البالتوك وسنينه (2)

غرفة ( أسود من ورق )


أخواني أخواتي قد سبق لكم الدخول معي في غرفة ( الشرشحة ) وقد اتخذت

قراراً بعدم الرجوع إليها مرة أخرى وبدأت في البحث عن غرفة أفضل من سابقتها

. وطبعاً أنتم تعرفون بأن ثقافتي في اللغة الإنجليزية لا تتعدى كلمتان هما ( يس )

و ( نو ) . المهم ... دخلت إحدى الغرف والسلام . وقد كانت المفاجأة . الغرفة

منقسمة إلى فريقين . حرب ضروس بين الفرقتين . تراشق بالكلمات المحرمة

دولياً وإقليمياً . الفريقان هم لأكبر مذهبان إسلاميان . المذهب الأول سنسميه

مجازاً ( المذهب س ) الفريق الأخر ( المذهب ص ) . جلست أستمع لمدة ساعتين

كالمرة السابقة في الغرفة الملعونة إياها . الحديث هنا عبارة عن معركة حامية

الوطيس . كل من الفريقين ينعت الفريق الثاني بأبشع الصفات بداية ( بالزندقة )

ووصولاً ( للكفر ) . يتدافعون بالكلمات وكل منهم يريد أن يقذف بالآخر إلى

( جهنم ). وكأن جنهم هذه مدرسة داخلية يرسل فيها من يشاء من يشاء كما

يشاء . حسب الأهواء . وجدتهم كالأسود . ذكروني بالمثل العربي القائل ( أسد

عليَ وفي الحروب نعامة ) يقطعون بعضهم إرباً بكل ما لديهم من شجاعة وقوة

بأس يحدسدون عليها . متناسيين حركات التبشير التي تأكل يومياً الآلاف من

المسلمين من الجسد الإسلامي الضعيف والذي لم ير ضعفاً على مر التاريخ مثل

هذا الضعف . متناسين أيضاً حرب الإبادة ضد المسلمين والإسلام في كل أرجاء

المعمورة . في الصومال والسودان ونيجيريا وفلسطين المحتلة والعراق

وأفغانستان والهند ونيجيريا وروسيا ويوغسلافيا واندونيسيا وفي كل مكان .

مشغولين عن كل هذا بحروبهم الصغيرة التي وضع خطوطها العريضة أعداء

الإسلام . وما هم إلا مجرد عرائس خشبية يحركها لاعب ماهر موجود في مبنى

الموساد في تل أبيب . وهنا لم أحتمل السكوت أكثر من هذا . طلبت الكلام وقلت

لهم : أخواني عيب عليكم ما تفعلونه بالإسلام . إن أعداء الإسلام لم يستطيعو

فعل هذا بالدين من شقاق وفرقة مثلما تفعلونه أنتم الآن . أخواني اتفقوا قبل أن

يفوت الأوان . قبل أن تفيقوا فتجدوا أنفسكم في أسواق النخاسة مجرد عبيد

ونسائكم وبناتكم سبايا على موائد القردة والخنازير . حرام عليكم ما تفعلونه مع

بعضكما البعض .هناك خطر أكبر التفتوا إليه . وحدوا الصفوف . دافعوا عن

وجودكم أولاً . فأنتم في طريقكم للزوال . وهنا وجدت شخص من الفريق ( س )

يقول : أخرجوا هذا الــ .... من هنا أنه تابع للفريق ( ص ) أنه كافر . وبدأت

الشتائم تتوالى على مسامعي وعلى شاشة الشات . وانبرى شخص آخر من

الفريق ( ص ) وقال : أحذروا من هذا النجس أنه من الفريق ( س ) . وهنا

تيقنت بأنه خسارة الكلام وتركتهم وخرجت من الغرفة وقررت ألا أدخل هذه الغرفة

مرة أخرى . غرفة ( الأخوة الأعداء ) أو بمعنى أصح ( أسود من ورق ) . وقد

منعني ديني أن أرد عليهم حتى لا أكون مشاركاً في هذه الفتنة المستعرة بأيدي

أعداء الإسلام . وإلى اللقاء في غرفة أخرى وهي غرفة ( دلعني يا ..... )



خسارة ... خسارة .... خسارة الكلام