برامج بيئية لحماية المها العربي من الانقراضيعيش المها العربي في مجموعات صغيرةدبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)قبل نحو أربعين عاما، كان حيوان المها العربي مهددا بالانقراض، إلا أن أعداده اليوم تشهد تحسنا، إذ بلغ عبر دول الخليج وحدها حوالي الألف، والفضل يعود في ذلك إلى برامج إعادة نشر الحيوانات.
ولعل هذه الخطوة هي من أنجح التجارب في تاريخ حماية الحيوانات من الانقراض، إذ أنه، ووفقا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، جرى إعادة تصنيف حيوان المها العربي من "مهدد بالانقراض" إلى "ضعيف التواجد".
وقالت المنظمة الدولية إنها المرة الأولى التي يتحسن تصنيف نوع من الحيوانات ثلاث درجات على قائمتها المكونة من ست درجات.
وأضافت المنظمة بالقول إن آخر حيوانات المها التي تم قتلها كان في سلطنة عُمان عام 1972.
ثابت زهران العبد السلام، من وكالة البيئة في أبوظبي، قال لشبكة CNN: "الصيد كان الهدف الأبرز، كما أن التطور العمراني والحضاري ساهم في تقليل عدد المها. واليوم وبعد برنامج إعادة النشر، الخطر الوحيد هو عمليات الصيد غير المشروعة."
وقد تم إنشاء مبادرة أطلق عليها اسم "إنقاذ المها" في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل صندوق الحياة البرية العالمي وحديقة فينكس للحيوانات عام 1962، إذ تم جمع آخر الحيوانات المتبقية من هذا الصنف، وإعدادهم لإعادة الانتشار في الحياة البرية.
عملية إعادة الانتشار الأولى كانت في سلطنة عُمان عام 1982، ومن ثم تم توسيعها لتشمل كلا من السعودية، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، والأردن.
وقد تم الاتفاق على إجراء الأمر ذاته في كل من الكويت، والعراق، وسوريا.
وفي الإمارات، تم إطلاق هذا المشروع قبل عشر سنوات، واليوم يحتوي منتجع المها الصحراوي، الذي تم تأسيسه في عام 2004، على 450 حيوانا من المها العربي.
ويضيف العبد السلام: "لقد قمنا بالإشراف على المشروع في الأردن، كما نعمل حاليا على إطلاقه في سوريا. فقد قمنا في الأردن بإطلاق 20 حيوانا في البرية، وهدفنا أن يرتفع عددها إلى 100، كما قمنا مؤخرا بإرسال 100 حيوان إلى سلطنة عُمان."
وقد تم إنشاء منتجع المها الصحراوي في دبي لتوفير بيئة ملائمة لحيوانات المها العربي، إذ تمت زراعة 6500 شجرة، وحفر آبار مائية صغيرة، علما أن العاملون في المنتج لا يتدخلون بتوالد هذه الحيوانات أو موتها.
ويضيف العبد السلام: "حيوان المها هو رمز من رموز البداوة في المنطقة. وفي الماضي، كان المها موجودا بأعداد كبيرة، وكان البدو يصيدونه من أجل لحمه وجلده. ومع تطور التقنيات، تسارعت عمليات القتل بالسيارات والبنادق، لتحصد أعدادا كبيرة من المها."
أما ريان طلمية، الذي يعمل مرشدا في منتجع المها، فيقول: "إن عمليات حماية هذه الحيوانات تستلزم وقتا طويلا، فقد بدأنا في هذا البرنامج في ستينيات القرن الماضي، ونحن الآن في 2011، ولا زالت هذه الحيوانات تعيش في مجموعات صغيرة."
يذكر أن حيوان المها يتكيف مع العيش في الظروف البيئية القاسية، بوجود حوافر عريضة تساعده في المشي على الرمال، إضافة إلى قدرته على شم مصدر المياه من مسافات بعيدة.