من روح اكتوبر المجيده

موضوع: من روح اكتوبر المجيده 3/10/2008, 01:02

من روح اكتوبر ا لمجيده -- أسر عساف ياجوري وبطولات الفرقه19 مدفعيه

فخ ابو سعده وأسر عساف ياجوري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

الرئيس الراحل انور السادات يتفقد هو ومعاونيه دبابه عساف ياجوري قائد سلاح الدبابات الاسرائيليه

في يوم‏8‏ أكتوبر‏1973‏ قام العميد حسن أبوسعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني بصد الهجوم المضاد الذي قام به لواء‏190‏ مدرع الإسرائيلي‏(‏ دبابات هذا اللواء كانت تتراوح مابين‏75‏ حتي‏100‏ دبابة‏)‏ وتدمير كل دباباته واسر قائد إحدي كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجوري‏.‏

كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو عن طريق جذب قواته المدرعة إلي أرض قتل داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الامامي والتقدم حتي مسافة‏3‏ كيلومترات من القناة‏..‏ وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلي مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفاجأة فيه كانت مذهلة مما ساعد علي النجاح‏..‏ وبمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل انطلقت عليهم النيران من جميع الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبوسعدة‏..‏ مما أحال أرض القتل إلي نوع من الجحيم‏..‏

وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء علي‏8‏ دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجوري قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ‏190‏ مدرع‏.‏

وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر‏1973:‏ اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبوسعدة في اتجاه كوبري الفردان بغرض الوصول إلي خط القناة‏,‏ وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التي يتبعها لواء نيتكا‏190‏ مدرع في النجاح‏..‏ فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبوسعدة‏..‏

وكانت المفاجاة الأقوي أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية‏..‏ كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من‏35‏ دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجوري وهي إحدي الوحدات التي كانت تتقدم الهجوم‏,‏ فأصابه الذعر عندما أصيب ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل‏.‏ لم يكن أمام عساف ياجوري إلا الاستسلام هو وجنوده وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب‏,‏ لقد شعرت بالارتياح عندما أبلغنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبوسعدة‏..‏

اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له علي إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ‏..‏ وقد اسعدني ما سمعته منه عن الروح المعنوية للفرقة وإصرارها علي هزيمة العدو‏.‏

================================================== =============

بطولات الفرقه 19 مدفعيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللواء دكتور/ محمد فريد حجاج

اللواء دكتور محمد فريد حجاج ضابط بالفرقة‏19‏ بالجيش الثاني خلال حرب أكتوبر‏73‏ يعود بنا الي ما بعد هزيمة‏67,‏ قائلا‏:‏ كانت البداية اعتراف القيادة السياسية والعسكرية بالأخطاء التي تسببت في تلك الهزيمة‏,‏ وبدأت تعيد تشكيل وتجهيز واعداد القوات المسلحة بناء علي أساليب علمية جديدة لتفادي تلك الأخطاء وتصحيح المسار‏,‏ وكان امام القوات المصرية امور كثيرة اهمها رفع معنويات القوات المصرية‏,‏ وتكبيد العدو خسائر وكان ذلك من خلال حرب الاستنزاف التي تعرضت فيها قوات المدفعية لهجمات الطيران الاسرائيلية ـ يوميا ـ من الساعة العاشرة صباحا حتي الثانية عشرة مساء إلا أننا استطعنا ان نلحق خسائر فادحة بالقوات الاسرائيلية رغم عدم وجود دفاع جوي كاف للتعامل مع الطيران الاسرائيلي الذي حاول اسكات مصادر النيران المصرية‏,‏ إلا أنه فشل بسبب التخطيط الجيد وتحريك قطع المدفعية في اماكن جديدة علي الجبهة‏.‏

وانتهت حرب الاستنزاف ـ كما يروي محمد فريد حجاج ـ وبدأت فترة التدريبات والتي كانت جميعها بالذخيرة الحية حتي وصلت الي مرحلة الدقة المتناهية والسرعة الفائقة في اصابة الأهداف‏..‏ ومرونة التحرك والتعامل مع الخصم‏,‏ ومع أول اغسطس عام‏1973‏ م بدأ العد التنازلي للحرب بعد أن استعدت كل القوات لتلك المعارك الفاصلة وعندما تردد بين ابناء القوات المسلحة ان الحرب اصبحت قاب قوسين او ادني عقد مؤتمر نفي فيه القيادات اننا علي وشك وخوض حرب مع اسرائيل‏,‏ واعلنوا عن قرعة الحج‏,‏ ولكني كنت علي يقين بأننا سوف نحارب في القريب العاجل‏,‏

