بعد10 أيام من اختطافها همس في أحضان أسرتها الإسكندرية ـ من ناصر جويدة:دق جرس الهاتف داخل المنزل.. تسابقت خطوات الأم والأب معا كل منهما يحاول التقاط السماعة لربما يكون هناك خبر عن طفلتهما التي لم تتجاوز ربيعها الخامس واختفت منذ أيام قليلة وسرعان ما جاء صوت تفوح منه رائحة الإجرام.
ليخبر الأب أن طفلته بحوزته وأنه يضع السلاح الأبيض علي رقبتها مهددا بذبحها وحرمانها من الحياة الي الأبد.
لم يفعل المتحدث المجهول شيئا سوي أنه جعل همس تصرخ عبر الهاتف ثم أنهي المكالمة ليعيش والداها تحت ضغط عصبي لا يتحمله بشر.. فما كان من الأبوين إلا أن يتوجها الي اللواء خالد غرابة مساعد الوزير لأمن الإسكندرية وحكت الأم له مأساتها وخطورة موقف ابنتها التي بحوزة الخاطفين.
علي الفور.. أصدر مدير الأمن توجيهاته لسرعة التحري حول المعلومات المتاحة عن الواقعة وإعادة همس الي والديها وأمام اللواء فيصل دويدار مدير الإدارة للبحث الجنائي بالإسكندرية جلست أم همس تحكي مأساتها وقالت إنها تمتلك محل مشغولات ذهبية وفضيات وأنها فوجئت باختطاف ابنتها منذ10 أيام فتم عمل فريق بحث قاده العميد خالد شلبي رئيس مباحث الإسكندرية وشارك فيه المقدم ياسر شلبي رئيس مباحث الرمل والنقيب ولاء والي معاون المباحث.. وقام فريق البحث بحصر المسجلين خطر بمنطقة سكن همس والمترددين علي مسكن والدتها وأقاربها وتم عرض صور بعض المسجلين في مجال خطف الأطفال علي أم الطفلة همس وفحص بعض سائقي السيارات التوك توك الثمانية وباعة اسطوانات الغاز وعمال القمامة.. الي أن أشارت أصابع الاتهام أمام الرائد طارق الشناوي معاون المباحث تردد سيدة تدعي نورهان علي منطقة عزبة سكينة التي تقيم بها الطفلة المخطوفة وأنها كانت كثيرا ما تراقب تحركاتها وتجلس علي المقابل لمسكنها لتحديد أوقات خروج والدتها وعودتها الي المسكن.
وتبين من التحريات أن نورهان اصطحبت زوجها ليلة اختفاء الطفلة والتردد علي بعض الباعة بالمنطقة ثم انقطاعها بعد ذلك وبتكثيف التحريات ومتابعة أصدقاء ومعارف نورهان تبين أن زوجها يدعي حسن وأنهما يقيمان بمنطقة المنشية وتبين للرائد طارق الشناوي معاون المباحث أن المتهمين إتجها بالطفلة الي شارع خيرالله بالعجمي واخفا الطفلة بشقة خاصة بهما وقاما بالأتصال بوالدة الطفلة همس وطلبا منها مبلغ نصف مليون جنيه مقابل تسليمهما الطفلة وإلا قاما بالتخلص منها.. وفي ميعاد محدد بالأتفاق مع الأم فوجئنا المتهمان بأحد رجال البحث الجنائي وهو الرائد طارق الشناوي ينقض عليهما وبدلا من إعطائهما مبلغ الفدية وضع في يديهما الكلبشات الحديدة وساقهما الي محمد حسان وكيل نيابة الرمل الذي أمر بحبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسط فرحة عمت عزبة سكينة بالرمل باستقبال الأم فلذة كبدها في حضن عميق والدموع تغمر الطفلة من فرحة الأم.