استشهد نقيب شرطة بمديرية أمن القاهرة صباح أمس متأثرا بإصابته بعد أن قام مجهول بإطلاق عيار ناري عليه بالرأس أصابه بكسر بعظام الجمجمة أثناء تواجده مساء أمس الأول بمكان خدمته أعلي الطريق الدائري بدائرة قسم أول السلام وفشلت كافة محاولات اسعافه بعد تفتت عظام الجمجمة في الوقت الذي أصيب رقيب شرطة كان برفقته بطلق ناري بالساق اليسري ويعالج حاليا بمستشفي الشرطة بالعجوزة.
تلقي اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة إخطارا من اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية باستشهاد النقيب حازم محمود عزب "29 سنة" الضابط بإدارة تأمين الطرق والمنافذ بمديرية أمن القاهرة متأثرا بإصابته بطلق ناري بالرأس وكسر بعظام الجمجمة أثناء تواجده بمكان خدمته مساء أمس الأول بخدمة القول الأمني المعين لتأمين الطريق الدائري بالمنطقة الرابعة من حدود القليوبية حتي نفق السلام بدائرة قسم أول السلام.. وقد فشلت جهود اسعافه بمستشفي المعادي للقوات المسلحة.
تبين أن الضابط الشهيد أثناء مروره لتفقد الحالة الأمنية وحال اقترابه من منزل مدينة السلام شاهد سيارة ماركة "كيا سيراتو" سوداء اللون لم يتبين له أرقامها تحديدا بسبب الظلام يستقلها شخص بمفرده تتوقف علي جانب الطريق فتوجه إليه بصحبة القوة المرافقة لفحص السيارة ومناقشته عن سبب توقفه قرر أنه يعمل بإحدي شركات الكارتون بمدينة العاشر من رمضان وأنه في انتظار أحد مندوبي التحصيل لاستلام مبالغ مالية منه وأثناء تفتيش حقيبة السيارة الخلفية عثر بداخلها علي بندقية آلية وأخري مثبت عليها تلسكوب داخل جراب أسود وأثناء ذلك فاجأهم قائد السيارة بإطلاق أعيرة نارية من طبنجة كانت بحوزته محدثا إصابة الضابط ورقيب الشرطة وفر هاربا بسيارته.
اسفر الحادث عن استشهاد الضابط داخل مستشفي القوات المسلحة بالمعادي بعد أن نقل إليها من مستشفي السلام العام متأثرا بإصابته بطلق ناري بالرأس وكسر بعظام الجمجمة وفشل كافة محاولات اسعافه في الوقت الذي أصيب الرقيب حسين علي إبراهيم "32 سنة" بطلق ناري بالساق اليسري ويرقد حاليا بمستشفي الشرطة بالعجوزة لعلاجه.
كشفت التحريات التي أشرف علي جمعها اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أن الشهيد كان معينا لتأمين المنطقة الرابعة بالطريق الدائري وبصحبته كل من الرقيب المصاب قائد السيارة رقم 1532 شرطة والرقيب رضا محمود محمد "30 سنة" من قوة تأمين الطرق والمنافذ والذي كان مسلحا بسلاح آلي وكانت ترافقهم سيارة مسلحة من قطاع الأمن المركزي برئاسة النقيب عمرو حلمي إلا أنها تخلفت عن القول الأمني نظرا لازدحام الطريق.
قرر الرقيب المصاب أنه يقيم بمحافظة المنوفية وحضر في موعد خدمته وتقابل مع النقيب الشهيد وتسلم عمله كقائد لسيارة الشرطة وأثناء قيامهم بتفقد الحالة الأمنية ارتابوا في أمر السيارة المتوقفة والتي قرر قائدها أنه في انتظار مندوب تحصيل مصنع الكارتون الذي يعمل به في مدينة العاشر من رمضان إلا أن تفتيش حقيبة السيارة كشف عن وجود أسلحة بداخلها لتكن المفاجأة قيامه بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم قاصدا قتل الضابط حيث صوب طبنجة كانت بحوزته تجاه رأسه مباشرة.
وأكد الرقيب رضا محمود والذي كان مسلحا أنه فور وقوع الحادث استخدم سلاحه وأطلق منه عيارا ناريا تجاه السيارة لإجبار المتهم علي التوقف ويحتمل أن يكون قد أصابه إلا أنه فر هاربا.
