"الدولة فلسطينية" في طليعة أعمال الأمم المتحدةنيويورك، الولايات المتحدة الأمريكة (CNN) انتهى الأسبوع الأول من مناقشات الأمم المتحدة السبت، بعدما قدم مندوبو دول العالم رؤيتهم للسلام والأمن العالميين، بينما استضافت الهيئة الدولية قمة مصغرة بشأن الجفاف والمجاعة في القرن الافريقي.
غير أن موضوعا واحدا بقي في طليعة أعمال الجمعية العامة السنوية السادسة والستين، وهو محاولة إقامة الدولة الفلسطينية.
فمن المقرر أن يتحدث سفير مصر لدى الأمم المتحدة عبد الفتاح ماجد في وقت لاحق يوم السبت، ومن المتوقع أن يعلق على طلب الزعيم الفلسطيني محمود عباس التاريخي للحصول على عضوية الأمم المتحدة.
ووسط تصفيق حاد، وبصفته رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، أكد محمود عباس، الجمعة تقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا يهدف منها عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها وإنما نزع شرعية الاحتلال والاستيطان.
وقال عباس "بصفتي رئيسا لدولة فلسطين ورئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية تقدمت بطلب انضمام إلى الأمم المتحدة"، وأنه في ظل الربيع العربي أقول: "دقت ساعة الربيع الفلسطيني.. دقت ساعة الاستقلال"، مضيفاً "لا أعتقد أن أحداً له ذرة ضمير أو وجدان يمكنه أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الأمم المتحدة."
وتابع أنه "آن الأوان لأن ينال شعبنا حريته واستقلاله وحان الوقت لإنهاء معاناة ملايين اللاجئين"، موضحاً أن الفلسطينيين هم آخر شعب محتل في العالم، مضيفاً "جئتكم من الأرض المقدسة لأقول بعد 63 عاما من النكبة.. كفى.. كفى.. كفى.. إن شعبي يريد ممارسة حقه للتمتع بالحرية كغيرة من البشر."
وبعد خطاب عباس، أعلنت القوى الكبرى موافقتها على مقترح باستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية بحلول نهاية العام 2012 القادم.
وتم الإعلان عن هذا الاقتراح، الذي إذا ما قبله الفلسطينيون والإسرائيليون سيكون عليهما عقد أول لقاء مباشر بينهما في غضون أقل من شهر، بعد قليل من تقديم عباس طلباً رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بحصول دولة "فلسطين" على عضوية المنظمة الدولية.
وفيما أعلنت إسرائيل معارضتها للطلب الفلسطيني، فإن الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، تتخوف من أن يؤدي هذا الطلب إلى اندلاع موجة جديدة من العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يعتبرون أنه سيتسبب في تقلص فرص السلام في المنطقة.
وفي رده على خطاب عباس، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى استئناف مفاوضات السلام فوراً وفي الأمم المتحدة، نافياً عن إسرائيل الصورة التي تبدو عليها، قائلاً إنها "دولة تنشد السلام وتسعى إليه."
ونقل موقع الإذاعة الإسرائيلية ملخص ما ورد في كلمة نتنياهو، مشيراً إلى أنه دعا "الشعوب العربية في الشرق الأوسط وبالأخص الشعب الفلسطيني إلى السلام"، وقال نتنياهو "الحقيقة هي أنني أنا أريد السلام وإسرائيل تريد السلام."
وقال نتنياهو إن السلام يتطلب تدابير أمنية متذرعاً بمساحة إسرائيل الصغيرة وأنها بحاجة إلى عمق استراتيجي، مشترطاً تواجداً أمنياً لإسرائيل في مناطق السلطة الفلسطينية، مشيراً في هذا الخصوص إلى القواعد الأمريكية في اليابان والفرنسية والبريطانية في دول أخرى.
وشدد نتنياهو على أن "نواة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليست المستوطنات بل إنه يعود أساساً إلى رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل بصفتها دولة يهودية."