محاكمة دقدوق نقطة خلاف بارزة بين واشنطن وبغدادواشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) مع قرب موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، تبرز قضية أحد مسلحي حزب الله المحتجز في العراق لتكون بمثابة نقطة خلاف عميقة بين بغداد والإدارة الأمريكية.
فاللبناني علي موسى دقدوق المحتجز لدى الأمريكيين في العراق منذ عام 2007، بتهمة التورط في قتل العديد من الجنود الأمريكيين في العراق، ربما يصبح حرا طليقا بعد الانسحاب دون أن يواجه محاكمة.
العراقيون لم يعطوا أي إشارة بأنهم سيسمحوا بإخراج دقدوق من البلاد، لمحاكمته في أمريكا، وهو أمر يثير غضب أعضاء في الكونغرس الأمريكي، كما أن مسألة مكان محاكمته وكيفيتها تثير جدلا حتى داخل الولايات المتحدة.
واعتقل دقدوق، العسكري البارز من القوات الخاصة التابعة لتنظيم حزب الله اللبناني في العراق في مارس/آذار عام 2007، ويُعتقد أنه لعب دورا محوريا في الهجوم الدموي الذي أودى بحياة خمسة جنود أمريكيين في كربلاء في يناير/كانون الثاني من نفس العام.
وتم القبض على دقدوق، الخبير في صناعة المتفجرات، في مدينة البصرة حيث كان يقوم على تدريب وقيادة المليشيات الشيعية على مواجهة قوات التحالف، وبادر على الفور إلى التظاهر بأنه أخرس وأصم ساعة اعتقاله.
واعترف دقدوق أنه وبجانب قيادات مليشيات عراقية شيعية، عملوا مع "قوات القدس"، التي تعتبر نخبة وحدات العمليات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني، هذه الأخيرة التي دأبت قيادات الجيش الأمريكي على اتهامها بتدريب وتزويد المليشيات الشيعية بالأسلحة.
والآن مع قرب انسحاب القوات الأمريكية كاملة تقريبا، فلا يمكن احتجاز دقدوق دون محاكمة، لكن مسؤولين أمريكيين يترددون في تسليمه للنظام القضائي العراقي، مخافة أن تتعرض بغداد لضغوط من إيران، وتطلق سراح دقدوق.
والمخاوف تلك عبر عنها 20 من أعضاء الكونغرس الأمريكي في رسالة وجهوها إلى وزير الدفاع ليون بانيتا في يوليو/تموز الماضي، عندما حذروا من أن "النظام القانوني الحالي في العراق قد يسمح لدقدوق بالعودة إلى القتال نتيجة عدم القدرة على اعتقاله ومحاكمته بموجب القانون الجنائي العراقي."
ويبدو أن الطلبات الأولية من قبل الولايات المتحدة بإخراج دقدوق لمحاكمته خارج البلاد لم تلق استجابة من بغداد، غير أن المفاوضات مستمرة، حسبما يقول دبلوماسيون أكدوا أن القضية ربما تثار خلال وجود نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يزور العراق حاليا.
وحتى لو غير العراقيون رأيهم، هناك مسألة شائكة في كيفية ومكان محاكمة دقدوق، إذ يريد السناتور ليندسي غراهام، وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، نقل دقدوق إلى معتقل غوانتانامو، وعدم محاكمته أمام محكمة مدنية في الولايات المتحدة.
وقد تم بالفعل بحث فكرة محاكمة عسكرية لدقدوق في قاعدة أمريكية في الخارج، ولكن البروفيسور روبرت تشيسني، خبير قانون الأمن الوطني في جامعة تكساس، يقول إن هذه القواعد ليست أراض ذات سيادة أمريكية، ومعظم الدول التي تستضيفها لن ترحب بمحاكمة قيادي في حزب الله على أراضيها.