أصبحت العمارة التي أسكن بها مزار علمي لكثير من المهندسين حيث يظن البعض " بطريق الخطأ " أنهم أمام مدرسة هندسية جديدة ويظن آخرون
( بنفس طريق الخطأ ) بأنهم أمام فلسفة معمارية غير مسبوقة . لكن الجميع اتفقوا علي أن هذه العمارة بناء تاريخي يجب أن يخلد .. !! . ما هي حكاية هذه العمارة . ؟ الحكاية وما فيها يا سادة أنني قمت ببناء عمارة من ستة أدوار وكان جمالها وروعتها حديث أهالي الحي جميعا . ولم يكن الشارع به إسفلت ولكن رزقنا الله بزيارة مسئول فاضطر مسئولوا الحي لسفلتة الشارع ,. وجميعكم تعلمون سمك طبقة الإسفلت . والحمد لله تم سفلتة الشارع ولكن للأسف علا مستوي الشارع متر . فلم أقم لهذا وزنا وتحليت بفضيلة الراضي بقضاء الله وتمتمت . الحمد لله . مش مهم . المهم النظافة .. ولم تمضي سوي خمسة أشهر حتي تم تكسير الإسفلت وحفر باطن الأرض بطريقة من يبحث عن كنز .. فسألت . خير يا جماعة . ؟ شلتوا الأسفلت ليه .. ؟ يا تري فيه شارع تاني فيه زيارة ها تخادوا الإسفلت بتاعنا وتحطوه هناك . ؟ ! فكنت الإجابة .. بطل هبل يا جدع أنت . مواسير الصرف الصحي بتاعتكم ما اتغيرتش من عهد نارمر . ويجب تبديلها ... وبالفعل بدلوها بأخري عملاقة استلزمت حفر الشارع بشكل يوحي بحفر قناة ملاحية مكان شارعنا . والحمد لله تم الأمر وتم الردم وتم إعادة سفلتة الشارع مرة أخري ولكن في هذه المرة أصبح الدور الأول من عمارتي بدروم .. ! .... ثم تقاطر علينا الحفارون يليهم المسفلتون ... حفر لمياه ثم إسفلت . حفر للتليفونات ثم إسفلت . حفر للغاز ثم إسفلت . وعلي مدار العشرة سنوات الماضية ثم أعادوا علينا الكرة الحفرية مرة أخري فإذا بعماراتي ذات الستة أدوار غارقة بكاملها في بحر من الإسفلت ولا يظهر منها سوي دور واحد والخمسة طوابق بفضل جهود السادة المسفلتين غاصت تحت الأأرض . صحيح أننا لا نعاني من حر الصيف ولا برد الشتاء . وصحيح أن كل شقة أقامت لنفسها فتحة تهوية تشبه مدخنة الكبابجي . وصحيح أننا أصبحنا مزار سياحي علمي . وأحيانا مزار كوميدي ..!! فلا خنادق الحروب ولا الآبار بها روعة عمارتي وإعجازها الهندسي إلا أننا بدأنا نضج . ليس للعيشة تحت الأرض ولكن لتعدد الأبحاث عنا ونشرها بشكل دوري في كبريات الصحف والنشرات العلمية فكل يوم يطالعنا باحث بنظرية جديدة . منهم من يقول أنه قد تم بنائها داخل فوهة بركان خامد . وآخر يقول أنها من أعمال سحرة رمسيس الثاني . وثالث يطالب بأن يكون هناك مقياس جيولجي جديد اسمه " تحت منسوب سطح الإسفلت " ... وهكذا . لذلك أردت التنبيه علي كل من يريد أن يبني لنفسه عمارة أن يقوم بإنشاء سلالم بارتفاع خمسة أدوار ثم يقوم بإنشاء الدور الأول فوقها ... ثم أوصيكم بوصية أخيرة وهي . عندما تتساوي عمارتي بالأرض ضعوا فوقها شاهد كشاهد القبور واكتبوا عليه ( نرجو عدم لعب الكرة هنا فأسفل قدميك سكان )
محدثكم
أكرم عبد القوي الأعلامي
من الدور الخامس تحت الأرض