ساعات خلف القضبان لفنان انتقد الرئيس اللبنانيمشهد من الأغنيةبيروت، لبنان (CNN) عادت قضايا الحريات العامة للبروز إلى العلن من جديد في لبنان، مع مخاوف من عراقيل تعترض التعبير الحر عن الخيارات السياسية والاجتماعية، فبعد اعتقال قصير لناشط بسبب تقاريره عن التعذيب في السجون اللبنانية، أوقف الفنان زيد حمدان لساعات، بسبب فيديو على يوتيوب لأغنية اعتبرت "مسيئة" للرئيس ميشال سليمان.
وجرى توقيف حمدان الأربعاء، وذلك بعد "اكتشاف" الأجهزة الأمنية لأغنية الموجودة منذ عدة أشهر، والتي لم تكن على علم بوجودها.
وظل حمدان في السجن عدة ساعات قبل أن يصار إلى الإفراج عنه ليعود فيحدّث صفحته على موقع "فيسبوك" بجملة قال فيها "أنا حر الآن.. شكراً لمساعدتكم."
وتحمل الأغنية عنوان "جنرال سليمان" وهي باللغة الإنجليزية، وتعترض كلماتها على أدوار رجال المال والسلاح والسياسيين الفاسدين وأجهزة المخابرات الأجنبية، قبل أن تختتم بدعوة الرئيس اللبناني إلى الرحيل.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية السبت عن بيانات مستنكرة لاعتقال حمدان، بينها ما جاء عبر مؤسسة "مهارات" و "مرصد الرقابة" لجهة القول بأن حمدان تعرض للتوقيف في "نظارة قصر العدل في بيروت بتهمة التعرض لشخص رئيس الجمهورية."
ودعت مؤسسة "مهارات" ومجموعة "مرصد" "السلطات اللبنانية الى صون حرية الرأي والتعبير والنقد السياسي بمختلف اشكاله بما فيه التعبير الفني". كما دعتا إلى "وقف الرقابة المسبقة التي يمارسها جهاز الأمن العام اللبناني بصورة مخالفة للقانون على الأعمال الإبداعية."
من جانبها، نشرت صحيفة "النهار" اللبنانية الواسعة الانتشار نقلاً عن مصادر خاصة أن الرئيس اللبناني "لم يكن على علم" بتوقيف حمدان، "وحين استفسر عن الموضوع تبلغ أنه جرى إطلاق سراح المغني."
ويشكل حمدان أحد أبرز وجوه ما يعرف بحركة "الفن البديل" في لبنان، وهو يعد أعمالاً فنية مغايرة للاتجاه العام، وقد سبق له وأسس فرقة "سوب كيلز" إلى جانب فرقة "زيد أند ذا وينجز."
وينتقد عدد من المراقبين التراجع النسبي لمستوى الحريات في لبنان، خاصة في الأشهر الماضية التي شهدت تشكيل حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، وتأثر المنطقة بالثورات الراهنة.
فقد أيام جرى اعتقال الناشط الحقوقي سعد الدين شاتيلا، لساعات بتهمة التطرق في تقاريره إلى قضايا التعذيب في السجون، كما قام الأمن العام قبل أسابيع بمنع عرض فيلم عن الثورة الإيرانية.