75% من حالات التخلف العقلي سببها زواج الأقاربالتخلف العقلي.. هو حالة عدم تكامل نمو خلايا المخ التي تؤدي إلى قصور في الأداء الوظيفي للفرد ونقص في ذكاؤه. ويعتبر التخلف العقلي أحد أهم أسباب الإعاقة عند الأطفال ويوجد حوالي 3% من مجموع السكان متخلفون عقلياً، ولكن الغالبية العظمي من هذا العدد هو تخلف بسيط.
وبمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للمعاقين الذي يوافق 3 ديسمبر، عقد مركز رعاية الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بالزيتون ندوة علمية بعنوان "نحو حياة أفضل"، قدمها الدكتور مجدي بدران إستشاري طب الأطفال وعضو الجمعيه المصريه للحساسية والمناعة.
وفي بداية الندوة، أكد بدران أن زواج الأقارب ما زال أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الأمراض الوراثية، مشيراً إلى أن 75% من حالات التخلف العقلي في مصر سببها زواج الأقارب، فهناك 38.96% حالة من زواج الأقارب.
وتعتبر مصر أبرز الدول التي ينتشر بها زواج الأقارب من الدرجة الأولى، حيث 7.65% من زواج الأقارب من الدرجة الأولى.
وأوضح بدران أن نسبة المعاقين بمصر في فئة العمر الأولى (أقل من خمس سنوات) بلغت 2%، وفي فئة العمر الثانية (من خمس إلى 14 سنه) 13.1%، وفي الثالثة (من 15 إلى 64 سنة)72.1%، وفي فئة العمر 65 سنه فأكثر 12.8%.
وأشار إلى أن أعلى نسبة إعاقة كانت للتخلف الذهني 22.4% يليه الإصابة بشلل جزئي أو كلي 14.8%، وبلغت نسبة الإصابة بشلل الأطفال 13.1% والصم والبكم أو أحدهما 12.7% وفقد البصر 9.4% وفقد احدى العينين 4% وكانت نسبة المعاقين من فاقدى احدى اليدين أو كلتيهما 2.3% وفاقدى أحد الساقين أو كلتيهما 3.7%، وذلك من إجمالى عدد المعاقين.
وأضاف بدران أن 10 % من البشر من ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من إعاقة تعوقهم عن الإستمتاع بالحياة، كما أن الإعاقة ترتبط بـ20% من الفقر في العالم.
زواج الأقارب في الماضي
اشتهر الفراعنة بأنهم كانوا يسمحون بزواج الأخ لأخته واستمر ذلك إلى عهد البطالمة خلفاء الاسكندر المقدوني.
كما تزوجت كليوباترا الثانية من أخيها الملك بطليموس السادس، وعندما وافته المنية تزوجت كليوباترا من أخيها الثاني بطليموس الثامن، لتحافظ على سيطرتها الشاملة على البلاد، لكن بالطبع أدي ذلك إلى ضعف الحكام وضياع البلاد.
وإختفى زواج الأقارب من أوروبا منذ حوالي 600 عام، لذلك فالأمراض الوراثية غير منتشرة بينهم.
وفي بعض الولايات الأمريكية لا تسمح بزواج أولاد العم والعمة أو الخال والخالة.
أما اليهود خاصةً طائفة "الاشكيناز" يتزوجون من أقاربهم، لذا فهم يخضعون للفحص الطبي دائماً قبل الزواج لأن لديهم أمراضاً متوارثة.
ويسبب زواج الأقارب تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة مما يؤدي إلى ضعف النسل.
كما يشارك كل إنسان أخاه أو أخته في نصف عدد المورثات التي يحملها ويشارك أعمامه وأخواله في ربع عدد المورثات، ويشارك أبناء وبنات عمه أو خاله في ثمن عدد المورثات العامل الوراثي المتنحي في أحد الوالدين أو كليهما ليس له القدرة على التعبير عن نفسه، إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل له حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً في المولود على هيئة المرض المعني.
فإذا تزوج إنسان بابنة عمه أو خالته أو ابنة عمه أو خاله وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لمرض ما فهناك احتمال إن 25% من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي بدون ظهور أي أعراض، 25% منهم لن يحملوا هذه الصفة.
أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الأولاد أقل.
أضرار زواج الأقارب
زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، الإعاقات المتعددة، مرض الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، وبالتالي التأثير على كفاءة القلب والكبد والبنكرياس، مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، وزن المواليد يكون أقل من زيجات غير الأقارب، زيادة نسبة وفيات الأطفال، نقص المناعة.
وقد أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتخير إذ قال: "تخيروا لنطفكم" والتخير في عصرنا الحاضر يحتاج إلي الاستشارة الوراثية. عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: "اغتربوا كي لا تضووا" أى "تضعفوا"، زواج الأقارب لم يرد به نهي صريح في الإسلام ولا حث عليه. فهو متروك لاختيار الناس ما هو أنسب لهم.
لذا يوصي بدران بتشجيع فحوصات ما قبل الزواج وقبل الحمل والاهتمام بالتثقيف الصحي للتوعية بمشاكل زواج الأقارب من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والندوات والمساجد.
كما ينصح بدران الأم الحامل والمرضع الاهتمام بالزنك لأن الزنك في لبن الأم يصبح غير كافياً بعد الشهر السادس من العمر وأحياناً يسحب الرضيع رصيد الزنك من الأم فتعاني الأم نفسها من نقص الزنك.
أعراض التخلف العقلي:
1- انخفاض ملحوظ في درجة الذكاء والأداء يتراوح بين الإمكانيات التالية:
المعتوه: يكون الطفل دون حول أو قوة ولا يستطيع حماية نفسه من الأخطار، ولا ينطق إلا ببضعه حروف وكلمات، ولا يكترث بالألم أو يميز من حواليه ويمكن تعليمه على إطعام نفسه بنفسه.