لحظة الفرح
وفي صباح السادس من أكتوبر أخبروني ونحن في قيادة الفرقة بأن الحرب سوف تنطلق الساعة الثانية ظهرا‏,‏ وغمرتنا جميعا الفرحة لدرجة الصراخ‏,‏ واقبلنا نقبل بعضنا بعضا فقد جاءت اللحظة التي كنا ننتظرها منذ‏6‏ سنوات‏,‏ فلا أحد يستطيع أن يتخيل كيف كنا نعيش تلك الأعوام‏,‏ فمع كل طلعة شمس نري الأعلام الاسرائيلية ترفرف فوق أرض سيناء‏,‏ وكم كنا نتمني ان تأتي لحظة العبور لنضع اعلامنا بدلا منها واحتفالنا بتلك الأخبار السارة‏.‏ واعددنا العدة للحظة العبور‏.‏

تدمير بطاريات العدو وصد لواء مدرع
وانطلقت القوات المصرية عابرة قناة السويس عندما دقت ساعة الصفر‏,‏ بعدها بدأ نقل الدبابات والمعدات العسكرية الي أرض سيناء‏,‏ وكانت الوسيلة الوحيدة لحمايتها المدفعية المصرية حتي لاتستطيع القوات الاسرائيلية الاقتراب منها حتي تنفيذ مهامها‏,‏ ولم يغمض جفن لأحد افراد الفرقة حتي صباح اليوم الثاني‏,‏ بعد أن اطمأن الجميع علي أن القوات المصرية اصبحت تتمسك بالأرض وفي وضع يسمح لها بالتقدم داخل العمق لتحقيق مهامها وعبرت الفرقة‏19‏ في اليوم الثاني من الحرب من الساعة العاشرة صباحا حتي العاشرة مساء‏,‏ وبدأت المعارك علي أرض سيناء‏-‏ واستطعنا تدمير بطاريات العدو وصد لواء مدرع وايقاف تحركه وتكبيده خسائر فادحة‏,‏ وتوالت بطولات الفرقة علي أرض سيناء وبطولات القوات المصرية‏.‏

رغم أننا كنا نتسلح بمعدات قديمة فالمدفعية التي كنا نمتلكها من اعوام‏1938,44,‏ والدبابات المصرية مداها‏600‏ متر ومدي الاسرائيلية يتعدي‏3‏ كيلو مترات‏.‏

ويتذكر اللواء د‏.‏ محمد فريد حجاج بعض بطولات افراد الفرقة‏19,‏ وذلك الضابط الاحتياطي الذي استطاع ان يسحب‏6‏ مدافع الي موقع آخر بعد أن اكتشفتها قوات العدو‏,‏ وخلال ساعة واحدة اصبحت جاهزة للدخول الي المعركة مرة ثانية دون ان يطلب احد منه ان يفعل ذلك‏,‏ ولكنها روح اكتوبر التي تغلغلت في قلوب ابناء القوات المسلحة فكانوا يفضلون الشهادة عن ان تصاب قطعة واحدة من معداتهم‏,‏ وبطل آخر من افراد تلك الفرقة الضابط عبد الصمد الذي اصر علي ان يخرج مع مجموعة لملاقاة القوات الاسرائيلية التي احدثت الثغرة

ورغم أنني رفضت ـ تماما ـ ان يخرج إلي تلك المهمة إلا أنه ابي واصر علي أن يذهب لمواجهة تلك القوات‏,‏ وعندما اقتربت ثلاث دبابات اسرائيلية‏,‏ دمر احداها‏,‏ واصاب الثانية واوقفها عن الحركة‏,‏ واصابته الثالثة في مقتل واستشهد وعاد من كان معه يحملونه فوق اكتافهم يذرفون الدمع علي ذلك البطل الذي تحلي بروح اكتوبر الذي اتمني ان يتحلي بها كل مواطن مصري حتي نستطيع ان نصارع العالم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفي كل امور الحياة‏!!‏

================================================== =============

فكره ازاحة الساتر الترابي المنيع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

اللواء نبيل فؤاد

بعد يومين من ساعة الصفر استكملت إسرائيل التعبئة العامة لقواتها‏,‏ وانطلقت في سيناء لتنفيذ خطتها المعدة مسبقا أبراج الحمام للقضاء علي القوات المصرية في حال عبورها قناة السويس‏,‏ وعندما اقتربت قوات التعبئة الإسرائيلية من القوات المصرية أصبحت صيدا ثمينا لها وتكبدت خسائر وصلت إلي مائتي دبابة‏,‏ وأبدع المصريون البواسل في التصدي والمواجهة وأسر يومها القائد الإسرائيلي عساف ياجور‏,‏ أطلق علي يوم الثامن من أكتوبر يوم الدبابات‏.‏ مع اللواء أركان حرب نبيل فؤاد ضابط بإحدي التشكيلات المشاركة في حرب أكتوبر نتذكر بكل الفخر أياما هي أشرف تاريخ سطر فيه المصريون البواسل صفحات الفخر والعزة وكتبوا حروفه بدمائهم‏..‏

