سيناء تحت السيطرة الأمنية منذ اندلاع ثورة25 يناير وإسرائيل تراقب وتتابع ما يحدث علي الساحة المصرية ثم تستخدم أدواتها من الجاسوسية حتي الشائعات أو التصريحات المغرضة في اثارة القلاقل والاضطرابات والفتن بما يخدم أهداف إسرائيل. بما يصورها بأنها واحة الديمقراطية والحرية, ومن ذلك ما اطلقه منذ أيام رئيس جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن سيناء اصبحت خارج السيطرة الأمنية المصرية.
وهذا الكلام جد خطير ويكشف عن نوايا المتربصين بنا علي الحدود الشرقية من مسئولي حكومة إسرائيل واستغلال حالة الانفلات الأمني المؤقتة في تشويه صورة مصر وتصويرها امام الرأي العام العالمي بأنها غير مستقرة برغم ما تطالعنا به الصحف العبرية يوميا من عمليات قتل وتفجيرات داخل إسرائيل وخطف جنود إسرائيل علي الحدود بل ان شوارع مصر أكثر امنا من شوارع تل أبيب فما شهدته المحافظة الأيام الماضية من تفجيرات لخط الغاز أو الهجوم علي قسم شرطة العريش وخطف السيارات كل هذه الاحداث تجري الاجهزة المعنية لاحتوائها وضبط مرتكبيها وتأكيد السيطرة الأمنية علي ارجاء سيناء.
لقد استضافت الأهرام اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء بمكتب الأهرام بالعريش ليشرح لنا كل الاوضاع الأمنية بالمحافظة ويوضح بالادلة والبراهين التي لا تقبل الشك ما صرح به رئيس جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بقوله: إن ما يدعي رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي قد طالعنا بتصريح غاية في الغرابة ومفاده ان قوات الأمن المصرية تفقد السيطرة علي سيناء وان هناك تدفقا مستمرا للاسلحة إلي قطاع غزة.
مشيرا إلي ما تعرضت له المحافظة الأيام القليلة الماضية من سلسلة من التفجيرات التي استهدفت خطوط الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل, والهجوم علي مراكز الشرطة وكذلك تورط400 من متطرفي القاعدة في التخطيط لأعمال إرهابية بمصر سيناء.
وقال المحافظ بصفتي رجلا عسكريا أولا أؤكد ان كل ما قاله هذا الشخص غير صحيح ويعتقد أنه اطلقه من مكتبه المكيف دون أن يلاحظ ما يجري علي أرض الواقع وهدفه من مثل هذه التصريحات هو استفزاز المواطنين فقط وتصوير سيناء للرأي العام أن بها انفلاتا أمنيا يصعب السيطرة عليه وان هذا الشخص قد اعتاد مثل هذه التصريحات بلهجة عنيفة وان كل ما قاله عار تماما من الصحة, والسيطرة الأمنية بسيناء تامة وان وجود بعض العناصر الخارجية عن القانون لا يعني أن مصر لا تسيطر أمنيا, وفند المحافظ بالادلة والبراهين كلام رئيس جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بقوله إن منفذي الهجوم علي محطات الغاز بسيناء من قبل اجندة خارجية قد تم تحديد شخصياتهم بالكامل وهم نفس منفذي الهجوم علي قسم ثان العريش وهم مجموعات متطرفة خارجة عن القانون تساعدهم بعض العناصر الخارجية لتنفيذ مخطط يخدم الكيان الصهيوني وان عدد هؤلاء الافراد لا يتجاوز ألف شخص وانه تم تحديدهم والقبض علي عدد منهم لكن لسرية التحقيقات التي تجري حاليا بأحد الاجهزة الأمنية بالبلاد فنحن لن نفصح عنهم لكن ستكون هناك مفاجآت خلال الأيام القليلة المقبلة ولن نخفي شيئا.
