الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد
فقد قال الإمام الجليل عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى ( اعلم إني أرى الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإلى الله نشكوا وحشتنا ، وذهاب الإخوان ، وقلة الأعوان ، وظهور البدع ، وإلى الله نشكوا عظيم ما حلّ بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة وظهور البدع ) أخرجه اللا لكائي .
وعن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حبان بن أبي جبلة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال (( لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم اليوم ، ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة )) أخرجه البخاري ، قال الأوزاعي رحمه الله (( فكيف لو كان اليوم ؟ )) .قال عيسى رحمه الله (( فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟ )) .
قلت فكيف لو أدركوا جميعا هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الإسلام والسنة وانتشرت فيه البدعة والفتنة .
وكثير ما يحصل عند بعض المحبين للسنن تردد في إحياء سنة لا وجود لها في مجتمعه ، يدفعه إلى ذلك خجل ، أو نحو ذلك .
ألا فليعلم هؤلاء أن إحياءهم السنة في هذه الحالة أفضل بأضعاف مضاعفة من العمل بها في مجتمع متمسك بالسنة .
وما أحسن ما قاله العلامة الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في ردّه على من أنكر سنة رفع الصوت بالذكر بعد السلام :
(( فلو كان كل ما تُرك من السنن القولية والفعلية ، مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ مما تساهل بترك العمل به ، من الأمور التي يثاب الإنسان على فعلها ، ولا يعاقب على تركها ــ إذا أخبر بها مخبر أنها سنة مهجورة غير معمول بها : أن المخبر بذلك مشوّش على الناس إذا عمل به .. لانسدّ باب العلم ، وأميتت السنن ، وفي ذلك من المفاسد مالا يحصيه إلا الله )) أه { تحقيق الكلام في مشروعية الجهر بالذكر بعد السلام } .
وفي هذا الموضوع سنبدأ إن شاء الله بجمع السنن المهجورة والتي قلّ العمل بها أو ندر من الناس
ولا ننسى الأجر الكبير في ذلك بإحياء هذه السنن ، والثواب المتعدي على من نشرها إذا عمل بها أحد من القراء ، نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد ، وأن تكون خالصة لوجهه الكريم .
وجزى الله المشاركين في هذا العمل خير الجزاء ، وكتب لهم أجر ما ينشروه إنه ولي ذلك والقادر عليه .