توصلت تحريات رجال المباحث إلي شاهدين للحادث تصادف تواجدهما في موقع الجريمة وهما سالم سلام جمعان "31 سنة" مقاول ومقيم بمدينة السلام وشريف بدوي محمود "39 سنة" مهندس ومقيم بمدينة الشروق واللذان قررا أمام اللواء محمود علي حكمدار العاصمة أنهما كانا متواجدين في موقع الأحداث بالمصادفة وشاهدا المتهم وهو يطلق الأعيرة النارية تجاه الضابط الشهيد والقوة المرافقة له مما دفعهما لملاحقته عقب فراره من مكان الجريمة باستخدام سيارة الأول واصطدما بسيارة الجاني من الخلف وتبين لهما أنها تحمل لوحات معدنية برقم 852 إلا أنهما لم يتمكنا من التقاط الأحرف حيث كان الطريق مظلما ولم يستطيعا الاستمرار في مطاردته بعد اصطدامهما به من الجانب الخلفي الأيسر وإجبارهما علي التوقف لتعطل السيارة.
أمر منصور العيسوي وزير الداخلية بسرعة تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام لسرعة ضبط مرتكب الحادث من خلال الأوصاف التي أدلي بها الرقيب المصاب وزميله وشاهدا الواقعة كذلك عمل نشرة بأوصاف السيارة وتكليف إدارات المرور علي مستوي الجمهورية بالبحث والتحري عن سيارة تحمل الأرقام التي أدلي بها الشاهدان وضبط أي سيارة ماركة "كيا سيراتو" سوداء اللون بها اصطدام من الجانب الخلفي الأيسر بعد احتمال أن تكون السيارة مسروقة واللوحات المعلقة عليها لا تخصها.
وكشفت معاينة رجال المباحث لموقع الحادث عن وجود ثلاثة أظرف فارغة لعيار 9 مللي بالإضافة لظرف آخر عيار 7.62 في 39 خاص بسلاح الرقيب والذي أطلقه لإجبار المتهم علي التوقف بعد فراره من موقع الحادث.
أكد اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة أن الضابط الشهيد قدم حياته ثمنا لأداء واجبه وأنه كان نموذجا مشرفا لرجال الشرطة الذين يثبتون يوما بعد الآخر أنهم قادرون علي حمل الرسالة التي كلفوا بها من أجل حماية الوطن وإعلاء رايته.
وأضاف اللواء مراد أن ما فعله الضابط ليس جديدا عليه فقد كان مثالا للضابط الملتزم في كل شيء خلقا وعملا وأن دمائه الطاهرة لن تضيع هدرا وعزاؤنا الوحيد أنه الآن في الدار الأفضل مع الشهداء في الجنة وأنه ليس الأول ولن يكون الأخير ومهما يحدث فلن ترهبنا تلك الأفعال الإجرامية فرجال الشرطة مستمرون في رسالتهم في حماية الوطن وإقرار الأمن وأمان المواطنين.
وأوضح أن ضباط مديرية أمن القاهرة بكافة قياداتها شاركت أسرة الشهيد في توديع جثمانه في جنازة عسكرية مهيبة خرجت من مسجد الشرطة بالدراسة عصر أمس بعد صدور قرار من النيابة بدفن جثته بعد انتهاء فريق الطب الشرعي بمشرحة زينهم بالسيدة زينب من تشريح جثته لبيان سبب الوفاة.
"الجمهورية" التقت بأحد أقارب الضابط الشهيد داخل مشرحة زينهم بعد أن أصيبت أسرته بحالة انهيار تام وصدمة عصبية عجزوا علي إثرها علي النطق حيث أصيبت والدته بغيبوبة تامة نقلت علي إثرها للمستشفي لاسعافها.
قرر أن الضابط الشهيد كان العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده اللواء محمود عزب ضابط الشرطة منذ حوالي ثلاث سنوات تاركا له مسئولية والدته وشقيقتيه وشقيقه حيث كان هو أكبرهم وتحمل المسئولية بكل معانيها.
وكشف عن مأساة حيث أوضح أن الضابط الشهيد كان يستعد للزفاف خلال الأشهر القادمة بعد ارتباطه بإحدي الفتيات وكان يقوم بتجهيز عش الزوجية إلا أن أصابع الغدر اغتالته واغتالت حلمه وحلم خطيبته وعصفت بكل أحلام أسرته تاركة لهم الحزن والهم واللوعة علي فرقا ابنهم الذي كان يشهد له الجميع بشهامته ورجولته وأخلاقه الحميدة وتفانيه في مد يد المساعدة لكل من يلجأ إليه.
