التحقيقات تؤكد تورط عناصر (المنحل) فى فتنة جرجا والمنياماهر عبدالصبور ومحمد عبده :كشفت التحقيقات التى أجرتها أجهزة الأمن والنيابة فى أحداث العنف التى شهدتها مدينة جرجا فى محافظة سوهاج وقرية نزلة فرج الله فى محافظة المنيا خلال الأيام الماضية عن تورط عناصر الحزب الوطنى المنحل فى تفجير الأزمتين.
وفى أحداث جرجا أمرت نيابة سوهاج بضبط وإحضار عضوى مجلس الشعب المنحل محمد الجبيلى وخليفة رضوان عن الحزب الوطنى المنحل للتحقيق معهما فى القضية، كما أمرت النيابة بحبس اسلام فيصل على ذمة التحقيقات بتهمة خطف 4 أطفال وهتك عرضهم وتصويرهم عرايا وبث وإرسال صورهم عبر المحمول أثناء الأزمة.
وفى المنيا سادت حالة من الهدوء الحذر بين أهالى قريتى نزلة فرج الله والحوارتة بالمنيا، أمس، واللتين شهدتا مواجهات طائفية بين المسيحيين والمسلمين، إثر وقوع مشادة بين مسلم وسائق سيارة قبطى، بقرية نزلة فرج الله، تطورت إلى مشاجرة، قام بعدها عدد من الأقباط، بمهاجمة المصلين أثناء خروجهم من صلاة التراويح، مما تسبب فى إصابة 6 مسلمين، ومصرع قبطى.
كانت نيابة مركز المنيا، قد
قررت استمرار حبس عدد من المتهمين لمدة 15 يوما، بتهمة الإتلاف والحرق ومهاجمة دور العبادة، إلا أن أهالى القريتين فجروا مفاجأة من العيار الثقيل، أثناء حضور اللواء ممدوح مقلد مدير امن المنيا، وعدد من القيادات الشعبية والأمنية والدينية، بأن هناك أيادى خفية تسعى لإشعال نار الفتنة بين الطرفين، حيث سمع اهالى قرية الحوارتة فى نداء من أحد مساجد القرية، أن أبناءهم قتلوا فى قرية نزلة فرج الله مما أثار حفيظة الجميع.
وفى جولة لـ«الشروق» بقرية نزلة فرج الله، والتى رفض معظم أهلها من الأقباط الرد على الأسئلة، فى حين رد البعض بقلق وتوتر، فعند سؤالنا لجورج اسحاق أبسخرون، عن مدى العلاقة بين مسيحيى القرية وهم أغلبية وبين مسلمى القرية وهم أقلية:
قال «إننا كأقباط رغم أغلبيتنا إلا أننا لم نتعد من قبل على المسلمين، وان علاقة ودية تربطنا، ولكن فى الأيام الأخيرة، وبخاصة عقب حل الحزب الوطنى، وضياع حقنا فى التمثيل بالمجالس المحلية، بدأت مشاكل القرية تتفاقم وبدون حلول، وأحسسنا بأننا كأقباط لا أحد يسمع طلباتنا، وتدخل أعضاء من الحزب الوطنى وأوهمونا بأن عصر سماع الطلبات وحلها قد انتهى، وان الطلبات لا تنفذ إلا بمنطق القوة».
وفى قرية الحوارتة والتى انتقل معظم أبنائها للدفاع عن مسلمى قرية نزلة فرج الله، لارتباطهم بصلات قرابة ومصاهرة، أكد عدد من الأهالى أن أصابع خفية تعبث، وقال سيد محمد صاوى، انه أثناء صلاة التراويح مساء الأحد الماضى، سمعوا صوت منادٍ من احد المساجد، يقول انقذوا أبناءكم بقرية نزلة فرج الله، فالأقباط يقتلونهم بالسلاح الآلى، فلم يهتم أحد بمن ينادى، بقدر ما اهتم الأهالى بالبحث عن وسيلة يصلون بها لقرية نزلة فرج الله، حتى إن هناك شبابا ترجلوا للقرية، لمحاولة إنقاذ أهلهم. ورغم إبرام الصلح والتوقيع بعدم وجود شرط جزائى، قرر أهالى القريتين فيما بينهم قطع سبل عودة الأزمة، بتوقيع شرط جزائى قيمته نصف مليون جنيه، ووقع على هذه الايصالات عشرة من كل طرف، ليلزموا أنفسهم بعدم السماع لمثيرى الفتنة من جديد، وأن المسلمين قرروا فيما بينهم تعويض أقباط قرية فرج الله عما احترق من معدات زراعية، إعلانا منهم عن عودة روح المحبة والتسامح بينهما.