يقول كنت برتبة مقدم إحدي التشكيلات بمسرح عملياتها بين الفردان والإسماعيلية وكان موعد عبور الفرقة هو الساعة‏4.25‏ بالقوارب المطاطية وأبلغ سلاح المهندسين العسكريين أنه يحتاج علي الأقل إلي‏4‏ ساعات في ضوء النهار ليتمكن من إنجاز الكباري التي ستعبر عليها المدرعات وهذا يتطلب دور المشاة في التمهيد والاشتباك بعيدا عن شاطئ القتال شرقا حتي يتاح للمهندسين إنجاز المهمة‏,‏ فكان الحل لتنفيذ ذلك هو تشكيل مجموعات صغيرة من القناصة أفراد المشاة تتكون كل مجموعة من‏4‏ ـ‏5‏ أفراد بدرجة لياقة عالية جدا تمكنهم من القدرة علي التحمل والتوغل بعيدا عن الضفة الشرقية للقناة حتي يتاح لسلاح المهندسين إنجاز مهمتهم

وتم وضع خريطة للجانب الشرقي ونقاطه الحصينة ومدرعاته وتحددت المجموعات من أفراد المشاة وجري التدريب لهم علي مواجهة الدبابات وسيول النيران بخطة التطعيم ضد المعركة فمواجهة الفرد للمدرعة في العلوم العسكرية أمر يفوق طاقته البشرية ولكن بالتدريب واختيار العناصر القوية تحقق الهدف وهذا الفرد يحمل لغمين ومجموعة من القنابل المضادة للدبابات وصاروخا مضادا للدبابات بالإضافة لسلاحه الشخصي وذخيرته للدفاع عن نفسه وبكل هذا الوزن يقفز كالفهد ويعبر مسافة كيلو مترين شرق القناة لمواجهة المدرعات الإسرائيلية قبل شاطئ القناة بخمسة كيلو مترات‏.‏

وبقي الساتر الترابي وخط بارليف ومطلوب من المشاة التعامل معهم وفتح ثغرات به تمهد لعبور المدرعات وأقمنا بالفيوم والقناطر الخيرية نموذجا مماثلا لهذا المانع الخطير غير المسبوق وكانت أدواتنا سلاح الجو حيث يتم القصف بالقنابل الثقيلة وهذا لم يفلح كما‏,‏ أن نيران المدفعية لم تستطع أن تجرف الرمال أو تحركها أو تفتح فيها ثغرة نمر من خلالها والمهندسون العسكريون طبقوا عشرات النظريات التي باءت جميعها بالفشل حتي خرج علينا ضابط مهندس احتياط من أبناء السد العالي وكان مهندسا بالسد وشاهد عمليات تجريف ونقل الرمال بالماء وعرض فكرة مضخات المياه التي تم تطبيقها بالطلمبات العادية فحققت معدلات نجاح واتفق القادة العسكريون علي هذه الفكرة وتم استيراد طلمبات تربونية ذات قوة دفع عالية من فرنسا وألمانيا لأغراض الزراعة والإطفاء وبتطبيقها علي النماذج المماثلة بالقناطر الخيرية والفيوم

أحدثت نتائج مبهرة وفعلت المياه ما لم تفعله القنابل الثقيلة والمدفعية طويلة المدي‏,‏ حيث كان ارتفاع الساتر الترابي‏20‏ مترا ساعدهم في ذلك أن كل عمليات التطهير والتوسيع لقناة السويس التي تمت قبل عام‏1967‏ كانت جميعها تلقي بالرمال والمخلفات علي الجانب الشرقي للقناة وحسبما ذكر موشي ديان في كتابه قصة حياتي قال استحضرت إسرائيل‏20‏ خبيرا أمريكيا وألمانيا وإسرائيليا عكفوا علي تصميم خط دفاعي بعد المانع المائي مباشرة وكان صاحب الفكرة ومنفذها الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان ساعدته الرمال علي الارتفاع بالخط إلي‏20‏ مترا ودرجة ميل من‏45‏ ـ‏60‏ درجة بحيث يستحيل علي أي من المركبات سواء كانت سحب رباعي أو جنزير أن تصعد المانع وجعل في نهاية المانع منطقة رمال هشة بحيث الرمال الناعمة جدا تجعل الأقدام تغوص إذا ما تم السير عليها