واضاف أن الدليل الأخير أن كل الأجهزة التنفيذية تعمل بكامل طاقتها بالمحافظة من كل الإدارات وليس هناك ما يعيق ذلك! واختتم المحافظ كلامه بتوجيه سؤال لرئيس شعبه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ان ما لديكم بإسرائيل من انفلات أمني أكثر بكثير مما يحدث علي أرض سيناء. فهل يجوز لنا أن نقول ان إسرائيل خارج السيطرة الأمنية؟
خطة لإعادة الانضباط
ومن جانبه أكد اللواء صالح المصري مدير أمن شمال سيناء أن هناك خطة أمنية محكمة لإعادة الانضباط الأمني بالمحافظة ومنها انه تم التنسيق مع قواتنا المسلحة بتعزيز بعض مناطق من مداخل ومخارج المحافظة, فالاجهزة الأمنية حاليا قد انتهت من إعداد خطة متكاملة حيث عقد اجتماع موسع بين كل الأجهزة الأمنية بالمحافظة لإعادة الانضباط.
واضاف أننا اعتدنا منذ ثورة الشعب المصري في25 يناير2011 ان تصدر تصريحات استفزازية ضد مصر بلهجة عنيفة بخصوص الوضع في سيناء, مشيرا إلي أن تصريحات أفيف كوخافي رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عارية تماما من الصحة وان ما يحدث في إسرائيل أكثر بكثير مما يحدث بسيناء وان الجهات الأمنية ـ سواء القوات المسلحة أو اجهزة الشرطة ـ تفرض سيطرتها الكاملة علي سيناء علي الرغم من الاحداث الأخيرة التي قامت بها عناصر متطرفة مصرية وأجنبية, وقال مدير الأمن إنه لا يمكن القول ان سيناء خارج السيطرة الأمنية هذا الكلام غير صحيح, مشيرا إلي أن الوضع كل يوم يتحسن عن الوضع الذي يسبقه والشرطة تستعد للانتشار الكامل في الشيخ زويد ورفح وكل مناطق المحافظة.
حماية الحدود مهمتنا
حالة من الاستياء العامة اصابت مشايخ قبائل سيناء عقب تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصفوها بأنها خرافات, وقال شيخ مشايخ سيناء إن مثل هذه التصريحات تدعوا إلي السخرية فسيناء تحت السيطرة الأمنية الكاملة ولا يعني وجود بعض الخارجين عن القانون ان سيناء اصبحت في حالة من الانفلات الأمني فيقول الشيخ عارف أبوعكر من مشايخ منطقة الشيخ زويد أن سيناء تنعم باستقرار أمني كبير وان جميع ابناء القبائل يعلمون كل كبيرة وصغيرة وكل حبة رمل في أراضيهم ويلفظون أي خروج عن القانون وان ما حدث أخيرا فاننا نضع ايدينا بأيدي رجال القوات المسلحة والاستعانة بقصاصي الاثر وشباب القبائل الذين يخبروننا بكل شيء ولن يطول الانتظار وسيتم القبض عليهم سريعا لتضييق الخناق عليهم وسط صحاري سيناء الواسعة, واشار أبوعكر إلي أن ما تحلم به إسرائيل من زرع الفتنة داخل مجتمعاتنا بعيد عن ايديها فنحن نعلم كيف نحمي الارض والعرض وان مثل هذه التصريحات تزيد من عزيمتنا واننا مثلما كان الاجداد حماة لبوابة مصر الشرقية فنحن علي عهدنا معهم ماضون قدما, وان أي تصريح إسرائيلي يتم دراسته وتحليله والمقصود منه ومثل هذا التصريح لا يعني إلا محاولة من الموساد الإسرائيلي الذي يطالعنا بمحاولاته الفاشلة يوميا إلي زعزعة الاستقرار في سيناء وهذا ما ترفضه كل القبائل بسيناء.
أما الشيخ نايف الزيود شيخ قرية القريعة وابناء قبيلة الزيود فيقول إن الانف من ابناء القبائل بسيناء يحاصرون صور الخروج عن القانون وسيتم القبض عليهم فور انتهاء قصاصي الأثر من ملاحقتهم بصحراء سيناء وبهذا فان تضييق الخناق عليهم من كل المحاور سيجعل عملية القبض عليهم أسرع, واضاف الشيخ نايف ان المزايدة علي أمن سيناء شيء مرفوض تماما خاصة من قبل إسرائيل التي دائما ما تكون وراء أي حدث ونحن منتبهون لهم جميعا ولافكارهم الهدامة.