ييان أدباء الفيوم حول نشاط الثقافة العامة في رمضان
*******************
كثيرا ما نادينا، ونادى أدباء مصر على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الجغرافية والإبداعية، بالنظر الجاد والعميق في ماكينة العمل الثقافي وآليات وضع الخطط والبرامج الثقافية وتنفيذها، وأشرنا كثيرا وعلى امتداد سنوات إلى إخفاق عميق في الموازنة بين إمكانات المؤسسة الثقافية والدور المنوط بها، وفيما يخص الهيئة العامة لقصور الثقافة طُرحت أفكار وبرامج عديدة ومتتابعة وثرية في رؤاها وانحيازاتها، بما يقيم عماد المؤسسة كمنصة حقيقية للثقافة الجماهيرية، كما يُفترض فيها أن تكون، ولا شك يتجلى صدق هذه التوجهات وعمق طرحها ونبل مقاصدها في مراجعة بسيطة للأفكار الشخصية والمذكرات الرسمية وأوراق العمل وتوصيات المؤتمرات الثقافية الإقليمية والعامة طوال السنوات الخوالي، والتي لم تفوّت فرصة سانحة لتصرخ في البرية أن أقيلوا هيئة ثقافة الجماهير من عثرتها، أو أقيلوا من يتسببون في هذه العثرة.
من هذا المنطلق لم يتوان أديب أو مثقف في الفيوم، أو في غيرها من المحافظات، عن دعم كل مبادرة ناضجة ومساندة كل فعل جاد لإصلاح الشأن الثقافي وهندمة تركته الخربة، ولكن يبدو أن شعورا شخصيا لدى بعض موظفي المؤسسة وسدنتها يغذي لديهم دائما شعورا بأنهم فوق المشكلة وبعيدون عن جذورها وفي وفرة واستغناء عن سواعد وعقول حراسها وأصحابها الحقيقيين، وهو ما كان الرافد الدائم لخطط ومبادرات مركزية تتعامل مع المؤسسة وكأنها وزارة دولة، مقطوعة الصلة عن مجالها الحيوي في ربوع مصر وقراها، ولأن الطريق إلى الجحيم محفوف بالنوايا الحسنة، لم تؤت أي من هذه المبادرات ثمارا يُعوّل عليها، وآخر هذه المبادرات ما دبجته إدارة الثقافة العامة بهيئة قصور الثقافة تحت عنوان حق لم يقدنا إلا لباطل جديد من أباطيل الارتجال والعشوائية وإهدار المال العام، فعبر خطة لم يتوفر لها من الوعي والهندسة ما يثبّت أسسها ويقيم عمادها، قرر السيد أشرف أبو جليل، مدير الإدارة العامة للثقافة العامة، نسف ما استقر من آليات عمل للمؤسسة خلال موسم شهر رمضان، وبه ما به من عوار، ومجاوزته إلى ابتداع فوضوي زاد العوار عوارا ولم يتلاف ما عانيناه في سابق السنين، إذ اقتطع السيد المذكور ما يوازي نصف المليون جنيه من ميزانية النشاط لتنفيذ مشروع شخصي غير مؤسس على رؤية ولا منطق، عبر تخصيص ستة آلاف جنيه من الميزانية المركزية للثقافة العامة عن كل فرع، واقتطاع عشرة آلاف جنيه من الميزانية المباشرة لكل فرع، لتنفيذ برنامج مخطط مركزيا بعيدا عن حالة الفروع وظروفها ومبدعيها واحتياجات ناسها، مبتدعا منظومة كوميدية لإهدار المال العام وشراء الولاءات تحت مسمّى تكريم الأدباء، وهو من أبواب الحق التي أريد بها باطل ومع سبق إصرار وترصد لا نعفي الإدارة ورئيسها منه، فبين عشرات الأسماء الموضوعة للتكريم وافقت القائمة قلائل يستحقون، وأنعمت على كثيرين لا شأن لهم بالعمل الثقافي من السياسيين وأمناء الأحزاب، أو ممن لا منجز لديهم، ناهيك عن ابتذال فكرة التكريم بتعميمها وتوسيع مجالها اعتباطيا، وما صاحبها من برنامج سطحي ومتهافت ولا ظهير له، قاد إلى إلغاء حصة غير قليلة منه، ودمج حصة أخرى، وتنفيذ النزر اليسير الفالت من التخبط على غير ما خُطِّط له، والمحصلة مهرجان واسع من الترضيات وشراء الخواطر والتربيت على أكتاف الزملاء وأبناء الدوائر الضيقة وفق تراكب شللي من مدير الإدارة إلى وكلاء الفروع وخازني أسرارها الدائمين، مع ما جلبه هذا من إهدار واضح وفاضح للمال العام، مال الجماهير وحق ثقافتها المهدرة، وها نحن نقف على خط الفصل بين الطموح والواقع وقد انتهى البرنامج تقريبا، فلا أصلحنا سابق العوار، ولا أقمنا معمارا جديدا وصلبا، ولا كرمنا من يستحق التكريم أو علمنا من يستحق التعليم بدلا عن قطعة بلاستيكية شوهاء ولا معنى لها، ولا عصمنا المال العام من الهدر والبعثرة المجانية، وكل هذا لقاء أن تشعر الثقافة العام بإنجاز لا جذر له ولا ظلال، وأن يشعر رئيسها الجديد بمجد شخصي ربنا حسُنت نيّته فيه ولكن لم تسعفه طاقته وقدراته ومن استعان بهم من أصدقاء الشلة والسياسة على أن يصيب حظا من الخير.
وعليه، نعلن - وقد أخذت التجربة مداها وكشفت عن كامل عطيّتها - رفضنا لمثل هذه الخطط الاعتباطية والعشوائية، وهجاءنا لإهدار المال العام ووصاية الموظفين على المبدعين، ونطالب السيد رئيس مجلس إدارة الهيئة، والسيد وزير الثقافة، بالتعامل الجاد مع الحالة الفجّة التي شهدتها أنشطة الثقافة العامة لهيئة ثقافة الجماهير، من انفصال عن الثقافة وعن الجماهير، وتسخير الهيئة وفروعها وموظفيها ومواردها لإرضاء طموح مغرور لدى بعض كوادرها، وربما استحق الأمر تحقيقا جادا من الشؤون القانونية بالهيئة أو حتى من النيابة الإدارية، عصمة لماكينة لا تحتمل تلفا فوق تلفها، ولا يسعها أن تقف عرضة لمن يضع عصاه في عجلتها؛ كي يثبت فقط أن لديه عصا، وأنه قادر على تحديد إيقاع الحركة، حتى ولو كان دورانا على المحور وجعجة دون طحن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنهم:
محمد جمال الدين - عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس نادي الأدب المركزي سابقا
محمود عبد المعطي - شاعر ومسرحي
محمد علاء الدين - رئيس نادي أدب الفيوم
كريم سليم - سكرتير نادي أدب الفيوم
أسامة سند - عضو نادي أدب الفيوم
السيد كامل - عضو نادي أدب الفيوم
حازم حسين
===============
المصدر : الصفحة الشخصية للشاعر حازم حسين على الفيس بوك
تاريخ النشر : 25 يونيو، الساعة 10:08 مساءً ·