في نفس الوقت استقبل سكان شارع بغداد بميدان الكربة بمصر الجديدة خبر استشهاد النقيب حازم بصدمة غير مصدقين ما حدث بانتهاء حياته علي يد أحد العناصر الخارجة علي القانون أثناء أداء واجبه في ضبط الخارجين علي القانون.
وزير الداخلية يتقدم جنازة الضابط الشهيد ومدير أمن القاهرة يتلقي العزاء
شقيقه: كان نعم الأخ ومازلت في انتظار عودته
خطيبته: سرقوا مني شريك العمر وحسبي الله ونعم الوكيل
كتب - محمد الطوخي ومحمد جمال:
شيعت بعد عصر أمس جنازة الشهيد النقيب حازم محمود عزب من مسجد الشرطة بالدراسة والذي لقي حتفه برصاصة غادرة بالرأس وذلك في مشهد مهيب حضره قيادات وزارة الداخلية علي رأسهم منصور العيسوي وزير الداخلية واللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة والذي تقدم صفوف المشيعين لتلقي واجب العزاء في الفقيد يرافقه اللواءات محمود علي حكمدار العاصمة وأسامة الصغير مدير الإدارة العامة للمباحث وصلاح الشهاوي مدير إدارة نجدة القاهرة والعميد عادل التونسي رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة وعدد كبير من أقارب وزملاء الفقيد.
"الجمهورية" شاركت في تشييع الجثمان الذي خرج في جنازة عسكرية من مسجد الشرطة ملفوفة بعلم مصر تحمله إحدي سيارات الحماية المدنية تتقدمها الموسيقي العسكرية وسط صرخات ودموع أهله وأقاربه وزملائه الذين بدوا في حالة انهيار تام غير مصدقين ما حدث منتظرين عودة حازم من عمله كما اعتادوا كل يوم.
بصعوبة بالغة في مشاهد خيم عليها الحزن واللوعة استطاعت "الجمهورية" الاقتراب من أسرة الشهيد حيث قال مصطفي عزب "18 سنة" طالب بالمرحلة الثانوية "شقيق الشهيد" إنه لم يصدق خبر استشهاد شقيقه الأكبر والذي علم به من زملائه في العمل في الساعة الواحدة من صباح أمس ودخل في حالة انهيار شديدة عجز معها علي إخبار والدته وشقيقتيه بالحادث واللذين أصيبوا بغيبوبة فور علمهم.
أكد أن حازم كان نعم الأخ والصديق بالنسبة له وأن خسارته فيه لن تعوضها الأيام وأن صدمتهم كبيرة خاصة أنهم كانوا يستعدون لحضور زفافه الشهر القادم.
"حسبي الله ونعم الوكيل.. راح برصاص الغدر".. بهذه الكلمات عبرت خطيبة الشهيد عن مشاعرها الحزينة تجاه الحادث الذي اغتال فرحتها وسرق منها شريك العمر لتنخرط في البكاء وتعجز بعدها عن الحديث وتلتقط طرفه منها إحدي قريباته والتي أكدت أن حازم كان مثالا للشهامة وكان يتفاني في أداء عمله فلا تذكر أنه طلب إجازة بشكل مفاجئ أثناء خدمته وكان دائما حريصا علي التوجه مبكرا لمقر عمله مشيرة إلي أن والدته سقطت مغشيا عليها فور علمها بالخبر المشئوم ولم تستطع الحضور لوداع جثمان ابنها الطاهر وإلقاء نظرة الوداع عليه.
العسوي لأسرة الشهيد:
رجال الشرطة يقدمون أرواحهم.. فداءً للوطن
حضر منصور عيسوي وزير الداخلية وقيادات الوزارة ومسئولو مديرية أمن القاهرة صلاة الجنازة علي النقيب حازم محمود عزب ضابط المباحث بمديرية أمن القاهرة.
كان الوزير متأثراً للغاية وقدم العزاء لأسرة فقيد الواجب ولجميع أفراد هيئة الشرطة.
أكد الوزير ان ضباط وأفراد هيئة الشرطة يقدمون أرواحهم فداء لاستقرار مصر وشعبها.. وفي الوقت نفسه حث رجال الشرطة علي الاستمرار في حماية الوطن من أجل استقرار مصر.