرورة حدود الدولة الفلسطينية،" وذلك دون أن يعتذر عن التصريحات المثيرة للجدل.
وتابع هاموند قائلاً إن فهم ما يصار إلى اقتراحه ومناقشته أمر يتطلب "فهم عقود من التاريخ المعقد،" مضيفاً أن هذا الأمر هو ما كان غينغريتش يشير إليه خلال المقابلة.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، المرشح الجمهوري إلى قراءة التاريخ مجدداً، وقال له إن الشعب الفلسطيني "يقطن هذه الأرض منذ فجر التاريخ وهو يعتزم البقاء فيها إلى يوم القيامة."
أما حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فقالت إن غينغريتش "منفصل عن الواقع" ورأت أن تصريحاته تعبر عن "جهل وانحياز،" كما وصفتها بأنها "أسلوب رخيص للحصول على الأصوات المؤيدة لإسرائيل."
وكان غينغريتش قد تحدث لقناة "جويش" التلفزيونية اليهودية الجمعة قائلاً "اعتقد أن الشعب اليهودي لديه الحق في الحصول على دولة.. تذكر، لم يكن هناك دولة فلسطين، بل كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية."
ومضى يقول أعتقد أن الشعب الفلسطيني تم اختراعه.. الذين هم في حقيقة الأمر من العرب، وتاريخيا جزء من المجتمع العربي.. كان أمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن ولعدة أسباب سياسية تحملنا هذه الحرب ضد إسرائيل منذ الأربعينيات.. إنه أمر مأساوي."
من جهته، رد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقوة على تصريحات غينغريتش قائلا إنها التعليقات "الأكثر عنصرية التي شاهدتها على الإطلاق".
وقال عريقات، الذي شغل منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إنه بهذه التصريحات يظهر "مدى حقيقة الأشياء الحقيرة التي يمكن أن تحصل في السياسة الأمريكية.. هذا التفكير ينبغي أن يكون تنبيها مقلقا للعالم."
وتعليقات غينغريتش، بعيدة عن مسار سياسة الولايات المتحدة الخارجية التي تدعم حل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على دولتين، وتأتي بعد أيام من لقائه التحالف الجمهوري اليهودي في واشنطن، في مسعى المرشحين الجمهوريين للتنافس على أصوات اليهود.
ووصف غينغريتش، وهي رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق، عملية السلام في الشرق الأوسط بأنها "وهمية،" ملقيا لوما ثقيلا على السلطة الفلسطينية ودور حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، في الاضطرابات المستمرة.
وقال "كل منها (حماس والسلطة) يمثلان رغبة هائلة في تدمير إسرائيل.. أعتقد أن هناك الكثير من التفكير في كيفية تغيير شروط المباحثات جذريا في المنطقة."
وفي رد فعل فوري، واجه غينغريتش انتقادات واسعة بسبب تعليقاته، وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، قالت ممثلة حاكم ولاية ماساتشوستس السابق ميت رومني، وأقرب منافسي غينغريتش، "لست متأكدة من أن هذا النوع من التصريحات يقربنا أكثر إلى حل."
وأضافت ماري كريمر، السفيرة الأميركية السابقة في بربادوس، وممثلة رومني، "واحد من الأشياء التي تجعلني قلقة من غينغريتش هو أنه في بعض الأحيان يطلق تعليقات تحتمل تفسيرات واسعة جدا."