فى موائد الرحمن.. أنت ثورة ولا فلول؟!تقرير - محمد عادل:هتفطر فين السنة دي: التحرير ولا المهندسين ولا روكسي.. انت مع مين بالضبط ثورة ولا فلول.. هذه عينة من التساؤلات المتداولة استعدادا لاستقبال شهر رمضان المعظم الذي يحل مختلفا هذا العام على الشعب المصري وفي ظروف غير عادية بالمرة.
فلأول مرة سيحل الشهر الفضيل بدون مائدة الرحمن العملاقة التي كان يقيمها د. أحمد فتحي سرور في موطنه الانتخابي بحي السيدة زينب العتيق، وكذلك بدون مائدة أحمد عز ويوسف بطرس غالي اللتين كانتا تنسج حولهما الأساطير.
م الآخر رمضان السنة دي جديد وبإذن الله يكون سعيد، ولهذا تشير التوقعات إلى أن تصنيف المصريين المفطرين على موائد الرحمن هذا العام سيكون بحسب انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية التي حدثت لها طفرة هائلة بعد ثورة 25 يناير.
فأعداء الفساد والثائرون سيفطرون بلا شك في ميدان التحرير رمز ثورتهم المجيدة، ومن الطبيعي أنهم لن يتناولوا طعام "الكنتاكي" حتى لا يتهموا بالعمالة والخيانة وتلقي التمويل من الخارج، وإمعانا في إثبات حسن النية فإنهم في الغالب سيلتهمون ساندويتشات الفول والفلافل وأطباق الكشري لإثبات مدى ولائهم وعظيم تضحياتهم.
أما أولئك الذين يتباكون على رموز النظام الغابر والذين ما زالوا يذرفون الدموع على الرئيس المخلوع وحاشيته فإنهم سيتوجهون إلى ساحة جامعة الدول العربية بالمهندسين، وهؤلاء طبعا سيكون إفطارهم بما لذ وطاب من المحاشي واللحوم التي جمعت من مص دماء وطحن عظام الفقراء.
وبعيدا عن هذا وذاك فمن المتوقع أيضا إقامة مائدة ثالثة وذلك بميدان روكسي لأولئك الذين يريدون التعبير عن ولائهم للمجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد حاليا، وهؤلاء طبعا يرون أن هذا هو المكان الأكثر أمنا حتى لو كان الإفطار "أرديحي" من غير زفر.
أما عن باقي موائد الرحمن التي سنراها هذا العام فإنها ستنقسم إلى عدة أنواع فبعضها سيقام عن طريق "عبده مشتاق" لمقعد البرلمان، فيما لن تنعدم بلا أدى شك تلك الموائد التي يقيمها أصحابها ابتغاء وجه الله تعالى وسعيا لمرضاته وتطهير أموالهم بالصدقات.. مش بنقول لكم رمضان السنة دي مختلف.
عادة حميدةوتعد موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي الذي تميز الشهر الكريم عن باقي شهور السنة وتتفاوت الأطباق المقدمة من خلال موائد الرحمن ما بين الأحياء الراقية والأحياء الشعبية.. و من الملاحظ هذا العام أن هناك بعض المساجد التي تعد مائدة الرحمن طوال العام لإعداد مائدة تتفنن في تقديم أشهى الأطباق خلال هذه الموائد ما بين الخمس نجوم والثلاث نجوم ، أما شهر رمضان فنجد له المذاق والشكل الخاص وهناك موائد رحمن تقام في الأحياء الشعبية .
وقد أفادت دراسة سابقة لجامعة الأزهر أن موائد الرحمن في القاهرة وحدها تتكلف ما يزيد على مليار جنيه فيما ينفق أهالي المحافظات الأخرى على تلك الموائد مليار جنيه أخرى، مشيرة إلى أن عدد المواطنين الذين يأكلون على موائد الرحمن يبلغ ثلاثة ملايين شخص يوميا مع العلم أن الجهات التي تنظم موائد الرحمن أو عدد الأشخاص يصل إلى عشرة آلاف جهة أو طرف.