الابلة : يكون المصاب عاجزاً عن تحصيل رزقه ولكنه يستطيع حماية نفسه من المخاطر الجسمية: يتكلم أكثر من المعتوه، ويفهم بعض الأوامر البسيطة، ويميز الأوقات والألوان ويمكن تعليمه على ارتداء ملابسه وعلى الكنس والغسل.
ضعيف العقل: له قابلية التكيف البسيط، ويتمكن من تحصيل رزقه فى ظروف مريحة ومهيأة ويمتلك قابلية لغوية بسيطة، ويحمى نفسه من الأخطار ويقوم بعمليات حسابية أولية ويمكن تعليمه القراءة البسيطة والكتابة والعادات الاجتماعية المقبولة.
2- انخفاض ملحوظ فى القدرة اللغوية ومن ثم العجز عن التحصيل فى مواضيع القراءة والكتابة.
3- القصور الشديد فى الملكة الحسابية.
4- عجز قوى الانتباه والتركيز ولذلك يسهل الهاء المصاب.
5- قصور فى قابلية المصاب على التفكير المجرد والمنطقى ولذلك تظهر فيهم صفات سلوكية جامدة وغير متطورة ويميل المصاب إلى الحركات الرتيبة والتكرار دون ملل أو تعب.
6- بسبب ضعف البصيرة والحكمة والمنطق يسهل استغلال المتأخر عقليا من قبل الأذكياء. فإذا كان المُستغِل ذا ميول إجرامية لا اجتماعية جمع له زمرة أو عصابة من المتخلفين عقلياً ووجههم إلى أعمال إجرامية خطيرة.
7- اضطرابات جسمية – حركية: فبعض المتأخرين عقلياً كثيرو الحركة والنشاط وقد تصل حركاتهم إلى حد الفوضى والإزعاج، وقد تصاحب الحركة ميول إلى التحطيم والتكسير والأذى العام لمن حواليه، وقد يكون المصاب على النقيض من ذلك: خاملاً بطيئاً قليل الحركة، أو أنه يحرك أحد أطراف جسمه بصورة آلية متكررة وخاصةً الرأس والذراع والجذع (التمايل والتأرجح).
8- علامات جسمية: بعض المتأخرين عقلياً يصابون بتشوهات خلقية فى الأطراف والوجه والرأس وقد تكون هى العلامات المميزة للمرض ،9- أما الآخرين فقد يكونون حسنى الصورة كالأسوياء.
صور التخلف العقلي:
1- تخلف عقلي خفيف الدرجة (بسيط)
ويمثل هذا النوع حوالي 80% من المتخلفين عقلياً وتكون درجات ذكاؤهم بين 50 – 70 درجة، والشخص هنا يتميز بنمو المهارات الاجتماعية و الحركية والكلامية ويقترب جداً من الشخص الطبيعى لدرجة أنه لا يتم اكتشاف التخلف العقلى، إلا فى سن المدرسة الإبتدائية وهؤلاء الأشخاص يمكنهم الإعتماد على أنفسهم من خلال قيامهم بأعمال لا تتطلب مهارة فنية عالية، ومع ذلك فإنهم يحتاجون إلى المساندة و التوجيه عندما يتعرضون لصعوبة ما تواجههم فى حياتهم.
2 – تخلف عقلي متوسط الدرجة (بلاهة)
ويمثل هذا النوع حوالي 12% من المتخلفين عقلياً وتقع درجات ذكاؤهم بين 35 – 49 درجة، وهؤلاء الأشخاص تكون قدرتهم على تعلم المهارات الإجتماعية والحركية والكلامية ضعيفة ولكن بالتدريب والتعليم قد تتحسن هذه المهارات بعض الشئ ويمكنهم تعلم بعض المهارات المهنية البسيطة و فيما يخص الدراسة فهم لايستطيعون تجاوز الصف الثانى الإبتدائي.
3 – تخلف عقلي شديد الدرجة
ويمثل هذا النوع حوالي 7% فقط من المتخلفين عقلياً ومعدل الذكاء لأفراد هذا النوع يتراوح بين 20 – 34 درجة، و يتميز هؤلاء الأشخاص بضعف النمو الإجتماعي والحركي والكلامي، و تتأخر قدرتهم على الكلام إلى سن المرحلة الإبتدائية وفيما يخص الدراسة فهم لايصلحون لدخول المدرسة، و لكن يمكنهم القيام ببعض الأعمال البسيطة جداً بشرط أن تكون تحت الإشراف و الملاحظة المستمرة.
4 – تخلف عقلي غير محدد
وهى حالات التخلف العقلي التى لايمكن قياس درجتها بمقاييس الذكاء الموضوعة، و يكون ذلك مع الأطفال غير المتعاونين والأطفال الرضيعة التي لايمكن قياس ذكاؤهم، حيث أنه يصعب قياس التخلف العقلي كلما صغر سن الطفل.
- أسباب التخلف العقلي:
- زواج الأقارب.
- إصابة الأم بالعدوى الفيروسية (الحصبة الألمانية– الأنفلونزا– شلل الأطفال– الجدري).
- تناول الأم العقاقير والأدوية قد يؤدي إلى حدوث التخلف.
- تعرض الأم للحوادث.
- أسباب أثناء الولادة: وتتمثل في الصعوبات التالية:
- تعثر عملية الولادة.
- حدوث نزيف للمخ أثناء الولادة.
- عدم طهارة الأجهزة الطبية المستخدمة في عملية الولادة.
- نقص في الأكسجين للطفل أثناء الولادة، مثل إلتفاف الحبل السري حول الرقبة.
المصدر : شبكة الاعلام العربية