1635 جريمة سرقة بالإكراه خلال الشهرين الماضيين فقط متابعة ـ محمد شومان ومحمد عبد الحميد:علي الرغم من المحاولات المضنية التي تبذلها وزارة الداخلية لإعادة الأمن والأمان إلي الشارع فإن الأحداث المتلاحقة واستنزاف جهود الشرطة جعلت البلطجية يسعون في الأرض فسادا ما بين سطو مسلح علي الممتلكات والمحال التجارية واستهداف المواطنين بالطرقات السريعة والاستيلاء علي سياراتهم وأموالهم .
مستخدمين الأسلحة الآلية وإرهاب المواطنين, والأمر لا يختلف كثيرا في عمليات السرقة بالإكراه علي الطرق الزراعية والصحراوية, مما جعل الرعب يسيطر علي المواطنين ليلا ونهارا بعد انتشار البلطجية وقطاع الطرق وسط ذهول المارة الذين أصيبوا بالرعب من هول ما يرونه, وقد زاد الأمر سوءا من خلال عصابات مسلحة تستهدف سائقي سيارات التاكسي باجبارهم علي التوقف وطلب توصيلهم إلي مناطق بعيدة, ثم بعد ذلك يستولون علي السيارة تحت تهديد السلاح ويتخلصون من سائقها بالقتل أو الإعتداء بالضرب.
وقد حصلت الأهرام علي إحصائية تؤكد ارتفاع حوادث السرقة بالإكراه والسطو خلال الشهرين الماضيين من خلال البلاغات التي تلقتها مديريات الأمن في تلك الفترة لكن كشفت الإحصائية عن ارتفاع عدد تلك الحوادث بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي فقط والذي خرجت فيه جموع من شباب الثورة الشرفاء الي ميدان التحرير للاحتجاج والاعتصام, واستغل بعض البلطجية والمسجلين خطر والمجرمين الهاربين حالة الفراغ الأمني لاقتحام أقسام الشرطة ومحاولة تهريب المحتجزين من داخلها, وهو ما دفع هؤلاء اللصوص الي عمليات السطو المنظم والسرقة بالإكراه حيث أشارت الإحصائية إلي أن هناك1635 حادث سرقة بالإكراه ارتكبت من قبل هذه العصابات علي مدي الشهرين الماضيين فقط, ولكنها ارتفعت بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي وحده والتي وصلت إلي480 حادثا علي مستوي الجمهورية وتبين زيادتها بصورة ملحوظة في محافظتي القاهرة والجيزة والتي تشهد أحداثا متلاحقة خاصة علي أطراف تلك المحافظتين والتي تمثلت في سطو مسلح علي محال الذهب في الهرم ومدينة السلام وعابدين بالإضافة إلي السطو المسلح علي السيارات المحملة بالبضائع علي الطرق الصحراوية وكان آخرها قيام مجهولين يحملون الأسلحة الآلية مستخدمين سيارة ملاكي لاجبار سائق سيارة نقل محملة بالسجائر تابعة للشرقية للدخان علي التوقف وسرقتها بعد الاعتداء علي السائق والموظفين, بالإضافة إلي قيام مجهولين استخدموا الأسلحة الآلية وسرقوا تاجر عقب خروجه من بنك بأكتوبر.
أمر متوقع
طرحنا هذه التساؤلات علي مسئول أمني رفيع عن أسباب تصاعد جرائم البلطجة في الفترة الأخيرة, وهل يعني ذلك تصاعد الظاهرة في الفترة المقبلة فقال إن الأسباب الحقيقية لارتفاع نسبة جرائم البلطجة والترويع والسرقة بالإكراه هو ما تشهده الساحة خلال تلك الفترة وزيادة المظاهرات بصورة كبيرة, سواء في ميدان التحرير أو في معظم المحافظات التي تعرضت أقسامها ومديريات الأمن بها لمحاولة الاقتحام, وهو ما أنهك قوات الشرطة في متابعة عملها الأصلي من مطاردة المجرمين في الشوارع وإحباط الجرائم قبل ارتكابها وهو ما أدي الي انشغالهم بحماية تلك المنشآت الشرطية وكذلك الحكومية والبنوك خوفا من اقتحامها, وهو ما جعل هؤلاء اللصوص يرتكبون أعمالهم الاجرامية.
وأضاف المسئول الأمني أنه تم عقد عدة لقاءات واجتماعات موسعة مع الضباط وذلك لزيادة الانتشار الشرطي علي جميع الشوارع والميادين خاصة الطرق السريعة للحد من تلك الحوادث والتي انتشرت بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية, وقد ناشد المسئول الأمني المواطنين بمحاولة إنهاء الاعتصامات حتي لا تنهك الشرطة وتستطيع تأدية مهمتها في حفظ الأمن والأمان لجميع المواطنين مضيفا بأنه تعقد لقاءات مستمرة مع صغار الضباط لحثهم علي التفاني في العمل وحماية المنشأت وتفعيل شعار الشرطة في خدمة الشعب.
ويفسر الدكتور محمد صلاح أستاذ علم الاجتماع أن انتشار ظاهرة البلطجة والسرقات والقتل خلال هذه الفترة أمر منطقي نظرا لأنشغال قوات الأمن بالدفاع عن الأقسام والمديريات وفي هذه الحالة تظهر ثغرات عديدة في أنحاء متفرقة من الجمهورية خاصة المناطق الصحراوية, بالإضافة إلي شعور البلطجية واللصوص بضعف الوجود الأمني بالشارع, جعلهم يخرجون من جحورهم لترويع المواطنين لأنها فرصة ذهبية لهم لممارسة أعمالهم الاجرامية والحصول علي مكاسب عديدة دون محاسبة من أحد حيث أنهم علي يقين تام من عدم وقوعهم في أيدي رجال الشرطة, مشيرا إلي أن وزارة الداخلية لم تقم بعملها الحقيقي علي مدي الأشهر العشرة الماضية في حماية المواطنين ولم يشعر المواطنون بالأمن والأمان بعد, في ظل الفراغ والغياب الأمني المستمر فأصبح الأمن بالنسبة للمواطن أهم من الخبز أحيانا.