-----اغتيال النبوة
في الرد على من أساءوا إلى حضرة النبى محمد(ص)
قف يازمان أو انطلق....
لأمس ليس يشبه الغد
قل يازمان
كيف صرنا أحاديث الرعاع
وكاذب علينا يشهد
هذا الدميم كيف رأى النبى
وهو من كل عين مجرد
يستحى الجرح منا كأنه
فى بلدة الآلام ضائع ومشرد
هؤلاء القوم, من هؤلاء القوم؟
بين مكذب وآخر يجحد
عيونهم تنكر الضوء
ويستحى أن يشتكى منهم الرمد
فكأن أجفانا لهم حين تشرق
ينبثق منها الضوء الأسود
لهم عقول لا عقل فيها
لو للبهائم مثلها لتجبروا وتمردوا
لم يسء النبى إلى عدو
بل عفا عمن أساءوا واعتدوا
ماكان إلا رحمة من الرحمن للكون
والكون كان يمهد
هذا خلق النبى وهديه
وما أنتم إلا أناس لنارهم قد أوقدوا
ليت الشموس قد انطفأن
ليعلموا أن الضياء هو أحمد
فالشمس يحجبها الغروب
وما توارى النور فيك محمد
غاب الضياء بأعين وقلوب
حتى أتاهم منك ضوء فاهتدوا
أهكذا السنة العابثين وأيد...
ليس تقطعها ولا قطعت يد
يرمى النبى بألف سهم
وهو فى الصفات الأوحد
الصمت صار محدثا
عن كبائر فى الضمائر تولد
أيموت من وهب الحياة
ليحيا الذليل ويخلد
إن أردتم الفردوس فى الدنيا
فكونوا مرآة النبي أو اقتدوا
والنار يشم ريحها كل العصاة
والغد القريب الموعد
فغدا يفنى كل الجحود من العيون
لكنهم لن يحمدوا
وغدا تفنى كل الجلود
والنار لاتفنى وتقول تجلدوا
فمن نور النبي زهدتم
فمن نور السعير تزودوا
أى فاجعة تحل بعالمى
صار الضمير بصدرنا يتوسد
لا عواء الذئب نخشى
وللرجال نباح ودم مباح يزهد
يا زمان الجهل الأول
هل عدت إلينا أم نحن إليك عود
يتغير الرجال والنساء
لكن نهرك يبقى المورد
فالسوط مازال والليل يسقينا
والحر بلا قيد مقيد
يعز ذليل متكبر همج
ويذل ويهان شريف سيد
هذى المدائن لاتبقى على جميل
فأجمل ما فيها بائد
فأناسها صمت وعجز بليغ
فلم ترد عن النبى مكائد
هل ردة كبرى حلت بنا؟
كذبت وقلت لم تترددوا...
زرعت الصحراء فرسانا قديما
والى الآن أطفالا مابدوا..
فاحفظوا عهد النبى أنتم
فقد حفظ النبى الواحد
أيد مقطعة وسيف زائل
وقلب نابض ونصر عائد؛
فالقلب مصباح لكون أغطش...
الشمس لعين؛ فمات العابد
فيا أيها الليل الكئيب...
سوف تبحر إلى بحر وميناء أبعد
وعما قريب يفتح النور بابا
ومن الأبواب بابا يوصد...
يا نبيا قد تفرد بالكمال
إنهم بما سواه تفردوا
ظللت وحدك للضياء سجية
وإن نقص الواشون أو تعددوا
هم ألسن مقطوعة وأياد
فما ينال بعجزهم باتر ومهند
مدن الرقيق تآمرت
حتى يعم العالم المستعبد؛...
سقطت بقاع مضمحل
فهل يُرى الطير البعيد الأبعد
أقولها لايجور الغضب بى
والثأر فى دمى متوقد
لم تعرف العجم والعرب مثل (محمد)
حتى تقيس عليه مالا يولد؛...
واليوم يأتى عقل وما هو غير كأس
لا يفكر إلا حين يعربد....
يصور ما يصور بمقلة عمياء
وإن حل مالا يُعقد؛
فهل أثنى الغسق على الضياء
أو أثنى على الظلام الفرقد؟
ويمكث العمر بظلمة..
فما يؤرقه إلا الشعاع الشارد...
هذا الذى عرف الضياء
وعلى الديجور كان يراود
عجب الغراب بنوحه
فهل يعيب إلا من كان يغرد؟؟