«جراد البحر» تهدد شواطئ مطروحكتب ياسر محمود :بالرغم من انتشار حالات التسمم الناتج عن تناول سمكة «القراض» بمطروح الصيف الماضي، لايزال صيدها قائما حتي الآن ويتم بيعها للمواطنين علي شكل شرائح مستغلين جهلهم بنوعية تلك الأسماك السامة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية، خاصة أن مستشفيات مطروح، تعاني من نقص حاد في المصل المضاد للسموم، وهو ما أدي إلي وفاة 15 شخصاً العام الفائت، علما بأن تكلفة العلاج من سموم «القراض» تتعدي الـ20 ألف جينه أيضا هناك مخاوف لدي المسئولين من تزايد أعداد المصابين هذا العام، خاصة بين المصطافين في ظل تراجع وتخاذل الأجهزة الرقابية نتيجة القصور الأمني الشديد السائد في المجتمع.
في البداية أكد فؤاد عبد الناصر عضو المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة علي ضرورة توفير اللقاح الواقي من سم سمكة «القراض» في مستشفيات المحافظة فهو حق لكل مواطن من أبناء المحافظة مؤكدا أنه من غير المعقول ان تكون محافظة باكملها تعجز عن توفيرمثل هذا المصل، اوضح أن هناك فترة شهرين يحظر خلالهما الصيد داخل مياه البحر المتوسط مقترحا أن يتم استغلالها عن طريق خروج مراكب الصيد لاصطياد هذه السمكة القاتلة والتي زاد عددها في الفترة الأخيرة.
بينما يؤكد أحمد آدم عضو بالمجلس المحلي، أن معظم المصابين يلفظون أنفاسهم الأخيرة أثناء السفر بسبب ذلك النوع من السمك الذي حصد أرواح العديد من المواطنين الذين يترددون علي شواطئ مطروح، مشيراً الي زيادة تكلفة العلاج من آثار سموم هذه الأسماك التي تصل الي 20 ألف جنيه للحقنة بمركز السموم التابع لجامعة الاسكندرية التي تقدم الجرعة الواحدة مقابل 20 الف جنيه وهي عبارة عن حقنة.
ويشير محمد الزوجي مدير إدارة التموين بالمحافظة إلي أنه تم اصدار قرار من محافظ مطروح السابق بمنع بيع أو تداول سمكة القراض السامة داخل المحافظة تجنبا لحدوث أي حالات تسمم للمواطنين نتيجة لتناولها موضحاً أن هناك متابعة من كل الجهات لمنع بيع هذه الاسماك في الأسواق وتكثيف الحملات اليومية علي اسواق المدينة والباعة الجائلين لضبط أي كميات تظهر من سمكة القراض حتي لا تتكرر حالات الوفاة.
من جهته قال محمود زهران وكيل وزارة الصحة بمطروح أن هذه السمكة تسمي جراد البحر أو القراض لأن فمها يحتوي علي أربعة قوارض وتستخدم هذا السم في الدفاع عن نفسها والموجود في أجزاء من جسدها كالجلد والاحشاء مثل الكبد والأمعاء والمعدة ومن يتناول هذه الأجزاء يلقي حتفة خلال 6 ساعات تقريبا حيث إن السم الموجود بالسمكة يعد من أشد أنواع السموم فتكا بالإنسان وهو خطير جدا ويسبب الوفاة في كثير من الحالات.
ويضيف زهران أن أعراض التسمم تختلف من شخص لآخر بحسب الكمية التي تناولها بدءاَ من الرغبة في النوم العميق الذي قد يصل إلي ست ساعات او حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين بالاضافة إلي حالات اسهال ودوخة وقئ تصل في أحيان كثيرة الي توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة.
مؤكدا أن عدد المتوفين بمطروح خلال العام الماضي وصل الي 15 مواطنا بسبب التسمم بهذه السمكة بينما تم علاج 52 شخصا بعد نقلهم الي مركز السموم بالإسكندرية وحقنهم بالمصل المضاد.
ويحذر سيد دبور مدير شئون البيئة من هذه الاسماك والتي زاد عددها بكثرة في مياه البحر المتوسط بعد هجرتها من البحر الأحمر، مشيرا إلي وجود أنواع أخري من الأسماك السامة بالسواحل المصرية مثل سمكة «البطاطا» وسمكة «البلامة» الا أن أخطرها هي سمكة القراض.