عاشب البخيل

كان في الغابة رجل حكيم يسمي عاشب البخيل
وعاشب هذا اسم مشتق من صنعته حيث كان يجمع العشب والكلأ ثم يبيعه تماما مثل الحاطب
والبخيل صفة الصقت به حيث أن الغابة مليئة بالوحوش كما هي مملوءة بالغزلان وكم من مرة حذره أصدقاءه بأن يشتري لنفسه سيفا طالما أنه يرتاد الغابة بإستمرار ولكنه كان يقول أن سيفي في عقلي فظن أصدقائه ظلما بأنه بخيل
ونجح عاشب في أن يدخل ويخرج من الغابة يوميا دون أن يمس بسوء حتي تعجب أصحابه وذات مرة سألوه هل ماتت الوحوش
.. يجيب.... كلا
هل هاجرت الأسود ... كلا
هل . هل . هل ...
وكل اجابته كلا .
الكل موجود ولكن كما قلت سابقا أن سلاحي في عقلي
قالوا له كيف ذلك
قال تعالوا معي غدا لأريكم ماذا أفعل
ذهب الجميع مع عاشب البخيل الي الغابة ولينظروا ماذا سيفعل بعقله استل أصدقائه شجرة عالية ليشاهدوا ماذا سيحدث
شرع عاشب في جمع العشب والكلأ وما إن أحس بوجود أسد أو وحش كاسر إلا وأخرج من طيات ملابسه عود من الغاب وأخذ ينفخ فيه فيخرج أعذب الألحان
يا الهي إنه الناي ذو النغمة الساحرة
فتطرب لسماعه الوحوش والغزلان فيجلسون بجوار بعضهم البعض في تناغم جميل إنه سحر الموسيقي ...
كلا بل سحر العقل الذي يقود الجميع للتناغم
فنزل أصدقائه من علي الشجرة مبهورين سائلين
أي حكمة أعطيت وبأي فكر أهتديت
وقبل أن يجيب إذا به يري أسد مقبل عليه من بعيد فالتقط عاشب البخيل الناي وأخذ في العزف
ولكن الأسد ظل في تقدمه دون أن يتأثر بسحر الموسيقي
أكمل عاشب العزف
ولكن الأسد غير مكترث موجه شرر عينيه الي عاشب
تسمر أصدقائه في أماكنهم قائلين
افعل شيئ ياعشب
اعزف بكل قوتك
وعاشب لا يهدأ
حتي وصل الأسد اليهم جميعا
وفتك بهم وأكلهم
وهنا قال قرد كان يعتلي الشجرة لقرد آخر مسكين عاشب البخيل كان رجلا عاقلا حكيما ولكنه لم يعلم بأن الغابة فيها أسد أصم