النبراوي.. في قراءة عصرية للسنة النبوية
إلغاء السنة بدعوي الاحتكام للقرآن .. محاربة للإسلامأخرجت د.خديجة النبراوي الباحثة الإسلامية موسوعة جديدة في إطار مشروعها العلمي والفكري وهي "قراءة عصرية للأحاديث النبوية من وحي الآيات القرآنية في السنة النبوية" تشرح فيها الأحاديث النبوية بروح العصر معتمدة علي ما جاء من أحاديث في موسوعة كنز العمل المتضمنة حوالي 46 ألف حديث.
ذكرت الباحثة في مقدمة الموسوعة أن سبب تأليفها هو الرد علي القرآنيين الذين يزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع مؤكدة أن القرآن والسنة توأمان لا ينفصلان لأن السنة من نبع القرآن الكريم وهي المذكرة التفصيلية والخطوات التطبيقية لدستور القرآن.
جاءت الموسوعة في خمسة أجزاء الأول عن كيفية مواجهة الإسلام حالة الغربة في نفوس المسلمين. والكتاب الثاني عن فلسفة الدعاء والذكر في الإسلام. والكتاب الثالث عن فضائل القرآن وعظمة معانيه والرابع في أصول علم الأخلاق الإسلامي والخامس عن التخطيط الإسلامي للتنمية الاقتصادية.
توضح الباحثة أنها لجأت إلي سلوك ذلك المجال من البحث بسبب الدعاوي القائمة خلال الفترة الحالية من بعض المنتمين إلي جماعات فكرية يهدفون إلي فصل الأصول التشريعية بإحياء بعضها وإلغاء البعض الآخر رغم أن السنة المصدر الثاني للتشريع وهذا ما أكده رسول الله صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع بقوله: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي. ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض". ويحذر من الفصل بينهما بقوله: "ألا هل عسي رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ علي اريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله". وان المكائد التي تحيط بالمسلمين تهدف إلي تقويض أركان الدين لأن السنة النبوية هي البرهان الناطق والمنهج العلمي حيث عكف العلماء قديماً وحديثا علي دراستها باعتبارها الحكمة التي أعطاها الله لرسوله صلي الله عليه وسلم.
أشارت د.خديجة أن الموسوعة في أجزائها الخمسة تهدف إلي معايشة السنة بأسلوب عصري بما يحقق الخير للمجتمعات الإسلامية والإنسانية. إضافة إلي تحقيق مبدأ تلاقح الأفكار بين السلف والخلف لشرح السنة بما يحقق عودتها إلي مكانتها دستور للمسلمين ومصدر أصلي للتشريع. وجعل السنة النبوية منهجاً شمولياً في القضايا لأن الملخصات لا تتيح للباحثين الرؤية المتكاملة التي استهدفها رسول الله صلي الله عليه وسلم في بناء الأمة علي دعائم ثابتة ومتكاملة في مواجهة تغيرات النفوس مما جعل بعض المغرضين يتهم السنة بالتناقض وبالتالي تشتت المتابعون للسنة بين الدفاع عن وحدتها وبين تصديق تناقض وبالتالي تشتت المتابعون للسنة بين الدفاع عن وحدتها وبين تصديق تناقضها مما ألزم القيام بدراسة تؤصل الغرض الذي جاءت به السنة من تحقيق الوحدة الشاملة فالاقتصار علي حديث أو حديثين والتعصب لهما والاحتجاج بهما ليس في صالح السنة النبوية. وقد التزمت في منهجية الموسوعة بتبويب وتصنيف موسوعة كنز العمال والتي تخص الموضوع الواحد تسهيلاً علي القارئ. مع حذف الأحاديث الضعيفة والمكررة.
وسيراً علي منهج الأزمة الحالية التي تحيط بمصر في القضية الاقتصادية قالت د.خديجة الشعوب الإسلامية تعاني اليوم من وصمة التخلف وهذا ليس مرتبطاً بالإسلام وإن كان راجعاً إلي الحقبة الاستعمارية التي عاشتها تلك الدول ولكن لا يمكن البكاء علي اللبن المسكوب بالحسرة وإنما بتطبيق أصول القواعد الإسلامية لواجهة التخلف من الناحية المعنوية بتنمية عناصر الإيمان والتقوي ومراقبة الضمير. ومن جهة مادية بتفعيل التشريعات المساهمة في تنمية الثروات المادية. وضغط الطلب الاستهلاكي الترفي وزيادة الحافز علي تكوين المدخرات. وشرحت دور الحكومة في توجيه أهداف التنمية والعناية بالسوق وتعريف القوي الشرائية وحساب مخاطر وتكاليف الانتقال وبيان قوانين تداول الثروات.