طفلك المشاكس.. خطوات للتعاملكتبت- غادة الترساوي:كثيرا ما يتساءل الوالدان عن الطريقة المثلى التي تمكنهما من التعامل مع طفلهما المشاكس ومساعدته على تجنب السلوك غير المقبول الذي يصدر عنه، ولعل أكثر الطرق شيوعاً هو اللجوء للعقاب البدني أو النفسي والذي ثبت فشله في إحداث التغيير المطلوب في سلوك الطفل ..
ولكن وقبل أن نتحدث عن الوسائل المثلى علينا أولا أن ننبه الوالدين أن المشاكسة ليست طفرة نوعية في سجلات أطفالهم، بل هي ظاهرة طبيعية لنتائج التربية غير الموجهة وعدم معرفة تطور الطفل العقلي، ونلفت إلى أن الطفل المشاكس يملك إدراكا غير الذي يملكه الطفل الهادئ، ونسبة الذكاء تتفاوت بينهما علما بأن الأرضية صحيحة عند الاثنين.. وإن كان إدراكهما سليما وصحيحا إلا أن الطفل المشاكس يتجاوز أحيانا مرحلته العمرية بنسب طفيفة فيبدو ذكيا جدا .
لذا فإن استخدام الضرب مع الطفل المشاكس في بعض الأسر يظهر عجزها عن الحلول المناسبة، لأنهم يجدون الوسيلة الأسرع لحل الإشكال، وإن كان هذا السلوك مقبولا أو نجد له مبررا عند الأسر البسيطة التي لا تملك الوعي الكافي فإن الغريب أن هذا ما يحدث أيضا في الأسر التي تملك مؤهلات ثقافية واجتماعية جيدة ..
روشتة للتغييرولكي تعيد توجيه هذه الطاقة الخلاقة في طفلك المشاكس بشكل سليم لتحويل المشاكسة إلى منهج ارتقاء وتعلم وتطوير.. ينصحك د. محمد على كامل (أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة طنطا) باتباع بعض الخطوات:
1- دع طفلك يشعر بأنك تلاحظ سلوكه ( بالنظر والاقتراب واللمس والإشارة)، فشعور الطفل بمتابعة الراشدين له يجعله يراقب سلوكه فلا يتمادى في الإصرار على السلوك المرفوض وإذا ما شعر بغفلة والديه أو معلميه يستمر في نفس السلوك.
2- تغاضى عن الأخطاء الصغيرة التي تصدر من ابنك للمرة الأولى، والتي يهدف من ورائها إلى إثارة انتباه أبويه والحصول على المتعة في سماع تعليقات الكبار أو استثمار القدرة على إثارة غضبهم .
3- لا تتجاهل الخطأ الكبير الذي لا يمكن السكوت عنه حتى إن وقع منه للمرة الأولى.
4- علم طفلك اللعب وادفعه إلى ممارسته بشكل مدروس، فاللعب بالإضافة إلى أنه إحدى آليات التعبير فمن خلاله يتم أيضا معالجة الأخطاء السلوكية.
5- اعلم أن الطفل المشاكس يستمتع بمشاهدة أخيه وهو يتعرض للعقاب ويقهقه ضاحكاً مثيراً بذلك شعور الكراهية والغيظ في نفس أخيه..لذلك لا تشجع طفلك عندما يخبرك عما ارتكبه أخوه من أخطاء بمعاقبة الأخ المخطئ، لأنك بذلك تكون قد عززت سلوك الغيبة أو النميمة لديه، وبيّن له أن هذا السلوك يسمى نميمة وهو أمر منهى عنه في ديننا الحنيف .
6- قد لا تؤثر تلك الإجراءات في إحداث التغيير المطلوب خاصة في حالة السلوك الحاد الذي يحدث نتيجة غضب الطفل أو نتيجة لاستمتاعه بهذا السلوك، لذا لابد من أن يؤمر بالامتناع عنه مع تبيان ضرره على الآخرين .
7- حذره من عاقبة عمله إذا لم يكف الإجراء السابق وعاد الطفل إلى ارتكاب السلوك نفسه، ونبهه بأن استمراره في ارتكاب نفس العمل ستكون عاقبته وخيمة غير سارة.
ضوابط العقابهذه الأساليب تجد صدى طيباً في حالات عدة ويحسن اللجوء إليها قبل الإسراع بعقاب الطفل الذي لم يستجب من أول تنبيه ..ولكن إذا استمرت مشاكسات ابنك ولم يستجب لنصحك لا مناص من عقابه على أن تختار له العقاب المناسب الذي يبتعد عن العقاب البدني.
ومن أمثلة تلك العقوبات :1- حرمان الطفل من أحد الامتيازات إذا استمر في نفس السلوك .
2- أن يقوم بإصلاح ما أفسده قدر الإمكان، مثلاً أن يقوم الطفل بتنظيف المكان أو الاتيان ببديل من مصروفه الشخصي .
3- عزل الطفل في غرفة بمفرده مدة محدودة إذا كان يمارس سلوكاً عدوانياً مؤذياً لغيره مثل ضرب الآخرين أو الرفس أو الدفع أو الخدش أو التهديد والسب، فعزل الطفل في غرفته لفترة محدودة من الزمن له نتيجة فعالة .
4- عبّر عن عدم رضاك عن سلوك طفلك غير المقبول سواء بالكلام أو بالإيماءات المختلفة كتعبير الوجه، على أن يكون التوبيخ موجهاً إلى سلوك الطفل وليس لشخصه .
نأتي إلى آخر الحلول وهي العقوبة البدنية كآخر الدواء.. فحينما لا يقبل الطفل العودة عن سلوكه المرفوض فلا مناص حينئذٍ من استخدام العقوبة لتقويم سلوكه ..مع ضرورة اتباع الضوابط التالية:
1- أن يكون العقاب مناسبا مع الذنب .
2- أن يوقع العقاب بعد اقتراف الذنب، أما تأجيله لفترة طويلة أو قصيرة فيفقده المعنى والفائدة.
3- لا يجوز أن يوقع العقاب إلا بعد أن ينتبه الطفل إلى خطئه ويعطي فرصة كي يقلع عنه .
4- قلل العقاب ما استطعت واستعمل العقوبة بالتدريج بدءًا من الأضعف فالأشد .
5- ابتعد عن الانفعال حين تعاقبه ولا تجعلها تمتد فتتحول إلى إهانة له أو إهدار لكرامته .
6- وأخيراً وأهم شيء ألا توقع العقوبة على الطفل أمام أصدقائه أو إخوته .