وحسبما قال موشي ديان إن هذا المانع يمنع المدفعية والمدرعات ويعوق المشاة وإذا ما فكرت المشاة المصرية في العبور فسوف نسوي بها الأرض من خلال النقاط الحصينة وهي عبارة عن‏53‏ نقطة حصينة علي طول القناة تم تشييدها بفكر عسكري متطور حيث استغلوا قطار القنطرة العريش وفكوا القضبان وشيدوا النقاط الحصينة بالقضبان وأكياس الحصي ولطبقات وأحاطوها بخطوط النابالم ويستحيل اقتحام هذه النقاط بأي قصف أيا كان مداه وقوته وبالفعل لم ينجح في إسقاط هذه النقاط غير أفراد المشاة الذين تسللوا علي أقدامهم وقال ديان في كتابه إن المصريين حتي يتاح لهم كسر هذا الساتر يحتاجون إلي قنبلة ذرية أو تعاون

سلاح المهندسين الأمريكي والروسي معهم وكنا نقول هذا الكلام لجنودنا في أثناء التدريب وهم يقتحمون هذا الساتر علي النموذج المماثل عشرات المرات فبالعلم والتدريب سقطت نظرية المستحيل وحسبما ذكر قائد المخابرات الإسرائيلي الجنرال آل عزرا قال عندما وردت إلينا الأخبار عن سقوط النقاط الحصينة في خط بارليف كان الجنرال بارليف قد خرج من الخدمة ويعمل وزيرا للزراعة وكان موجودا بمركز العمليات وبحثت عنه ربما أجد فكرة نطور بها الدفاع عن هذه النقاط وجدته في جانب يبكي كالأطفال وسألته أتبكي علي هزيمة فكرتك أم هزيمة إسرائيل قال بل أبكي علي انتصار المصريين‏.‏

ويستطرد اللواء أركان حرب الدكتور نبيل فؤاد قائلا‏:‏ إحدي هذه النقاط الحصينة هرب منها الجنود الإسرائيليون عندما شاهدوا البرمائيات المصرية تعبر وكنا في قطاع الفرقة مسئولين عن إسقاط‏3‏ نقاط تسلمنا منهم اثنين دون قتال وبقيت الثالثة عند الفردان لم تسقط وكانت كتيبة العقيد سمير حسن مسئولة عن إسقاطها وشنت عليها عدة هجمات ولم تفلح حتي أصيب العقيد سمير وطلبت القيادة منه الإخلاء للعلاج وتكليف أحد ضباطه بمحاصرة النقطة وشلها ولكنه رفض وتلقي علاجا بالمعسكر حتي استسلمت في اليوم الثالث يوم الإثنين‏8‏ أكتوبر الذي أطلق عليه اليهود الإثنين الأسود الذي طبقوا فيه خطة أبراج الحمام

حيث كانت التعبئة قد تمت بكاملها وقاموا بهجوم بري شامل علي قواتنا بطول القناة وفي منطقة الإسماعيلية كان محور ارتكازهم علي النقطة المحاصرة التي لم تسقط عند منطقة الفردان‏,‏ وأبلغتنا المخابرات المصرية بهذا الهجوم وتعداده وتشكيلاته قبلها بساعات وكنا نعلم قبل الحرب أن اكتمال قوتهم يكون في اليوم الثالث وجلسنا في مواقعنا ننتظر المواجهة وكان قائد التشكيل حسن أبو سعدة الذي اجتمع بنا ووضع خطة جيب نيران بحيث يتم نشر القوات علي شكل حدوة حصان ونتيح للعدو التوغل ثم نطبق عليه وكما توقع قائد الفرقة أن هدفهم النقطة الحصينة يريدون الوصول إليها لإحداث ثغرة خلف الخطوط المصرية

وتقوم الخطة علي الفتح السهل والإغلاق بالرصاص والمقذوفات المدفعية والصاروخية‏,‏ حقيقة لم يصدقوا أنفسهم عندما رأونا نتعامل معهم جاءوا وكلهم ثقة بالانتصار يسبق عقولهم ودباباتهم صلف وغرور أتاح لنا التنكيل بهم وإعطاءهم درسا في الفنون العسكرية وتم أسر القائد عساف ياجوري حتي إن صائدي الدبابات أطبقوا علي دبابته فخرج يرفع يديه للاستسلام هو وجنوده ومازالت دباباته موجودة بالفردان ذكري للتاريخ والأجيال التي لم تر النصر العظيم وبعدها خرج أفراد النقطة الحصينة بالراية البيضاء يطلبون استسلامهم وخسرت إسرائيل في هذا اليوم ما يزيد علي‏200‏ دبابة‏

نقلا عن جريده الاهرام المصريه في حوارها مع قادة وابطال حرب اكتوبر المجيده