مع الغروب تقوس الأفق الرمادى
انفتحت أبواب السماء ليهطل المطر
كنت ملفوفاً فى معطفى الرمادى الغامق الثقيل
ذى الياقات العالية
يجب أن أعود إلى البيت.. المطر شديد
أظنها المرة الأولى فى الموسم الجديد
الأشجار على جانبى الطريق ترتعش بردًا وفرحًا
سمحت لأوراقها أن تتذوق رحيق الأمطار الطازجة
الطيور على الأغصان صامتة، يشجيها نقر الماء على الأوراق المستسلمة
قطرات المطر تواصل غسل الإسفلت المتجهم
تمكنه من أن يعكس أضواء تبثها مصابيح كهربائية تحملها الأعمدة التى
تقف مثل حراس العمارات على مضض
الطيور تتداخل فى بعضها وتخبئ رؤوسها بين الأجنحة
يبدو على ملامحها الرضا ليس إلى الدرجة التى تشجعها على الغناء
مثل بطارية حشونا بها آلة التصوير لكنها ليست جيدة إلى درجة تمكنها من التقاط بعض الصور لمشاهد فاتنة
القطرات المشبوبة لمطر طال به الظمأ للحقول والأحياء من الحيوان والبشر
المطر الذى تتلوى خيوطه اللؤلؤية فى رحلتها من السماء إلى الأرض
وتكاد تغنى
قست على ملابسى، وعاملت رأسى بغير عطف.
مع ذلك أتمنى ألا تتوقف فمعلقة هى بيد الرب.
وصلت بيتى الذى يقف وحيدا بين عدد من البنايات الشاهقة
انتقلت إليه منذ شهور سعيدا بكونه لى وحدى، وأنا له وحده.
اشتقت إليه فجأة بعد أن اشتدت هجمات الضيف الكريم
تصورت أنه يبتسم. أسرعت أدخل
أصابنى الذهول
بدا كأنه بيت بلا سقف
تراجعت خطوة لأقف بالضبط تحت عتبة الباب
أغمضت عينى محاولا الإجابة عن سؤالين كبيرين
كيف حدث هذا وما الحل؟
كارثة بكل ما تعنيه الكلمة
لم يكن هناك بيت. كان هناك برميل!
تقدمت لألقى نظرة أعمق ولأدرك حجم الكارثة
كل شىء غارق ماعدا حجرة نومى فلم تصبها قطرة
فوقها حجرة وحيدة على السطح
تراجع الرعب فجأة.. وشغلت مكانه بذور بهجة شرعت تنمو بداخلى
مادام هناك سرير آمن ودافئ فليس ثم مشكلة
لا بأس أن تواصل السماء كرمها حتى الصباح.