غضبت ربة منزل من زوجها بعدما تعدى عليها بالضرب مما اضطرها للذهاب إلى
منزل والدها، لكنها لم تتخيل أنه سيأتى إليها طالبا عودتها بشنطة هدايا كل
ما فيها «مية نار».
البداية كانت بنشوب خلافات حادة بين المتهم «ا.ا» 40 سنة صاحب محل لقطع
غيار السيارات وزوجته «ج.ب» 38 سنة، وذلك لاعتياد الزوج التعدى عليها بالسب
والضرب، حيث أكدت الزوجة أن المتهم كان يعانى من مشاكل نفسية حادة بسبب
ظروف نشاته الغير سوية، حيث نشأ فى بيت يعيش فيه مع والده وزوجته التى كانت
دائمة التعدى عليه، وتعذيبه بجميع الصور، مما جعله غير متزن نفسيا.
وأضافت الزوجة أنها لم تكتشف معاناته النفسية ألا بعد الزواج، حيث كان يصاب
بحالات عصبية شديدة كلما مر أمام عينيه شريط تعذيبه على يد زوجة والدته
القاسية، وهو الأمر الذى دفعه إلى إخراج «عقده النفسية» على زوجته حيث كان
يفتعل المشاجرات معها لأتفه الأسباب ثم يتعدى عليها بالسب والضرب.
ضاقت الزوجة ذرعا بتصرفات زوجها، حيث إنه فى المرة الأخيرة تعدى عليها
بالضرب المبرح مما أصابها بكدمات مختلفة فى أنحاء متفرقة من الجسد، وهنا
قررت أن تاخذ موقفا حاسما تنهى به مسلسل آلامها معه، فسارعت بجمع ملابسها
والمغادرة إلى منزل والدها بمنطقة باب الشعرية.
وفى يوم الحادث فوجئت المجنى عليها بزوجها يطرق باب شقة والدتها ويحمل
بيديه شنطة هدايا اعتقدت أن بها هدية جميلة لإرضائها وتعبيرا عن اعتذاره
لها، ففتحت له الباب ثم دخل للتحدث مع والدها وطلب منه أن يسلمه زوجته
للذهاب إلى منزلهما إلا أنه رفض، وهنا تدخلت الزوجة وأكدت له أنها لن تعود
إليه إلا عندما يحضر أهله معه وأن يعدها أمامهم بعدم إيذائها أو إغضابها
بعد العودة إلى منزلهما.
استشاط المتهم غضباً وفى غفلة سارع بفتح شنطة الهدايا وأخرج منها «سنجة»
و«مية نار» رشها على وجه زوجته وأماكن متفرقة من جسدها، كما طالت المادة
الكاوية شقيقة الزوجة «ه.ب» ووالدها «ب.م»، ثم فر المتهم هاربا، بينما تم
نقل المجنى عليهم إلى المستشفى.
وقد أسفر الحادث عن إصابة الزوجة المجنى عليها بعاهة مستديمة، حيث تم تشويه
وجهها كاملا، وفى تحقيقات النيابة أكد محامى المتهم أنه قد هرب إلى دولة
ليبيا، لكن الغريب فى الأمر أن الزوجة المجنى عليها أبدت موافقتها على
تصالحها مع المتهم، فأمرت نيابة باب الشعرية باستعجال تقرير الطب الشرعى
لبيان الإصابات التى لحقت بالمجنى عليهم وسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب.